تعتبر جزيرة السمالية الواقعة على بعد 12 كيلومتراً شمال شرق مدينة أبوظبي إحدى الجزر البحرية التي تتمتع بمقومات المحميات الطبيعية التي لم تعبث بها يد الإنسان، وهي عبارة عن أرض ملحية تبلغ مساحتها نحو 35 كيلومتراً مربعاً وتكثر فيها أشجار القرم وبعض النباتات البرية والكائنات البحرية بمختلف أنواعها .وقد تحولت هذه الجزيرة إلى واحة للأبحاث البيئية بعد أن تشكلت هيئة البحوث البيئية بجزيرة السمالية بهدف دراسة الأحياء البحرية والنباتية والحيوانية وعلاقتها بظروف البيئة في جزيرة السمالية والحفاظ على الحياة الفطرية النباتية والحيوانية والتوازن البيئي فيها مما يسهم في إثراء الجهود المبذولة لإرساء قاعدة بيانات بيئية متكاملة .وقد توصلت الأبحاث العلمية التي تمت بالجزيرة إلى حصر 24 نوعاً من الهائمات البحرية النباتية التي تنتمي إلى سبع طوائ ف مختلفة و13 نوعاً من الهائمات البحرية الحيوانية.ونفّذت هيئة البحوث البيئية بجزيرة السمالية بنهاية العام 1999 سبعة بحوث علمية، بالاشتراك مع خبراء من أمريكا واستراليا وبريطانيا وفرنسا، للبيئة البحرية لجزر إمارة أبوظبي شملت النباتات البحرية والسلاحف وأبقار البحر وأشجار القرم والطيور البحرية والنباتات الملحية حيث تشكل هذه الدراسات المكّونات الأساسية للأطلس البحري الكامل لدولة الإمارات العربية المتحدة.كما تضطلع هيئة البحوث البيئية في جزيرة السمالية بدور علمي رائد لتطوير زراعة النباتات الملحية والأشجار البحرية حيث توصلت نتائج الأبحاث العلمية التي أجرتها إلى أهمية إنشاء بنك للنباتات البحرية الملحية في جزيرة السمالية وتجهيز الجزيرة لتكون مركزاً لإنتاج أنواع كثيرة من النباتات الملحية الجيدة بيئياً والمقاومة للملوحة وإكثار استزراعها بحيث تصبح مورداً ثابتاً لهذه الأنواع من النباتات خلال فصول السنة المختلفة.وقد تم تأسيس بنك النباتات ليصبح مصدراً مهماً للنباتات النادرة الملحية والمستوردة وتوفيرها للجهات المختصة والهيئات العلمية .ويحتوي بنك النباتات في جزيرة السمالية على أكثر من ألف نوع من الأشجار التي تتحمل الملوحة والجفاف والحرارة والتي يتم ريها بالماء المالح حيث يتمّ زراعة البذور في أماكن خاصة يتم تجهيزها والعناية بها خلال مراحل إنباتها ونموّها حتى تصل إلى مرحلة تمكنها من الاعتماد على نفسها، وبعد ذلك يجري نقلها إلى حيث يستفاد منها، كما أن بنك النباتات يحتوي على أنواع أخرى يتمّ استزراعها باستقدام شتلات وإكثارها بطرق علمية وفي فترة زمنية قصيرة تحت ظروف بيئية تتحكم فيها عوامل الحرارة والرطوبة والريّ والسماد .