صنعاء / سبأ :حضر رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس حفل تأبين المرحوم المناضل الوطني الكبير الدكتور عبد القدوس المضواحي القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، الذي أقيم في المركز الثقافي بصنعاء.
وفي الحفل ألقى الأخ رئيس الوزراء كلمة أشار فيها إلى مناقب وصفات الفقيد الذي خسرت برحيله الساحتان اليمنية والعربية مناضلا وطنيا وقوميا عالي الهمة.. وقال “ نلتقي اليوم في هذا الحفل التأبيني للفقيد الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي، لنتذكر صديقا عزيزا فقدناه ومناضلا، ونتذكر إنسانا رائعا بلغ في أخلاقه وسلوكياته قمة عليا في النبل والسمو، ونتذكر قائدا سياسيا واضح الرؤية جسور المواقف نادر المثال.. نتذكر كل ذلك لان الذكرى تنفع المؤمنين..”.وأكد الأخ باسندوة ان الفقيد المضواحي ظل عصيا على الرضوخ لأساليب الترغيب والترهيب، وظل على الدوام ذلك الثائر المخلص لمبادئه المحب لشعبه المتفاني في خدمة الأهداف العظيمة التي آمن بها.. وقال “ لقد ارتبط الراحل العزيز الدكتور عبد القدوس المضواحي بعلاقات وثيقة بالشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي لكنه لم يرهن هذه العلاقة لمنفعة شخصية أو لمنصب زائل وظل يعمل هو ورفاقه في الحركة الوطنية اليمنية من اجل وضع السلطة في خدمة الشعب لا في خدمة فرد أو عائلة معينة.ولفت رئيس الوزراء إلى أن الالتزام الأخلاقي والسلوكي للدكتور عبدالقدوس المضواحي هو الأساس الذي جعله عفيف اللسان نظيف اليد طاهر السريرة.. مبينا أن حبه وإخلاصه لشعبه ووطنه هو الأساس الذي حصنه من الانزلاق إلى متاهات الخصومة اللجوجة وتجنب المعارك المفتعلة والهامشية والابتعاد عن استعداء الآخرين لأنهم يخالفونه في وجهة النظر.. وقال” وعلى القاعدة نفسها من حب الشعب والإخلاص لمصالحه كان الدكتور عبد القدوس صوتا قويا في الدعوة إلى وحدة القوى الوطنية ورص صفوفها في مواجهة الاستبداد والظلم والتخلف ومن اجل بناء وطن يزدهر بالحريات والعدالة والمساواة والتنمية”.وأكد أن الدكتور عبد القدوس المضواحي أنموذج فذ من القادة السياسيين الذين وضعوا أهواءهم الذاتية ورغباتهم الشخصية خارج الحسابات والمواقف السياسية واتخذوا من الشعب ومن تحقيق مصالحه هدفا لهم ولم يحيدوا عن هذا الطريق قيد أنملة على الرغم من تعقد الظروف وتزايد المخاطر وتنوع المغريات المعروضة.وأوضح الأخ باسندوة أن الفقيد الراحل مثلما كان مناضلا وطنيا يتسم بالنقاء والثبات المبدئي، فقد كان مناضلا قوميا يتصف بعمق الانتماء للأمة العربية ولقضاياها الكبرى ومثلما كانت له ادوار ومواقف مشهودة على الساحة الوطنية، فقد عرفته الساحة العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه مدافعاً عن حقوق العرب وحرياتهم وعن قضاياهم في التحرر والتقدم والوحدة.وحث الشباب على أن ينهلوا من معين قيمه الذي لاينضب وان يتخذوا منه قدوة تحتذى.. وقال” أدعو الشباب في اليمن وفي البلدان العربية إلى أن يتعلموا السياسة من الدكتور عبد القدوس ومن أمثاله السياسيين المفعمين بالصدق والنظافة”.وابتهل رئيس مجلس الوزراء في ختام كلمته إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد الدكتور عبدالقدوس المضواحي بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار والشهداء.وقد ألقيت كلمات من قبل رئيس المركز العربي للدراسات علي ناصر محمد والرئيس الدوري للقاء المشترك عبدالوهاب الآنسي والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني ، ورئيس منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات الدكتور عبدالكريم دماج ونجل الفقيد ايهاب المضواحي والدكتور محمد الظاهري، أشارت جميعها إلى مناقب ومآثر الفقيد المناضل الكبير الدكتور عبدالقدوس المضوحي القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وما تحلى به من صفات نبيلة وأخلاق وكرم وتضحية وحب للناس من خلال عمله كطبيب جعلته يحتل مكانة عالية في قلوب محبيه من مختلف شرائح الوطن .وتحدثت الكلمات عن المحطات النضالية في حياة الفقيد على المستويين الوطني والعربي وما قدمه من عطاء من اجل الثورة والوحدة اليمنية والقضية الفلسطينية والحرية والمواطنة المتساوية وبناء الدولة المدنية الحديثة.ولفتت الكلمات إلى أن الفقيد الراحل يعد مدرسة في الحياة سوف تنهل منها الأجيال تجربته في خدمة المبادئ الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية والعمل على تحقيق ما كان يصبو إليه وفي المقدمة تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني .وبينت الكلمات أن الفقيد الذي لاقى ربه في 6 يناير الماضي في القاهرة اثر مرض الم به عن عمر ناهز الــ66 عاما، كان احد المؤسسين للمؤتمر القومي العربي ، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان والمنظمة الدولية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني .وأكدت أن رحيل المضواحي مثل خسارة فادحة للحركة الوطنية للعمل السياسي كون اليمن في هذه المرحلة أحوج ما تكون إليه لانتهاجه الحوار نهجا وثقافة لا يحيد عنها، يجمع ولا يفرق ويوحد ولا يمزق يضع مصلحة الوطن فوق ما عداها، ذو حنكة سياسية متسلح بالحق.وقد استعرض في الحفل فيلم وثائقي عن حياة الفقيد ومراحله النضالية على المستويين الوطني والعربي والإسلامي ، و ألقيت قصيدتان شعريتان لعبدالرحمن المضواحي وفخر العزب تناولتا مناقب الفقيد ودوره النضالي نالتا استحسان الحاضرين.وشهد الحفل توزيع كتاب عن الراحل بعنوان” عبدالقدوس المضواحي حكاية ثورة وأسطورة كفاح “ تضمن شهادات زملائه و رفاق دربه.حضر الحفل عدد من الوزراء وقادة العمل السياسي وأعضاء السلك الدبلوماسي وزملاء الفقيد وأقربائه ومحبيه .