صنعاء / بشير الحزمي:تحتفل اليمن وسائر دول العالم يوم غد الخميس باليوم العالمي للمياه . ووفقا للأمم المتحدة فإن الاحتفال باليوم العالمي للمياه سنويا في 22 آذار/مارس هو وسيلة لتركيز الانتباه على أهمية المياه العذبة والدعوة إلى الإدارة المستدامة لمواردها. ويسلط اليوم العالمي للمياه - في كل عام - على جانب محدد من جوانب المياه العذبة.وفي بلادنا يأتي الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام في ظل ظروف صعبة وشحة مياه متصاعدة ونمو سكاني مستمر واستنزاف جائر للمياه الجوفية ووفقا لبيانات ومعلومات مؤكدة في دراسات علمية فأن العديد من مناطق اليمن تعاني أزمةً حادةً في مياه الشرب والزراعة والاستعمالات الأخرى، يحصل هذا في وقت بات فيه اليمنيون لا يعولون كثيراً حتى على الآبار التي نضب الكثير منها، أزمة المياه في العديد من مناطق اليمن تؤرق الكبار كما تؤرق الصغار، الصغار الذين يتحملون عبئاً كبيراً في جلبها من العيون والينابيع والآبار المتبقية.وأظهرت تلك المعلومات أن اليمن من البلدان التي لا توجد فيها أنهار وتعتمد اعتمادا كاملا على المياه الجوفية وعلى مياه الأمطار في المقام الأول فكمية الأمطار في المنطقة الوسطى 400 - 1100مليمتر أما المناطق الساحلية فلا تزيد على 100 مليمتر سنويا. وتعتمد البلاد كليا تقريباً على نحو 45 ألف بئر تنفد مياهها سريعاً.وقد قدرت «الرؤية الإستراتيجية لليمن حتى عام 2025»، المخزون المائي الجوفي المتاح في كل الأحواض بما يقارب (20) بليون متر مكعب، وطبقًا لمعدل الاستهلاك الحالي فإن اليمن ستستنزف حوالي 12.02 بليون متر مكعب حتى سنة 2010، وهو ما يؤدي إلى أن المخزون لن يكون كافياً إلا لسنوات قليلة.وكان تقرير حديث أصدرته منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو قال إن متوسط حصّة الفرد في اليمن من المياه المتجددة تبلغ حوالي 125 مترا مكعبا في السنة فقط ، مشيرا إلى أن هذه الحصة لا تمثل سوى 10% مما يحصل عليه الفرد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبالغة 1250 مترا مكعبا بينما المتوسط العالمي لحصة الفرد من المياه 7500 متر مكعب.وتشير دراسة علمية إلى أن اليمن من بين أفقر 10 بلدان في العالم في مسألة المياه ، وان مساحة الأرض التي يمكن زراعتها في اليمن تقدر بحوالي 3.6 مليون هكتار أي حوالي 6.5 % من مساحة اليمن إلا انه وبسبب النقص الحاد في المياه فان إجمالي المساحة المزروعة في اليمن لا تتجاوز 1.6 مليون هكتار أي حوالي 2.9% من إجمالي مساحة اليمن.وبحسب تقرير الفاو فإن مشكلة المياه في اليمن من أخطر الكوارث التي تهدد البلد كونها من أهم أسباب الفقر لتسببها بحرمان أعداد هائلة من الأيدي العاملة من المشاركة في القطاع الزراعي الذي هو الحرفة الأساسية للمجتمع اليمني. يذكر أن حوض صنعاء المائي يواجه خطرًا مثله مثل حوض تعز وحوض صعدة ، والاستثناء الوحيد هو حوض حضرموت المائي ، حيث توجد 10 مليارات متر مكعب من المياه تمثل أضخم مخزون من المياه في البلاد التي لم تعانِ حتى الآن من الاستخدام العشوائي الذي بدّد موارد مائية أخرى. وتظهر الإحصاءات الرسمية أن 50% فقط من سكان صنعاء تصلهم مياه إلى منازلهم، بينما تصل المياه الصالحة للشرب في المدن الأخرى لعدد أقل من السكان، في حين لا توجد هذه الخدمة أصلاً في كثير من بلدات الريف وقراه. وتتوقع بعض التقديرات نضوب المخزون المائي لمنطقة صنعاء خلال (10 - 15) سنة.
غداً .. اليمن وسائر دول العالم تحتفل باليوم العالمي للمياه 2012
أخبار متعلقة