صنعاء / سبأ:نعت رئاسة الجمهورية المغفور له بإذن الله تعالى المناضل الكبير الوالد القاضي عبدالسلام محمد صبرة الذي انتقل إلى جوار ربه أمس الأول عن عمر ناهز 100 عام وفيما يلي نص البيان :بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» والقائل تبارك وتعالى « وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» صدق الله العظيم .بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره وبمشاعر يعتصرها الحزن والألم تنعى رئاسة الجمهورية إلى كل أبناء شعبنا اليمني الأبي الصابر المغفور له بإذن الله تعالى الوالد المناضل الكبير القاضي عبدالسلام محمد صبره الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الخميس الموافق 2/2/ 2012م عن عمر ناهز 100 عام بعد رحلة نضال وكفاح طويلة قضاها في خدمة الوطن والشعب حيث كان الفقيد رحمه الله رمزا من الرموز الوطنية العملاقة ويمتلك رصيدا نضاليا كبيرا ومشرفا ساهم في صنع اليمن الحديث ومستقبله المشرق، وكان من الرعيل الأول الذين فجروا ثورة 48م و ثورة 26سبتمبر كما كان وبحق الأب الروحي لتنظيم الضباط الأحرار والشباب.وقد كان له العديد من المواقف الوطنية الشجاعة والمآثر البطولية النادرة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على سلامته وأمنه واستقراره ووحدته وعدم التفريط بالمكاسب والمنجزات التي حققتها الثورة والوحدة.وقد كان للفقيد رحمه الله دور بارز في قيام الثورة اليمنية والدفاع عنها في مختلف المراحل التاريخية إذ انخرط في معترك النضال الوطني منذ أوائل أيام شبابه حيث كان من الرعيل الأول من علماء ومفكري اليمن، وفي مقدمة الرجال الذين قادوا معركة الدفاع عن الثورة والجمهورية ومبادئها وأهدافها ومثل سدا منيعا في وجه محاولات وأدها والعودة إلى العهد الأمامي المباد، بما أظهره من شجاعة فائقة واستبسال وصمود نادرين، ومما ميز حياة مناضلنا الكبير منظومة القيم والمثل والمبادئ التي اعتنقها وظل وفيا لها وقد وقف عملاقا أمام الخطوب والسجون ولم يكتسب من السلطة لا مالا ولا جاها وظل دائما نقيا وثوريا أصيلاً مؤمنا بان الثورة فعل إنساني خلاق ونبيل تقوم على التجرد من الأهواء والمطامع الشخصية وتعتمد على التضحية التي لا تعرف الحدود، مؤمنا بالشعب وعدالة قضاياه وتطلعاته وهذه هي حالة الثوار الانقياء الاتقياء الذين يدخلون التاريخ رافعي الهامات منتصبي القامات ويسكنون ضمير شعبهم تحفهم القلوب وتحتضنهم أحداق المقل تقديرا وعرفانا لهم وظل مؤمنا بهذه المثل والمبادئ حتى آخر لحظة من حياته الميمونة واستطاع أن يقدم دروسا بليغة في الأداء السياسي والحفاظ على ثورة الوطن وحماية نهجه الديمقراطي مع التزام فذ بثوابت وقواسم المصلحة الوطنية العليا .وقد تقلد المغفور له بإذن الله العديد من المناصب والمهام الوطنية أبرزها عضو في مجلس قيادة الثورة ، وعضو في مجلس الرئاسة ، وعضو في المكتب السياسي، ووزير للأوقاف ووزير لشئون القبائل في آن واحد ، ثم كان رئيسا للمجلس الأعلى للمتابعة والذي كان بديلا لمجلس الشورى، ونائبا لرئيس الوزراء لشؤون الداخلية ومستشاراً لرئيس المجلس الجمهوري.وقد تم تقليده العديد من الأوسمة والنياشين وكان آخرها وسام مأرب من الدرجة الثانية الذي قلده إياه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله، ولأكثر من نصف قرن من الزمن ظل الوالد المناضل القاضي عبدالسلام محمد صبرة رمزا بارزا في الحركة الوطنية اليمنية متحليا بنكران الذات جامعا بين وقار المعرفة وبساطة وتواضع المناضل ونزاهة وعفة وطهر الثوري الأصيل.وكان الفقيد رحمه الله خلال مرحلة عطائه الوطني مثالا للاعتدال والحكمة والصبر، دائم الانحياز لمصلحة الوطن والشعب تجسدت فيه اصدق معاني النبل والشرف والكرم والشجاعة والتضحية وجعلت منه هذه السمات واحدا من أولئك الرجال الذين تركوا بصماتهم الواضحة على تاريخ اليمن الحديث والذين ينبغي علينا السير على خطاهم وتمثل نهجهم والاستفادة من سيرتهم الزاخرة بالشموخ والعزة والكرامة والوطنية .إن رئاسة الجمهورية اليمنية وهي تعبر عن تعازيها الحارة ومواساتها العميقة إلى كل أبناء شعبنا اليمني وكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الجلل لتسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وان يلهم أهله وذويه وكل أبناء شعبنا الصبر والسلوان انه سميع مجيب.. « إنا لله وإنا إليه راجعون ».
|
تقارير
رئاسة الجمهورية تنعى المناضل الكبير القاضي عبدالسلام صبرة
أخبار متعلقة