عشاق أصلان يلتقون في مختبر السرديات
الإسكندرية/ متابعات: نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية مساء الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان (في حب إبراهيم إصلان) حيث تحدث الأديب منير عتيبة عن أصلان ككاتب ذي تأثير كبير على الأجيال التي تلته بما قدم من أعمال إبداعية قليلة العدد لكن عالية القيمة. كما أشار إلى قدرة أصلان الكبيرة على التواصل مع كل الأجيال التي تلته بمن فيها الأجيال الشابة، وإدارته الثقافية الجيدة لكل المواقع الثقافية التي كان مسئولا عنها وآخرها مشروع (مكتبة الأسرة)، موضحا أنه لم يفاجأ بهذا الكم الكبير من حب إبراهيم أصلان حيث انهالت عليه تليفونات مثقفي ومبدعي الإسكندرية بمجرد نشر خبر تنظيم الندوة لكي تكون لهم مداخلات فيها. ثم قرأ عتيبة جزءاً من مداخلة الشاعر أحمد فضل شبلول التي أرسلها من الكويت لتقرأ بالندوة، حيث يتحدث شبلول عن علاقته بأصلان وعن تذوق أصلان للفن التشكيلي وحرصه على مواكبة التطورات التكنولوجية فيقول: (وتشاء الظروف أن يكون أول لقاء بيني وبين إبراهيم أصلان في مدينة الرياض حيث حضر بدعوة من مهرجان الجنادرية مع وفد أدبي مصري كبير، وتشاء الظروف أيضا أن يكون آخر لقاء بيني وبينه أيضا في الرياض حيث كنت أنا المدعو لمهرجان الجنادرية وهو مدعو لزيارة معرض الرياض الدولي للكتاب).ويتابع شبلول: كان اللقاء الأول في الرياض في منزل فنان تشكيلي مصري، انتهز فرصة وجود هذا الجمع من كبار أدباء مصر شعراء وروائيين وقصاصين وصحفيين جاؤوا لحضور مهرجان الجنادرية عام 1992 بدعوة من رئاسة الحرس الوطني. فإذا بصديقنا الفنان التشكيلي عبدالرحيم يختار بعض الأدباء المصريين ضيوف الحرس الوطني وبعض الأدباء المصريين الذين يعملون في الرياض، (وكنت والأديب الراحل يوسف ابورية من الفريق الثاني وقتها، وكان على رأس هؤلاء الضيوف إبراهيم أصلان وجار النبي الحلو).ثم قال في مداخلته: (لفتني في هذه السهرة المصرية في السعودية أن إبراهيم أصلان تحدث طويلا عن الفن التشكيلي بعد أن شاهد بعض لوحات صديقنا عبدالرحيم، وأثنى عليها، وحتى تلك اللحظة لم أكن أتوقع أن أصلان يتحدث عن الفن التشكيلي بهذه السلاسة والانسيابية، وكأنه ناقد تشكيلي أو رسام أو نحات، وذكرني وقتها بالشاعر العراقي الراحل بلند الحيدري الذي التقيت به مرة واحدة في مكتب الشاعر فاروق جويدة بجريدة الأهرام، ولكن كنت أتابع مقالاته عن الفن التشكيلي في مجلة (المجلة) السعودية التي تصدر من لندن.منذ تلك الليلة وقعت في صداقة إبراهيم أصلان الطيب المثقف ابن البلد ذي الشارب الكث، وازدادت صلتي به، وعندما عدت نهائيا من السعودية عام 1998 كنت ألتقي به في بعض الندوات والمؤتمرات الأدبية سواء في القاهرة أو غيرها من المدن، وعندما عرف أن لي صلة بالكمبيوتر والإنترنت طلب مني أن اشرح له بعض الأشياء عن هذا الجهاز العجيب، وكيف ينشئ بريدا إلكترونيا له وكيف ينشر أعماله على الإنترنت ويتراسل مع الكتاب والقراء). ويواصل شبلول: (كنت سعيداً جدا بأسئلة إبراهيم أصلان التي تكشف عن رغبة حقيقية في مواكبة وسائل العصر، ولكن لم تكن لقاءاتنا السريعة تسمح بالإفاضة في الشرح والتطبيق العملي، ويبدو أن حديثنا معا في هذا الاتجاه كان مجرد بداية لإبراهيم أصلان لأن يستزيد من أشخاص آخرين، أو ينتظم في دورة تدريبية تؤهله لأن يستخدم جهاز الكمبيوتر ويبحر في عالم الإنترنت كأي مستخدم محترف).كما تحدث الصحفي الشاب أحمد عصمت عن افتتانه بأدب أصلان السهل العميق وقدرته على الوصول إلى كل مستويات القراء والقراءة داعياً إلى إعادة اكتشاف إبراهيم أصلان المبدع والتعريف به أكثر من خلال ندوات أخرى عديدة تقام لمناقشة أعماله.وذكر القاص الشاب محمد العبادي أن خبر وفاة أصلان كان صدمة له ولجيل الشباب الذي ارتبط به، مؤكداً اهتمام أصلان بفكرة التجديد والتنوع، مشيراً إلى أن أصلان صاحب أسلوب وخط متميز في الكتابة خاص به، فهو على قدر كبير جداً من الوعي والشفافية حيث تبدو أعماله لأول وهلة بسيطة اعتيادية إلا أنها أكثر عمقاً من ذلك، ودعا العبادي أيضا إلى قراءة الفاتحة لأصلان ومزيد من قراءة أعماله.وتحدث الكاتب الكبير أحمد حميدة عن أصلان كمبدع مناضل شق طريقه في الصخر وارتبط دائما بالبسطاء وكان دائم الالتصاق بهم والحياة معهم والتعبير الصادق عنهم، كما تحدث عن العلاقة الأدبية التي ربطت اثنين من أهم مبدعي القصة في الستينيات وهما أصلان ومحمد حافظ رجب، مشيرا إلى استفادة السينما من رواية أصلان (مالك الحزين) بتحويلها إلى فيلم (الكيت كات)، وكذلك بروايته (عصافير النيل).أما الأديب رشاد بلال فتحدث عن التشابه في الشكل بين أصلان والكاتب الروسي مكسيم جوركي وبالذات في الشارب الكث، مشيراً إلى بساطة وعمق أصلان في الحديث عن قاع المجتمع والفقر الطاحن دون مرارة، متحدثاً عن مقال أصلان المهم والمؤثر في جريدة الأهرام كل ثلاثاء.كما تحدث الأديب يحيى فضل سليم أيضاً عن قدرة أصلان على التأثير في قارئه مهما تعددت مرات قراءة العمل الواحد.وتم عرض عشر دقائق من برنامج تليفزيوني تحدث فيه أصلان عن معنى الكتابة لديه ومدى اهتمامه بالفنون البصرية.وتمت قراءة قصة (مشوار) من مجموعة (حكايات من فضل الله عثمان) وقراءة ما كتبه أصلان عن علاقته بحافظ رجب وأحد خطابات حافظ رجب إليه وذلك من كتاب أصلان (خلوة الغلبان).