رأس اجتماعاً لسفراء الدول والمنظمات لإطلاق نداء إنساني
صنعاء / سبأ :عقد أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة اجتماع مع سفراء الدول والمنظمات المانحة، لإطلاق نداء إنساني لتنفيذ حملة وطنية شاملة للتحصين ضد مرض الحصبة لجميع أطفال الجمهورية دون سن العاشرة من العمر.وفي مستهل الاجتماع عبر الأخ رئيس الوزراء عن تقديره للسفراء وقيادات بلدانهم وحكوماتهم وللمنظمات الدولية لكل ما يتحملونه من دعم ومساندة لليمن في هذه المرحلة العصيبة التي تواجه البلد وما نتج عنها من مشاكل.. مؤكدا أن هذه المواقف محل امتنان وتقدير وتعبير عما تفرضه الأخوة والصداقة من واجب المساندة لتجاوز الأوضاع الصعبة.وأوضح الأخ باسندوة أن هذا الاجتماع يهدف إلى اطلاع الاشقاء والأصدقاء من سفراء الدول والمنظمات المانحة على الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً جراء الانتشار واسع النطاق لمرض الحصبة وما يمثله ذلك من بداية لازمة إنسانية تهدد صحة وسلامة أطفال اليمن، وما يمكن اتخاذه من إجراءات للحيلولة دون حدوث تلك الكارثة.. مشيرا إلى أن القطاع الصحي من ابرز القطاعات الأكثر تأثرا بما عانته اليمن خلال العام الماضي من أزمة حادة ألقت بظلالها الكئيبة على مختلف مناحي الحياة.وقال “ على الرغم من أن تداعيات تلك الأزمة طالت مختلف فئات وشرائح المجتمع اليمني، إلا أن الأطفال وخصوصا أطفال الأسر الفقيرة هم أكثر الفئات تعرضا للخطر خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار وضع التغذية المتدني لأولئك الأطفال الذي يرفع معدل الخطر بشكل كبير ويزيد من وطأة المرض وارتفاع معدل الوفيات”.وأكد رئيس مجلس الوزراء أن «هذا النداء الإنساني الذي نطلقه لجميع الدول والمنظمات المانحة تم إعداده بالشراكة بين الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان ومنظمتي اليونيسيف والصحة العالمية لتنفيذ حملة وطنية شاملة للتحصين ضد مرض الحصبة لجميع أطفال الجمهورية دون العاشرة من العمر.. معربا عن أمله بتفهمهم للوضع ودعمهم «الذي نعول عليه كثيرا حتى نستطيع تجاوز هذا الوضع الإنساني الحرج».ولفت الأخ باسندوة إلى أن ما شهده العالم من تقدم كبير على مدار العقود الماضية في مجال الوقاية من كثير من أمراض الطفولة القاتلة من خلال التحصين باللقاحات جعل من وفاة أي طفل في أي بلد في العالم بسبب مرض يمكن اتقاؤه بالتحصين امراً غير مقبول من الناحية الإنسانية.من جانبه قدم وزير الصحة العامة والسكان الدكتور احمد العنسي ملخصا عن وضع مرض الحصبة في اليمن وما بذلته الحكومة من جهود لرفع معدلات التغطية بالتحصين ضد هذا المرض خلال السنوات القليلة الماضية، لتنخفض عدد حالات الإصابة من 12 ألفاً و552 حالة عام 2004م إلى 26 حالة فقط في عام 2007م.. مشيرا إلى أن عدم تنفيذ حملات شاملة لجميع الأطفال على غرار الحملة الوطنية الشاملة للتحصين ضد الحصبة التي نفذت عام 2006م هيأ مناخا مناسبا لتراكم أعداد كبيرة من الأطفال غير المطعمين وجعلهم عرضة للإصابة.وقال “ازداد الوضع حدة خلال عام 2011م حيث اتسع نطاق الانتشار ليشمل اغلب محافظات الجمهورية بمستويات متباينة تنذر بوضع كارثي إذا لم يتم الاحتواء بسرعة”.وأوضح وزير الصحة العامة والسكان أن النداء الإنساني المقدم اليوم يهدف إلى تنفيذ حملة وطنية شاملة لجميع أطفال الجمهورية لمن هم دون سن العاشرة أي قرابة ثمانية ملايين طفل بكلفة إجمالية تبلغ 9 ملايين دولار أمريكي تشمل قيمة اللقاحات ومستلزمات الحقن والتخلص من المحاقن المستخدمة وكذلك نفقات التشغيل على مستوى المديريات والحشد الجماهيري.وأكد الدكتور العنسي أن هذه الحملة ليست لتدارك الوضع فقط بل خطوة رئيسية لتحقيق هدف وطني وإقليمي ودولي نحو التخلص من مرض الحصبة بحلول عام 2015م الذي التزمت به اليمن مع غيرها من بلدان العالم.فيما قدم وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية الدكتور ماجد الجنيد عرضا عن الوضع الوبائي لترصد الحالة الواحدة لمرض الحصبة في اليمن في الفترة من يناير 2011 إلى يناير 2012م، والاحتياجات لتنفيذ الحملة الوطنية الشاملة للتحصين ضد هذا المرض.وأكد عدد من سفراء الدول والمنظمات المانحة عن تفهمهم لخطورة الموضوع واستعدادهم لمناقشة الاحتياجات المطلوبة لمساعدة اليمن في هذا الجانب وتقديمها بشكل عاجل.. لافتين إلى الحرص على مساعدة الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات على المستوى الاجتماعي والإنساني والاقتصادي والإسهام في التخفيف من حدة هذه المشاكل.حضر الاجتماع مدير مكتب رئيس الوزراء سالم بن طالب ورئيس دائرة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان برئاسة الوزراء إشراق الجديري وعدد من المختصين بوزراة الصحة العامة والسكان.