معاناة شباب عاطل
دنيا هانيفي مرة من المرات سمعت شاباً أعرفه يتحدث بانفعال عن مستقبل الشباب الآخرين حتى جاءت فرصة لألتقي به مرة أخرى فسألته عن ذاك اليوم الذي كان يدافع فيه عن أحوال الشباب الآخر ويسب ويلعن الظروف ومن هم السبب وراء ضياع هؤلاء الشباب وجلوسهم ( محلك سر بلا شغلة ولا مشغلة ) ، فأجابني بهدوء برأيك نحن خريجو ( بكالوريوس ) منا من تخصصه اقتصاد ومنا محاسبة ومنا إدارة أعمال وحتى الآن لم نتحصل على الوظيفة المناسبة ولا الزوجة المناسبة ولو بحثت في الأسباب ستجدين أن كل الأبواب مقفلة في وجوهنا وكل يوم معاناتنا تزداد، فسألته كيف وأنتم لازلتم شباب والفرصة سوف تأتيكم؟ فقال لي : صحيح شباب ولكن أصبح بداخلنا قلب وعقل رجل شائب لا وظيفة ( نتحصل عليها بسبب شح الوظائف في بلادنا والبطالة المرتفعة ولا هناك أي بيت يقبل أن يزوج ابنته لشاب لا يملك وظيفة أو بيتاً جاهزاً ناهيك عن المهر الخيالي الذي يطلبه أهل الفتاة، ولو تحصلنا على وظيفة فكيف نستوفي باقي الشروط كالبيت والمهر وغيره من الطلبات ، ( يعني نحسبها يمين نجدها مقفلة نجيها شمال كمان مقفلة ) فماذا علينا أن نفعل ونحن على مشارف دخول الثلاثين؟ .وعندما ناقشته لماذا لا تفكرون أن تشتغلوا بأي شيء وتنسوا الشهادة والتخصص مؤقتاً إلى أن يأتي الفرج فلربما تنزل أسماؤكم عبر الخدمة المدنية في المرة القادمة؟ ردت والدته بدلاً عنه : ابني ولد مكافح يبحث ويعمل في أي شيء حتى لو تحصل على أجر قليل، حتى ونحن في رمضان يفكر كل عام هو ومجموعة من أصدقائه ويخرجون إلى السوق ومعهم بضاعة من الملابس ويبيعونها وهذا يدل على أنهم ليسوا شباباً عاطلاً وإنما ينتظرون فرصة ليثبتوا بها أنفسهم بدل اليأس والخيبة الذين بدأ يستوطنا في قلوبهم وحسرتهم على شبابهم الذي يرونه يضيع عاما بعد كل عام. .[c1]الخلاصة[/c]شبابنا فيهم الخير ولكن يجب مراعاتهم ومنحهم الفرص ليبنوا مستقبلهم وفي ظل هذه الظروف التي نمر بها يحتاج هؤلاء الشباب للوظيفة بدلاً من جلوسهم في الشوارع وصياعتهم في الأسواق والمراكز التجارية والعمل على استغلال طاقاتهم وحيويتهم وتفجيرها في التنمية والإعمار للبلد. وحتى نعطي لكل ذي حق حقه كنا قلنا في كلام سابق عن (شباب شايل سيفه) واستعنينا فئة من الشباب المراهقين الذين يمارسون البلطجة على الناس بطرق مختلفة لكن هناك فئة أخرى تندرج تحت عدة مسميات منها الشباب العاطل أو بما يقصد به الذين يعانون من (البطالة) يحاولون ويسعون جاهدين إلى التحسين من وضعهم ويبحثون عن فرص لإثبات ذاتهم سواء في البحث عن وظيفة أو ممارسة أي أعمال وحرف يكونوا قادرين بها على الإنفاق على أنفسهم وأهاليهم. فإلى أولئك وهؤلاء وأنتم.. (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).