إعداد / د. محمد الدبعي:الكولسترول مادة دهنية موجودة في جميع الأطعمة الغنية بالدهون مثل (اللحوم ومشتقاته، البيض ، الزيوت ..إلخ)، ينتجها الكبد من عناصر مختلفة. وهو جزء أساسي في تركيبة الخلايا الحية في الجسم، ويدخل في تحضير العديد من الهرمونات لاسيما ما يتعلق منها بالتكاثر ؛ كما يؤمن عملية نقل الدهون الموجودة في مجرى الدم باتجاه جميع أنسجة الجسم .وعند الحديث عن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ينبغي التفريق بين النوع الحميد والنوع الضار، فزيادة نسبة النوع الحميد في الدم لا يجعله في العادة يلتصق ببطانة مجرى الدم , وإنما على العكس من ذلك يزيل الدهون الضارة حتى لا تتراكم بكثرة على جدار الأوعية الدموية، ولا تتسبب بإثارة أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم .[c1]النوع المسبب لأمراض القلب[/c]يعرف الكولسترول الضار بصحة الإنسان والمثير لأمراض القلب والأوعية الدموية (بالليبوبروتينات) وهو منخفض الكثافة قادر على الالتصاق بجدران الأوعية الدموية والبقاء فيها، مكوناً ما يسمى بالعصائد الدموية التي تسد منافذ الدم متسببة بإثارة أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، وليس هذا فحسب، بل ومن الممكن أن يؤدي ارتفاعه الزائد لدى المصابين بالأمراض القلبية إلى أن يكونوا عرضة للوفاة .ومن الملاحظ أن هناك علاقة ارتباط بين زيادة نسبة الكولسترول الضار وارتفاع نسب الوفاة الناجمة عن انسداد الشرايين التاجية للقلب واحتشاء عضلة القلب .[c1]أسباب زيادة الكولسترول[/c]لعل أهم الأسباب والعوامل المؤدية لارتفاع معدل الكولسترول الضار في الدم هي :- النظام الجيني: فالجنس البشري في حقيقة الأمر مقسم إلى عوائل يكون بعضها على استعداد لزيادة كمية الكولسترول الضار حتى وإن اتبع الشخص حمية غذائية .- زيادة وزن الجسم وارتفاع نسبة الدهون فيه : وذلك بسبب الشراهة للطعام والاعتماد على نظام غذائي حيواني المصدر كاللحوم والحليب كامل الدسم والسمن والقشدة والجبنة الدسمة والزبدة والبيض .- داء السكر : تسهم الإصابة بداء السكر في رفع معدل الكولسترول الضار بينما تبقى نسبة الكولسترول الحميد على حالها ، ويأتي ذلك نتيجة خللٍ في عمل البنكرياس وانخفاض الأنسولين الذي يفرزه ما يساعد على تحويل الكولسترول الحميد إلى كولسترول ضار يصعب وقفه ووقف تأثيره في مجرى الدم وفي بنية الخلايا الحية .- الاضطراب والتوتر النفسي: تسبب المشاكل والضغوط اليومية وما يعقبها من انفعال وتوتر إرباكاً للتوازن النفسي والجسدي، يفضي عادة إلى زيادة تكوين الكولسترول الضار بنسبة قد تصل إلى 15% عن معدله الطبيعي، لكن هذه النسبة لحسن الحظ تأخذ بالتراجع والانخفاض بمجرد عودة المرء إلى الحياة الهادئة الخالية من الانفعالات والبعيدة عن القلق والتوتر .- قصور الغدة الدرقية : فمعدل الكولسترول السيئ في الدم يرتفع عادة بسبب قصور الغدة الدرقية .بالإضافة إلى أن التدخين من الممكن أن يؤثر في زيادة نسبة الكولسترول الضار في الدم عند فئة من الناس بدرجةٍ خطيرة ربما تكون مميتة . [c1]توصيات ينبغي مراعاتها[/c]يوصي الأطباء ذوو الاختصاص ببعض الأسس والقواعد التي ينبغي على الجميع مراعاتها , لعل أهمها :- ألا تزيد نسبة الكولسترول في الدم على (جرامين)في اللتر الواحد قبل سن الأربعين .- أن تظل حدود نسبة الكولسترول المسموح بها تحت معدل (2.2 جرام) في اللتر الواحد من الدم بعد سن الأربعين .كما ينصح الأطباء بالمحافظة على هذه النسبة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض السكر أو الشرايين التاجية أو ارتفاع ضغط الدم ، ويوصون أيضاً في حال بقاء نسبة الكولسترول على ما هي عليه من الارتفاع على الرغم من اتباع المرضى لنظام حمية غذائية وممارستهم لتدريبات رياضية ملائمة.. باللجوء إلى تعاطي أدوية لعلاج هذه الحالة ، يتم تحديدها ووصفها من قبل الطبيب المختص.[c1]الحمية الغذائية والرياضة [/c]للحيلولة دون ارتفاع الكولسترول في الدم بشكلٍ خطير لابد من اتباع تدابير وإرشادات واقية تتضمن تغييراً للعادات الغذائية، إذ يجب وقف تناول الأغذية التي تحوي دهونا حيوانية المصدر إلى حد كبير والاستعاضة عنها بزيت الزيتون أو زيت الذرة لاحتوائهما على دهون (أوميجا3 ) التي تحسن من أداء عمل القلب والدورة الدموية، مع زيادة استهلاك الفواكه والخضروات واعتماد برنامج رياضي ملائم كالمشي أو السباحة أو بعض التمارين السويدية..وإذا ظلت نسبة الكولسترول على حالها حتى بعد الالتزام بتطبيق التدابير الصحية الأنفة الذكر ، استوجب عندها اللجوء إلى العلاج الذي يقره الطبيب المختص.
الكولسترول وأمراض القلب
أخبار متعلقة