(النص) [c1]أضغاث[/c]يبحث بين كوابيسه عن احتمالات حلميرطب به تجاعيداً خلفتها ضروب المحن لعل آخر القيظينجو من ذبول الخريف ويزهر فيه قبل أن يشيخ الزمن لعل الحلم يفقأ عين وحشته فتعدو ظباءُ الندى في مداه وترتحل من داخله قبائلُ الشجنبأزرقه رسم على أهدابها سماءً ودشن في عينيها وطنْ هو حلم يطلقُ لهُ الليلُ العنان لكن يد الكوابيس تقبضُ على الرسن [c1]القراءة[/c]ـــــــــــــــــــالياء حركت دواليب الخطاب السردي / الشعري / هناوالياء رمز الحزن في الكتابة، تعزف بوفاء على وتريته أي - النغم الحزين - وإيقاعها يتناسب كثيرا مع أجواء اللافرح ، ويتناسب اكثر مع جوانيات النفس في إيقاعاتها ونبضها وانقباضاتها الداخلية.منذ البداية إعلان بانتكاسة راية الذات وصعودها عمقا في سماء اللافرح :يبحثُ بين كوابيسه الكوابيس تأتي معلنة عن قتامة - تعذيب - وغياب الحلم الكابوس رمز للأشياء الخائبة عادة..ويفسر هذا البيت الثاني، حيث الاحتمالات عن وجود حلم تبوء بالفشل ، في ظل اعتداء الكوابيس:عن احتمالات حلم يرطب به تجاعيداً خلفتها ضروب المحن لاحظ عزيز القارئ المعجم الموظف هنا وبامتياز حرفي جميل * رغم قتامة الصورة *- جميل من حيث الحياكة الوفية لنسقية الخطاب الموظف ككل :كوابيس/ تجاعيد / ضروب محن / وبالمقابل - نجد غياب حلم * هنا صياغة جد رائعة وعمق في النحت وصدق واضح وبين، عن الحالة التي يتحدث عنها ضمير المتكلم في القصيدة - وأسميها قصيدة بامتياز - سافسر هذا لاحقا بحول الله في تدرجي في هذه القراءة البسيطة ..من هنا ، من هذه الصياغة تلعب القصيدة على وترين يمشيان على خط مستقيم “ / منفصلان في لحظة معينة / ومتحدان / في العمق الفكري للفكرة ذاتها ولمضمون رسالة القصيدة هذا الخط المستقيم بيدأ من الذاتي ، تؤكده الياء النسبية التي بدانا بها الحديث والبراني - نحن المتلقي - حيث نجد لحظات كثيرة مرت أو تمر بنا في صوت هذه الياء الانفرادية في النص..وهنا براعة الشاعر ، لان الحديث يتوحد في (ضمير الجمع) وبذلك يخرج منتصرا على الكوابيس - إذا عمت هانت - وهذه ميزة يتصف بها قلم شاعرنا الزياد في كثير من اللحظات الابداعية [c1]نقرأ:[/c]لعلّ آخر القيظينْجو من ذبول الخريف ويزهرُ فيه قبل أن يشيخ الزّمنْ انفراج في لعـل يؤكد جانبا مضيئا لنفسية المتحدث ، ويعبر عن إيمانه الكبير بأن لا حال يدوم ، وإيمانه بالمولى عز وجل.. فوتيرة الحياة جعلها تمر عبر كل الاطياف الملونة رمادية بيضاء وخضراء وعبر حقول التعرية هاته - سأقول هذا جزافا - تتعرى النفس من الإحباط الذي قد يتلف هذا الإيمان بواقعية الشيء أولاً، وبالتغيير الذي ربما قد يأتي.معجم لغوي بحرفية وظفه شاعرنا وأيضاً بلغة قوية في التكثيف ولهذا قلت بان النص اكبر من السرد وهو قصيدة حتى وان لعب الفعل هنا حركية الخطاب فالمعنى بالدلالات في الصورة والتقاطها المكثفومنذ هذا الانفراج في القصيدة بولادة الأمل في * لعل * ستكون هذه الأداة محور ضوء جميل يمهد لأمل قد يكون ربما[c1]نقرأ:[/c]لعل الحلم يفقأ عين وحشته فتعدو ظباء الندى في مداه وترتحل من داخله قبائل الشجنيتغير المعجم القاتم إلى لغة منفتحة متماشية مع ضوء (لعل) ولعل تفيد التمني في أعمق لحظاته ، لأنها تقول : (ربما) أتمنى لو - وهنا عودة الذات بعد الاستهلال القاتم إلى الإنصات إلى صوت الأمل والانتماء إليه رائعة الصورة جميلة في انفتاحها هذا :ندى / مدى / ظباء/ فرح لغوي وقد قلت سابقاً بأن العزف يبدأ من الذات وتؤكد الصورة هنا :وترتحل من داخلهالأشياء تبدأ - عليها أن تبدأ من الداخل حسا، لأنه إن لم نحس بالأشياء فلا داعي للحديث عنها أو سنكون نخبر عن حالة ما عادية وبطريقة عادية كان ننقل ما رأيناه دون حس ...وهذه ليست وظيفة الشعر وهنا صدق التعبير وكل شعر لا ينتمي إلى الصدق في الإحساس بالشيء أحسبه شعر لهو وممازحة ( فالأدب الشعر هو الإنسان او لا شيء على الإطلاق).انه بمعنى (تجربة ذات) ـ يحفر نقوشه مما يعتري هذه الذات ، ولذلك فهو يتميز بهذه الخصيصة على باقي ( الممارسات النصية الأخرى).واسطر مرة أخرى بأننا إزاء قصيدة كاملة بناء ولغة ..[c1]ونستدرج الحكاية في القصيدة :[/c]الحلم في المعرفة العامة والمعروف هو: تحقيق رغبة ما ..هو الابن العاق للواقع لأنه يتمرد عليه بتحقيق ما تصبو إليه الذاتوحين ينتكس هذا الحلم حين تعتدي عليه الكوابيس ، فمعناه بأن الواقع ينتقم من الحلموصوت الياء الذي تحدثنا عنه بداية يحمل على عاتقه مجمل الحكاية لان الانفراج بــ (التمني) سرعان ما يختفي وتعود الياء الوفية للشجن تعزف من جديدتناغم جميل ما بين الياء ولعل وكأننا أمام جوقة موسيقية تعرف مساحاتها المخصصة للعزف ونحن بالفعل إزاء جوقة ماء نسمع نبضها عبر ماء القصيدة وعبر مايسترو محترف[c1]نقرأ:[/c]هو حلم يطلقُ لهُ الليلُ العنان لكن يد الكوابيس تقبض على الرسن انتصار الواقع على ابنه العاق واسترسال الكوابيس في القبض على روح الحلمقصيدة جميلة من حيث الصياغة وكمتلقي - أحسني أنانية في هذا القول كوني أهتم بالشكل أيضا - كم غريب أن يمتشقنا الحزن جمالية في الكتابة وعميقة أليمة موجعة من حيث المضمون ووجدتني كمتلقي - وهنا التضادية الجميلة- أنساب في هذا الشجن من حيث صدقه وقوة تعبيره والصورة التي أتت بالحلم وهو يـغتال.
|
ثقافة
قراءة نقدية في نص (أضغاث) للشاعر زياد السعودي
أخبار متعلقة