سطور
د. زينب حزام:أريد أن اعترف هنا بأنني كنت متفائلة بتقدم أدب المرأة وبروز عدد لا بأس به من الأديبات اليمنيات على ساحة الأدب اليمني، خاصة في مجال القصيدة والقصة القصيرة والرواية.إننا نلحظ غياب دور المرأة في النقد الأدبي وقلة عددهن في الميدان العلمي، واستطيع القول هنا أنني أرى انحساراً خطيراً على الساحة الأدبية في الاهتمام بأدب المرأة اليمنية، ودعوتها للعودة إلى البيت، وممارسة العنف ضد عدد من المثقفات اليمنيات وعرقلة نشر أعمالهن الأدبية، ما جعل العديد منهن يلجأن إلى نشر أعمالهن على نفقتهن الخاصة في مؤسسات للطباعة والنشر خارج البلد، وفي اعتقادي أن هذا يعود إلى التقليل من شأن العمل الأدبي للمرأة.أعرف إحدى الباحثات اليمنيات، حفيت قدماها وهي تطرق أبواب المسؤولين من أجل طباعة ونشر عملها في مجال البحث الميداني، وهو عمل متعلق بالدراسات الأدبية يستفيد منه الطلاب الدارسون في الجامعات وظلت الباحثة تطرق الأبواب ولم تستجب لها إلا إحدى الصحف المحلية التي قامت بنشر هذه الدراسة الميدانية على صفحاتها في أعداد مختلفة، ما أفقد البحث قيمته العلمية.. حقاً أن الأدب النسائي أو ما يسمى بأدب المرأة يعيش في مأزق حقيقي ولا مخرج منه إلا بالمزيد من الإبداع المتميز، وهكذا نجد المرأة اليمنية المبدعة تجد نفسها في سياق لا يتعين عليها أن تتجاوز سقف قدراتها فحسب، وإنما عليها أن تحلق عالياً، ربما لتتجاوز من سبقها في ميدان العمل الأدبي والثقافي والسياسي.ونجد للمرأة اليمنية دوراً بارزاً في العمل الدرامي، حيث شهدت السنوات الماضية تحولاً في الدراما المحلية اليمنية، خاصة بعد انتشار الفضائيات، وما ترتب على ذلك من تخمة في الإنتاج الدرامي المحلي سواء في القنوات الفضائية اليمنية أو الإذاعية، وكان للمرأة اليمنية دور بارز في الأعمال التي ظهرت منذ وقت وحتى الآن، ومن أسباب هذا التحول في التعامل مع الشخصية النسائية: انتشار الفضائيات المحلية والانفتاح على العالم، وانتشار أعمال يمنية عربية وأجنبية تناقش قضايا المرأة، لاسيما المسلسلات الدرامية اليمنية، وقضايا المرأة بشكل عام في بقية الدول.تناقش الدراما المحلية اليمنية قضية المرأة العاملة وتعدد الزوجات ودخول المرأة اليمنية البرلمان، كما تناقش قضايا المرأة بحرية ودون قناع.وتتميز الدراما المحلية اليمنية بمساحة من الحرية ووجود ممثلات متميزات مثل الممثلة اليمنية المعروفة ذكرى أحمد علي ونرجس عباد وغيرهما، كما تتميز الدراما اليمنية بوجود كاتبات نجحن إلى حد كبير في الكتابة عن مشاكل المرأة مثل الأديبة نجيبة حداد والكاتبة نهلة عبدالله. ومن المهم أن نتوقف عند بعض التجارب المهمة في هذا الصدد.كان للفنانة ذكرى أحمد علي تجارب متعددة في المسرح اليمني والدراما التلفزيونية، وفي بداية حياتها الفنية قدمت العديد من الأعمال الدرامية المحلية - باللهجة المحلية - والأعمال التاريخية وقد نالت إعجاب العديد من المشاهدين للدراما المحلية، وفي معظم أعمالها ركزت على دور المرأة اليمنية الأم والأخت والمرأة العاملة وإسهاماتها في المجتمع، ومن خلال حكايات تعود فيها إلى الماضي، ربما لتؤكد دور المرأة في المجتمع اليمني والأسرة، وفي أغلب أعمالها قدمت الممثلة اليمنية ذكرى أحمد علي المرأة اليمنية على أنها ضحية تسلط الرجل وجبروته، ولكن في نهاية أحداث المسلسل يحدث تحول درامي ينتصر للمرأة، ويحدث تحول في ظروفها ليس هذا فحسب، بل تكون الحضن الدافئ الذي ينقذ الأسرة .