لندن / متابعات:إذا سار كل شيء كما خططت له وكالة «ناسا» الأمريكية فستهبط على سطح المريخ مركبة بداخلها شريحة ألكترونية تحتوي على 15 ألف اسم تقريبا، بينها عدد من مشاهير العرب في الماضي والحاضر، وعرب عاديين، وهو ما علمته «العربية.نت» من الدكتور عصام حجي الذي تحدثت اليه عبر الهاتف ليلة أمس الاول..والدكتور حجي هو رئيس فريق علمي في «ناسا» يستخدم تكنولوجيا الردار على الأرض للبحث عن المياه الجوفية في المناطق الصحراوية المشابهة للمريخ وتشارك فيه الكويت مع ايطاليا إضافة لوكالة الفضاء الأمريكية.«ويرى الدكتور حجي البالغ من العمر 37 سنة أن أهمية هذه المركبة الأكثر تعقيدا وتطورا من أي مركبة سبقتها «ليست في ما تحمله من أسماء عربية وغيرها، فهذه شكلية، بل بما ستحققه من قفزة علمية، ففهم ظاهرة اختفاء المياه من على المريخ و تحول سطحه الى صحراء جافة نتيجة التغيرات المناخية التي مر بها الكوكب، هو ما يهم العرب بشكل خاص لانه قد يكون سيناريو مشابه لاثار التغيرات المناخية التي تمر بها المنطقة» كما قال.»وذكر أن مركبة «كوريوسيتي» التي لم يصنع الانسان مثيلا لها قبل الآن، هي بحجم سيارة صغيرة ووزنها البالغ 900 كيلوغرام يزيد 5 مرات عن أي مسبار عرفه الكوكب الأحمر. أما تكاليفها فبلغت مليارين و500 ألف دولار.ناسا ستكشف عن الأسماء عما قريبأما عن الشريحة الألكترونية فهي على المركبة بموافقة «ناسا» التي قبلت أن يضع العاملون فيها ما يرونه مناسبا من أسماء أشخاص كتكريم لهم «ففي المستقبل سيعثر زوار المريخ على المركبة ويجدون الأسماء في الشريحة ويبحثون عن ماضي أصحابها ومن كانوا» وفق تعبيره.ورفض الدكتور حجي الافصاح عن أي اسم وضعه هو أو غيره في الشريحة، لكنه ذكر بأن الأسماء هي لمشاهير «رحلوا ومعاصرين من العرب، وهم من جميع الدول العربية. وعلى أي حال فوحدها ناسا ستكشف عن الأسماء عما قريب» بحسب تأكيده.وقال الدكتور حجي من مقر عمله في معمل «الدفع الصاروخي النفاث» التابع لوكالة «ناسا» في كاليفورنيا، ان وضع الأسماء هو تقليد تمارسه الوكالة لإشراك المجتمع و الأشخاص عبر وضع أسمائهم وفق منظومة مفتوحة للاقتراح على موقع ناسا.».أوامر تحركها من مسافة 567 مليون كيلومتروالمركبة التي تسير على 6 عجلات مزودة بكل ما هو معقد ويسمح لها بالعمل طوال عامين لتجيب هذه المرة على سؤال محير وكبير: هل على المريخ حياة الآن، أو هل عرف أي نوع منها في فترة ما من ماضيه السحيق ؟ وهل فيه الآن ما يسمح بتبرعم الحياة الجرثومية ولو في أحط مراحلها ؟و»كوريوسيتي» العاملة بمحرك نووي هي أيضا روبوت مختبري كامل أطلقته «ناسا» في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مزودا بأجهزة ومعدات معقدة جدا، أبرزها صارية مع 7 كاميرات ومخارز تثقب الصخور والأرض وتستخرج منها عينات لتحللها وترسل النتائج الى الأرض، كما فيها قاذف لحزم ليزر تصل الى صخور تبعد حتى 7 أمتار عن المركبة التي ستدرس أيضا البيئة المحيطة بها لرصد جزيئيات الميثان، وهو غاز يتم ربطه عادة بوجود الحياة.ودخول المركبة المجال الجوي للمريخ يعتبر من المهمات الأشد صعوبة التي تنفذها الناسا، لأن المركبة التي ستخترق المجال الجوي للكوكب بسرعة 20 ألف كيلومتر بالساعة ثقيلة ويتعذر التخفيف من وقع ارتطامها بأكياس وبالونات هوائية، كما في المركبات التي سبقتها.والحل الذي اعتمده المهندسون هو حملها على «رافعة» مزودة بنفاثات صاروخية تراجعية تثبتها بحبال نايلون مقوى خلال الثواني الأخيرة من الهبوط، حيث نرى المسبار ينزل طوال 7 دقائق وصفتها «ناسا» بأنها «دقائق الرعب السبع» وخلالها تنخفض سرعة الروبوت ثم تفتح مظلة هبوط عملاقة قطرها 21 مترا، وهي أقوى وأكبر ما تم صنعه من مظلات، لتصبح سرعة المركبة أبطأ من سرعة الصوت.ومن المعلومات أن الرسالة التي تقوم المركبة بإرسالها إلى الأرض يلتقطها أحد قمرين اصطناعيين يدوران حول المريخ وتستغرق 14 دقيقة لتصل، والمدة نفسها يستغرقها كل أمر يصدر اليها من مركز للتحكم بها عن بعد. أما مركز التحكم التابع لوكالة الفضاء الأميركية فيجلس فيه خبير بتشغيل المركبة يحركها كيفما شاء من مسافة 567 مليون كيلومتر.
عالم مصري في «ناسا»: أسماء المشاهير من جميع الدول العربية داخل أهم مركبة على المريخ
أخبار متعلقة