عن ليلة خميس رمضانية إبية بهية في صنعاء
كتب / حسين محمد با زياد:مساء الأربعاء الماضي ، عشية الخميس السابع من رمضان 1433هـ الموافق الخامس والعشرين من يوليو ( 2012م وعقب صلاة التراويح تحديداً تسمرنا أمام شاشة قناة سبأ الفضائية لمتابعة المباراة الفاصلة لتحديد بكل دوري الدرجة الأولى للكرة القدم لهذا الموسم 2011م - 2012م بين فريقي الشعب والاتحاد من (إب) التي نقلتها القناة مباشرة من ستاد (علي محسن) بالعاصمة (صنعاء).وكنا نمني النفس بمشاهدة نهائي حافل بالكثير من الألعاب والقليل من الأعصاب والحق أن الفريقين لم يخيبا آمالنا وقدما لنا نهائياً رائعاً قلما نراه في نهائيات حاسمة من هذا النوع من النهائيات التي تصلب فيها المشانق الدفاعية ، ويسيطر فيها على اللاعبين القلق والحذر والتوجس ، ما ينعكس سلباً على العطاء والأداء في الميدان وانحسار القدرات التهديفية لطرفي هذه النهائيات.[c1]نهائي رائع[/c]غير أن ما تابعناه في نهائي الحسم كان إصراراً متبادلاً من الفريقين على إثبات الذات وأحقية كل منهما في التتويج، وفي الميدان كان الانفتاح على الهجوم وتقديم اللمحات الفنية الجميلة وتسجيل الأهداف المتقنة، وهذا يعني أن هذا اللقاء جدير بالبقاء في الذاكرة.وإن كان الشعب قد كسب اللقاء 3 / 2 بعد أن كان خاسراً 1 / 2 فإن فارق الخبرة كان في صالح الشعباوية، الذين استحقوا الفوز والتتويج، لكن الكتيبة الاتحادية قدمت أداء يشفع لها أن تتوج بدرع البطولة، ما يعني أن الاتحاد فيما قدمه طوال الموسم وفي النهائي الفاصل يمكن اعتباره (بطلاً غير متوج).[c1]أيمن صام وأفطر الآخرون[/c]وفي حين استغرب الكثير من المتابعين صيام هداف الشعب والمنتخب الوطني (أيمن الهاجري) عن التهديف في نهائي حسم كهذا فقد كان لأيمن كلمة أخرى كثيراً ما رددها في وسائل الإعلام من دهاء (أن همه هو فوز فريقه في جميع المباريات بصرف النظر عن كونه صاحب الأهداف، وأن حرصه على التسجيل والتهديف لشخصه لا يجوز أن يكون على حساب إنهاء الهجمة لصالح زميل في موقع أفضل يضمن التسجيل).ولئن كان (أيمن الهاجري) قد صام عن التهديف، فقد صنع أهداف الحسم الثلاثة بثلاث تمريرات ولا أروع، لعل أجملها تمريرة هدف التعادل لقائد الفريق (رضوان عبدالجبار) ما يعني أن أيمن قد صام، لكنه قدم ألذ وأعلى إفطار بصناعة ثلاثية تحقيق البطولة واحتفاظ الشعب بالدرع للأبد، وهو إنجاز رائع للشعب، و إنجاز شخصي رائع وغير مسبوق للهداف والنجم الموهوب (أيمن الهاجري).[c1]حضور متواضع وهوشلية بالتكريم[/c]يبدو أن (الحلو ما يكملش) كما يقولون فرغم البهجة التي زرعها اللاعبون في نفوسنا بمن فيهم حارسا المرمى الرائعان (فرج با يعشوت) و (أنور العوج) بما قدموه جميعاً لعباً وتهديفاً وذوداً عن المرمى فقد كان الحضور الجماهيري ليس في مستوى النهائي والفريقين، ولا شك في أن نقل المباراة إلى صنعاء، ثم تقديمها من الخميس إلى الأربعاء، وإقامتها في شهر رمضان وعزوف الجماهير الرياضية المقيمة في صنعاء عن الذهاب إلى الملعب البعيد، طالما أن المباراة منقولة على الهواء عبر قناة سبأ فضلاً عن تفضيل الكثيرين لتناول وريقات القات في ليالي رمضان عوضاً عن المباراة، أو الجمع بين الأختين (الوريقات والمباراة) عبر مشاهدة التلفاز! كل ذلك تسبب في هذا الحضور الباهت، ولا أدري كيف سيكون حال المدرجات لو لم تأت تلك الجماهير الإبية - بكسر وتشديد الباء - على قلة هذه الجماهير.أما عشوائية الاحتفاليات فتلك ميزة يمنية خالصة، ولعلكم تتذكرون ليلة قرعة خليجي عشرين في عدن، ومن المصادفات أن تكون في شهر رمضان المعظم قبل عامين، ومن النادر جداً أن ترى حفل تكريم لا يخلو من الفوضى والارتجال، وعلى الرغم من أننا نبهنا قبل المباراة في تناولة صحيفة بضرورة الاهتمام بإخراج حفل التكريم بصورة تليق بإعلان نهاية الموسم، فقد تكررت الارتجالية، وفوجئنا بصعود العديد من الشخصيات التي لا شأن لها، فقد كان من المفترض أن يكون المكرمون - بكسر الراء - ثلاثة هم وزير الشباب ومحافظ إب ورئيس اتحاد كرة القدم .. ولم ينته ذلك عند هذا الحد، بل شهدت المنصة حركة ذهاب وإياب من هنا وهناك أمام الكاميرا شوهت الحفل الختامي الذي كان على عكس جمال النهائي.[c1]تعظيم سلام للحكام[/c]وأخيرا لا يفوتنا، وقد انتقدنا في مناسبات سابقة أداء التحكيم بالدوري والأداء السلبي لعدد من الحكام، أن نعرب عن تقديرنا وإشادتنا بمستوى طاقم التحكيم في نهائي الموسم، وعلى رأسهم الحكم الدولي (علي جوف) فقد كانوا جميعاً في مستوى النهائي ونشد على أياديهم وندعوهم مع كافة الحكام في بلادنا إلى الاهتمام بتطوير الذات واكتساب المزيد من الخبرات في هذا الموقع المهم من مواقع التطور الكروي.