إعداد/ ياسمين أحمد عليتعد المخدرات مشكلة متعددة الأبعاد، متداخلة العوامل، متشابكة التأثيرات إذ تمثل أخطر المشاكل التي تواجه الإنسان في هذا العصر كون تفشيها تترتب عليه آثار لا تدمر الفرد فقط، بل تمتد لتدمر الأسرة والمجتمع فهي مصيدة لمتعاطيها وهلاك للمدمن عليها.وقد أثبتت الدراسات والتقارير والأبحاث على مستوى العالم أن مشكلة تعاطي المخدرات في ازدياد مستمر رغم الجهود الدولية لمكافحتها كونها تتجاوز الحدود والفواصل المادية والقوانين بين مختلف الدول عن طريق العصابات المنظمة التي تقوم بنقل المخدرات من أماكن الإنتاج إلى أماكن الاستهلاك متجاهلة كل المفاهيم الدينية والأخلاقية الأعراف الاجتماعية والشرائع السماوية والقوانين.وتمثل مكافحة المخدرات تحدياً كبيراً للدول كونها تخترق الشعوب وتنفث سمومها بين شرائح المجتمع لاسيما فئة الشباب، وهي الشريحة الأهم كونها الركيزة الأساسية التي يعول عليها في بناء المجتمعات، ومن هنا تأتي أهمية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة في بلدنا اليمن الذي وجد نفسه مع الأسف نقطة عبور مستهدفة لهذه الآفة الخطيرة وذلك لما يتمتع به اليمن من شريط ساحلي كبير يمتد لمسافة 2500 كيلو متر بالإضافة إلى تميزها بتضاريس جغرافية متنوعة من جبال وسهول ووديان وصحاري وكذلك ارتباط اليمن الوثيقة حدودياً بدول تعد سوقاً مهمة لبيع وترويج المخدرات.وأكدت البحوث والتقارير أن مشكلة المخدرات باتت اليوم من أخطر القض ايا التي تهدد أمن المجتمعات في مختلف بلدان العالم، لما يترتب عليها من أضرار أمنية واجتماعية وصحية واقتصادية.. مشيرة إلى أن المخدرات قد ارتبطت بأبعاد أخرى عديدة تتمثل في انتشار الجريمة المنظمة والإرهاب والعنف والانتحار ولا تقتصر جهود المكافحة على الإدارة العامة ولكن بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة إضافة إلى التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي لمكافحة المخدرات.إن إدارة مكافحة المخدرات وهي تتحمل المهام الجسام الموكلة إليها تعمل على مواكبة عجلة التطور والتحديث واستخدام التقنيات الحديثة في عملها بالإضافة إلى تأهيل كوادرها البشرية بشكل مستمر سواء داخل الوطن أو خارجه من أجل توازن وتكامل الجهود
المبذولة للحد من مشكلة المخدرات في بلادنا بالتعاون مع كل الجهات والمنظمات ذات العلاقة في الداخل والخارج.[c1]أبرز المهام والاختصاصات للإدارة العامة لمكافحة المخدرات[/c]- العمل على الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية.- مكافحة زراعة وتصنيع وترويج وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية وفقاً للقوانين.- التعاون والتنسيق مع كافة الجهات الأمنية والهيئات الحكومية للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية ومكافحتها وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة.. والتعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات.. والمشاركة في أعمال المؤثرات المحلية والإقليمية والدولية لمكافحة المخدرات.. إعداد الخطط والبرامج الخاصة بالمكافحة وتأهيل الأفراد العاملين في مجال مكافحة المخدرات.الوقاية إن الوقاية وبناء الحصانة الذاتية والمجتمعية هي أفضل إستراتيجية لمواجهة المخدرات على المستوى بعيد المدى، ومن هنا نؤكد ضرورة بناء وتعزيز قدرات الشباب الفكرية والمجتمعية والسلوكية وتنمية ثقتهم بأنفسهم وتبصيرهم بدورهم الاجتماعي العام وتسهيل سبل الإنجاز والإسهام في مختلف عمليات التنمية.وينبغي أن تزداد ثقتنا بالشباب والأطفال وأن نساعدهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم ولابد من الإسهام في تنشئة جيل قوي يسعى نحو تحقيق إنجازات إيجابية وليس مسكوناً بالخوف من ارتكاب أخطاء أو التعرض لمخاطر أو الوقوع فريسة أو ضحية للآخرين فبدلاً من أن يرى الشباب الحياة مجموعة من المصايد والمكائد أو المخاطر والمآزق يراها منظومة من الفرص والعمل والتحديات والعتبات التي يتجاوزها ويكتسب في كل خطوة قوة أكثر واعتزازاً أكبر واندفاعاً أسرع نحو أفق أعلى من الإنجاز.ومن هنا نؤكد أن بعض الشباب ضعيفي الشخصية الذين لا يستطيعون أن يقولوا (لا) أو يرفضوا إغواء أصدقائهم أو الذين هم في مأزق ومشاكل اجتماعية أو تعليمية أو دينية ولا يمتلكون مهارات التعامل معها أو حلها.. مثل هؤلاء هم عرضة أكثر من غيرهم للوقوع فريسة للمخدرات.إن من أفضل الأشياء التي يمكن عملها لتعزيز قدرات الشباب وجعلهم يتخذون قرارات صائبة تجاه المخدرات هي تمكينهم من اتخاذ القرار واحترامهم ومشاركتهم في عملية التنمية في المجتمع وتعزيز قدراتهم وفرصهم في المشاركة الإيجابية في خدمة أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم.كيفية التعرف على المدمننظراً للدور الوقائي والتربوي للأسرة في وقاية أبنائها من أضرار المخدرات وآثارها السلبية فلابد من قيام الأسرة بدورها الوقائي والتربوي وذلك من خلال إدراك ومعرفة بعض المظاهر والعلامات الدالة على المتعاطي ومن أبرزها ما يلي:قلة التركيز، اضطراب الشخصية، سرعة التهيج، والميل إلى العدوانية.وجود أدوات التعاطي في المكان الذي يتواجد به بصفة مستمرة، الحاجة الدائمة للمال أو سرقة وفقدان الأشياء الثمينة من المنزل.التغيير في القدرات العادية (العمل - الكفاءة/ النوم).إهمال المظهر العام وعدم الاهتمام بالنظافة.محاولة تغطية الذراعين أو الرجلين لإخفاء آثار الندبات أو التقرحات الناتجة عن تكرار الحقن.الاكتئاب النفسي الشديد عند الانقطاع.الانطواء والابتعاد عن أفراد أسرته.الضعف والهزل في بنية المتعاطي.انعدام التوازن الحركي.