دنيا هانيكلنا يعلم بمخاطر المخدرات وحبوب الهلوسة وتأثيرها على عقول الشباب ولكن اختلفت الدوافع وراء لجوء هؤلاء الشباب إلى تعاطي مثل هذه الحبوب والاستهتار لضياع حياتهم ومستقبلهم وركوضهم وراء وهم يدعى حبوب الهلوسة التي تؤثر على الإدراك فقد يرى الأشخاص الذين يتناولونها الأشياء بطريقة مشوشة وتصاب الحواس بالاختلاط خاصة فيما يتعلق بالوقت والصوت والألوان. وتختلف تأثيرات عقاقير الهلوسة بنسبة كبيرة وليس من السهل التنبؤ بها ومن تأثيرها أنها لا تجعل متعاطيها يشعر بشيء سيئ بل بالعكس تأخذه إلى عالم من وجهة نظره جميل ورائع أما التأثيرات الصحية فهي حدوث خلل في قيام المخ بوظائفه الأساسية وظهور إحساس وهمي بالسعادة في كل الأوقات وحدوث اختلال جسماني وعقلي للمريض بالإضافة إلى اضطراب الجهاز العصبي المركزي والطرفي.وهذا ما كان متعارفاً عليه بالنسبة لنا لكن غير المتعارف عليه هو أن تكون بداية إدمان حبوب الهلوسة مزحة بين أوساط الشباب لينقلب الموضوع من مزحة إلى جد ويتطور إلى ما بعد ذلك بكثير وبهذا الشأن سنتناول حكاية شاب تعرض لمزحة ثقيلة من أحد أصدقائه كادت أن تجعله من المدمنين على هذه الحبوب الخطيرة على العقل وعلى الصحة لولا أنه تدارك نفسه.الحكاية باختصاركان هناك مجموعة من الشباب يجلسون ويتسامرون في ركن شارع ما ثم انضم إليهم صديقهم محمد الملقب بصاحب النكتة الحلوة ولكن في هذه المرة جاء إليهم بوجه عابس لم يتعودوا عليه من قبل فسأله أحدهم عن سبب حزنه وهذا الحنق الواضح على ملامحه فدار هذا الحوار بينهم:-أحد الأصدقاء: ماذا بك اليوم؟محمد لاشيء فقط طفشان من نفسيهالصديق الماكر: طيب والذي يجعلك مبسوط ويبعد عنك الطفش ماذا تعطي له؟محمد: بنفس النبرة : بالله دعوني وشأني اليوم أنا لست متحملاً نفسيثم مد له الصديق الماكر بحبة وقال له خذ وأدعيلي..محمد: ما هذه؟الصديق الماكر: إنها حبة السعادة بمجرد أن تأخذها تنسيك نفسك وهمومك .رمقه محمد بنظرة غضب وقال له: أتمزح معي أنت واع ما تقوله؟وببرود أعصاب رد عليه صديقه الماكر: نعم أعي تماماً ما أقول..وعندما قام محمد من مكانه وبإشارة واضحة من يده نبه صديقه ألا يكرر ما فعله ثانية وإلا سيندم.بضحكة ماكرة أخبره صديقه بأن يهدأ ويجلس ولم يكن هذا سوى مزاح حتى يفك عن نفسه قليلاً.جلس محمد وتحدث مع أصدقائه بأمور كثيرة وبقي صديقه الماكر يترقب أي فرصة ليرد الصاع لمحمد بعد أن أحرجه أمام أصحابه ثم حانت اللحظة للصديق الماكر عندما كان يشرب محمد من قارورة الماء ثم وضعها جانباً ليرد على الهاتف ويرجع ليتشارك معهم الحديث، وإذا به يشرب مرة أخرى من نفس الماء وما هي إلا لحظات حتى كان محمد في عالم آخر كان يضحك بدون وعي ويتكلم وهو لا يعي ما يقول وأصحابه يضحكون للحالة التي كان عليها فقام أحد أصدقاء محمد يصرخ بوجههم لماذا فعلتم هذا ألا تخجلون من أنفسكم انه لا يعي ماذا يقول حتى.الصاحب الماكر رد على صديق محمد وقال له هون على نفسك ساعات وسوف يرجع لطبيعته فلا تقلق عليه لقد أحببنا أن نضحك قليلاً ونخرجه من الحالة التي كان عليها ألم تلاحظه كيف كان وكيف هو الآن.أخذه صديقه وبعد مرور ساعات لم يعلم محمد كيف مرت عليه لأنه لم يكن يعي ما حوله وجد صديقه معه بعد أن قام بغسل وجهه وأعطاه قهوة وشاياً كي يفوق وبعدها حكى له صديقه كل الذي حصل وكيف أن صاحبهم الماكر دس له حبة السعادة كما كان يصفها في قارورة الماء التي كان يشرب منها أثناء انشغاله بالرد على الهاتف.محمد شاب في مقتبل عمره تعرض كبقية الشباب لضغوط الأهل وصراعاتهم وعدم توفقه بوظيفة ونتيجة لذلك تعرف على شلة الشباب هذه حيث كان يقضي معظم وقته معهم ليقتل الفراغ الذي كان يلازمه وبعد الحادثة التي تعرض لها من قبل صديقه الماكر قطع محمد علاقته بتلك الشلة لمعرفته بأنهم كانوا سيتسببون بضياع مستقبله وجره إلى الهاوية باسم المزاح وبعدها اعتبر محمد وأخرج نفسه إلى بر الأمان ليبحث من جديد عن مستقبله بعيداً عن أولئك الذين غرتهم دنياهم ليهربوا من مشاكلهم وهمومهم بالطريقة السهلة أو بالروشتة التي وصفها لهم أحدهم وتدعى حبة السعادة وما هي إلا حبة التعاسة وأعتقد أنكم أيضاً عرفتم ما هي هذه الحبة أنها ليست سوى إحدى حبوب الهلوسة التي لعبت ولا زالت تلعب بعقول بعض الشباب..وللهروب من واقع صعب ومرير كما يزعمون لجؤوا إلى واقع أصعب وأمر وأغرب حتى من الخيال.