قصاصات رياضية
إعداد/ عصام عبده عمر:[c1]الفاجعة[/c]تلقيت مكالمة من زميلي الكابتن الكبير علي بن علي شمسان في الساعة 7.45 مساء من يوم الأحد 13/ 11/ 2011م يطلبني حالاً إلى منزله.. وغادرت منزل والدي إليه وإذا به يخبرني أن زميلنا وحبيبنا الكابتن علي فارع توفي الآن وذهبنا إلى منزل صهره بالشيخ عثمان ووجدنا هناك مجموعة من أهله وزملائه.. جلسنا بجانب المنزل حتى الساعة 11 مساء بعد أن شاهدناه وقبلناه وهو ميت.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.صحيح أن الموت علينا حق.. لكن لطول المعاناة والأمراض والآلام والمحن والفقر لمبدعي الوطن اليمني وعدم الالتفات لهم ورعايتهم.. أصبحوا يتساقطون الواحد تلو الآخر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.[c1]من هو برازيلي اليمن؟[/c]هو واحد من نجوم وعمالقة الكرة أيام (الزمن الجميل) منذ طفولته عشق الكرة المستديرة ولعبها طفلاً.. فتياً.. شاباً، من عام 1959م إلى عام 1970 في الحارة والمدرسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية..وشد انتباه الناس إليه وكانت بداية تألقه وظهور موهبته الرائعة عام 1970م عندما انضم لنادي الهلال الرياضي العريق بمدينة الشيخ عثمان.. ووجد الدعم والتشجيع من الجميع لأن موهبته مميزة ولمساته وتمريراته ساحرة بسحر الكرة البرازيلية وأصبح واحداً من لاعبي الهلال الأساسيين وشكل أقوى خط هجوم مع زملائه العمالقة (عوضين/ محمد عمر حسن/ علي بن علي شمسان) إلى جانب بقية عمالقة الهلال أمثال: المرحوم صالح محمد عمر ـ عبد العزيز مجدرـ غازي عبده إسماعيل ـ المرحوم/ محمود فرج ـ المرحوم/ علي سعيد سالم ـ حسن الشيخ ـ صالح هزاع ـ أنصار عبوس ـ نبيل سعدان ـ منير مدهش ـ عزيز سالم ـ عبد الملك بانافع ـ حراس المرمى المرحوم/ لوسي ـ عادل محب ـ عبدالله حامد وآخرين.[c1]بداية الشهرة[/c]كان الفارع قليل الكلام كثير العطاء والإبداع.. أخلاقه وسلوكه وتواضعه زادت من شهرته وكانت حركاته وألعابه تلهب الحماس والزفرات للجماهير الرياضية وتلك التمريرات القاتلة بباطن وظاهر القدمين حتى أصبح صانع الألعاب والأهداف الجميلة التي قلما نرى مثيلها.. وتم اختياره في أبريل 1975م ضمن منتخب الشباب اليمني المشارك بالدورة الآسيوية (17) للشباب لكرة القدم بدولة الكويت الشقيقة وكان مدرب المنتخب الأسطورة الكروية الكابتن علي محسن مريسي بمشاركة (32 دولة) وحقق المنتخب انجازاً غير مسبوق وقدم عروضاً إبداعية ومشرفة وتأهل إلى دور الثمانية.. وكانت أكثر من نصف أهداف المنتخب من صناعة وتمويل برازيلي اليمن.. ولم يكتف بذلك بل دك مرمى المنتخب الماليزي بصاروخ أرض جو سكن الشباك بقوة وكأنه ينطق صارخاً (أنا يمني وأسأل التاريخ عني أنا يمني) واختير هذا الهدف ضمن أجمل أهداف البطولة.وعند دمج (نادي الهلال + نادي الواي) تحت اسم نادي وحدة عدن في شهريوليو/ 1975م.. لعب الفارع مع نادي وحدة عدن وانتقل بعدها للعب مع نادي الميناء.. بمدينة التواهي ثم توقف عن اللعب واتجه إلى مجال التدريب.. بعد استفادته من الأسطورة الكابتن علي محسن مريسي ودخل بعض الدورات التدريبية الداخلية وبدأ بتدريب فريق الشباب لوحدة عدن واستمر يعمل مساعد مدرب فريق وحدة عدن الأول لعدة سنين درب بعدها أندية شباب المنصورة ـ طليعة لحج، بعد ذلك توقف وداهمه مرض بالقلب مع نهاية عام2008م وأصبح مقعداً ولا يتحرك إلا على كرسي وظل يصارع الآلام والمرض حتى جاء موعد القدر (الوفاة).هو من مواليد أبريل 1952 بمدينة الشيخ عثمان متزوج وأب لخمسة: ولد و4 بنات وكان يعمل في مكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بعدن.. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه الجنة وألهم أهله وذويه الصبر والسلون.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.