أبرز تطويرات متصفحات الإنترنت 2012
كتب/ خلدون غسان سعيد تغيرت متصفحات الإنترنت من مجرد أداة لعرض النصوص الموجودة في المواقع إلى نظم متكاملة تعرض الصور وعروض الفيديو المختلفة وتشغل الموسيقى ومحتوى ملفات PDF والتطبيقات والألعاب المختلفة وغيرها.وهنالك نزعة في العام الحالي لدعم وتطوير الرسومات داخل المتصفحات حيث قررت «جوجل» دعم معالجة الرسومات من خلال بطاقات الرسومات في كومبيوترات المستخدمين، بينما طور «فايرفوكس» من تجربة مصممي المواقع من خلال عرض الصفحة بصورة مجسمة يمكن التفاعل مع طبقاتها للتعرف على العناصر الموجودة فيها. وسيقدم إصدار «إنترنت إكسبلورر 11» المقبل واجهة تفاعل جديدة كلياً تماثل تلك المستخدمة في نظام التشغيل المقبل «ويندوز 8» مع دعم للغات البرمجة التجسيمية لمواقع الإنترنت.وقد طرحت « جوجل» نهاية شهر مارس الماضي الإصدار 18 لمتصفح «كروم» الذي يقدم مزايا مهمة كثيرة، من بينها القدرة على استخدام معالجات الرسومات الموجودة في كومبيوتر المستخدم لرفع السرعة والأداء. ويجلب الإصدار الجديد القدرة على معالجة المحتوى الموجودة في الصفحات التي تعمل بلغة «إتش تي إم إل 5» (عنصر «كانفاس» على وجه التحديد) باستخدام معالج بطاقة الرسومات وليس المعالج الرئيسي، الأمر الذي من شأنه رفع الأداء بشكل كبير على الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس». وتعتبر عملية تحويل معالجة الرسومات من النص البرمجي إلى بطاقة الرسومات أمراً مهما لرفع الأداء حيث تتطلب معالجة الرسومات برمجياً وقتاً أكبر بكثير مقارنة بمعالج بطاقة الرسومات المتخصص في هذا الأمر.هذا ويدعم المتصفح لغة «ويب جي إل» التي تقدم القدرة على الحصول على رسومات ومجسمات ثلاثية الأبعاد في صفحات الإنترنت من دون الحاجة إلى معالجة رسومات مكثفة، وبالتالي جعل المواقع أكثر جمالاً، وتقديم سبل جديدة لإبداعات مصممي المواقع لعرض المحتوى والتفاعل مع المستخدمين، بالإضافة إلى تقديم ألعاب إلكترونية داخل المتصفح ذات رسومات مبهرة.ويبقى المبرمجون في حيرة من أمرهم لدى تطوير التطبيقات لمتصفحات الإنترنت حيث إن المعركة محتدمة بين المتصفحات المختلفة، ولا توجد أسس مشتركة لتطوير ألعاب المتصفحات، مع غياب الأدوات البرمجية والبرامج الوسطية وهي (برامج متخصصة للمبرمجين وظيفتها تبسيط عملية البرمجة لأكثر من بيئة مختلفة، مثل بيئات المتصفحات الكثيرة) وعدم وجود آلية بيع للتطبيقات توازي تلك الموجودة في متاجر الهواتف الجوالة.كما يدعم متصفح «فايرفوكس 11» الذي أطلق في 13 مارس الماضي تقنية «تيلت» بشكل كبير وأكثر سرعة من قبل، التي تسمح لمصممي صفحات الإنترنت بالنظر إلى الموقع بطريقة مجسمة ثلاثية الأبعاد ومشاهدة الطبقات الداخلية للعناصر المعروضة، الأمر الذي يمكنهم من تعديل التصاميم بسرعة أكبر إذ يمكن تعديل النص البرمجي للتصميم ومشاهدة الأثر فوراً على الموقع (للمصمم فقط، وليس لزوار الموقع، إلى حين تأكيد التغيير وتثبيته). ويمكن عرض النص البرمجي لأي عنصر في الموقع بالضغط مرتين عليه في الصورة المعروضة، مع القدرة على تغيير زاوية العرض وتكبير أو تصغير الصورة باستخدام الفأرة.ويمكن الاستفادة من هذه الميزة لتعليم أسس تصميم المواقع للمبرمجين الجدد بطريقة مبسطة وبديهية. ويمكن أيضاً تصدير الصورة المجسمة للاستخدام في التطبيقات أو الألعاب ثلاثية الأبعاد. وتم أيضاً تطوير إضافة برمجية صغيرة للمتصفح تسمح للمستخدمين بتغيير زاوية عرض الصورة لدى تحريك الجهاز في الهواء، وذلك باستخدام مجسات استشعار الميل الموجودة في بعض الكومبيوترات المحمولة. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تحميل الإضافة البرمجية «تيلت» من موقع المتصفح قبل استخدامها.أما بالنسبة لمتصفح «إنترنت إكسبلورر» من «مايكروسوفت» فسيقدم الإصدار الجديد منه (إنترنت إكسبلورر 10) واجهة تفاعل جديدة كلياً تماثل تلك المستخدمة في نظام التشغيل «ويندوز 8» تدعى «مترو» لدى العمل على نظام التشغيل المذكور، مع تقديم إصدار بواجهة التفاعل الحالية لمستخدمي نظم التشغيل السابقة من «ويندوز». وسيدعم الإصدار الجديد للمتصفح معالجة البيانات باستخدام المعالجات الداخلية للكومبيوتر عوضاً عن النصوص البرمجية وذلك لرفع الأداء بشكل كبير هذا وسيدعم المتصفح لغة برمجة المواقع «إتش تي إم إل 5» التي تقدم الكثير من الخصائص لتشغيل الوسائط المتعددة بسهولة كبيرة، مع دعم لغة «ويب جي إل» لتقديم سرعة أفضل في معالجة الرسومات ومحتوى مواقع الإنترنت.وأثبتت التجارب الأولية أن الإصدار الجديد أسرع من الإصدار التاسع منه، لكنه لم يكن دائماً أسرع من المتصفحات المنافسة له، وهو سلس الاستخدام باللمس، بخلاف الإصدارات السابقة منه التي تقدم أزراراً وقوائم صغيرة الحجم يصعب التفاعل معها باللمس. وبالنسبة لمستويات الأمن فسترتفع في المتصفح الجديد وذلك بفضل استخدام ميزة «نمط الحماية المعززة» الذي لا يسمح للمتصفح بكتابة المعلومات في النظام ولا القراءة منه، الأمر الذي يعني أن جميع الإضافات الخارجية لن تعمل في المتصفح الجديد.واستطاع «إنترنت إكسبلورر» التقدم في الفترة الأخيرة بسبب النجاح الكبير الذي يحققه نظام التشغيل «ويندوز 7» حيث تقول «مايكروسوفت» إن نصف مستخدمي نظام «ويندوز 7» يفضلون «إنترنت إكسبلورر 9». وقدرت شركة «نيت أبليكيشنز» نسبة متصفحي الإنترنت الذين يستخدمون نظام التشغيل «ويندوز» بـ92.5 % في شهر مارس الماضي، بينما كانت حصة «ماك أو إس» 6.5%. إلا أن هذه الصورة تختلف بالنسبة للهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية؛ إذ يسيطر متصفح «سافاري» فيها بنسبة 60.4 % بينما تقدر نسبة متصفح «آندرويد» بـ18.3 %، و15.4 % لمتصفح «أوبيرا ميني».