سطور
يرى المرء هذه الحياة كمحاكم من الأحلام حينا يستمر مع الواقع ويتأمل حيناً آخر ولكن أطياف السرور قليلة.. لأن الحياة مليئة بالصعاب، ونحن نسعى باستمرار نحو الجديد والمفيد لنا وللأجيال القادمة. ورغم انفتاح الثقافة العالمية ووجود عشرات المكتبات العامة التخصصية، وعشرات المتاحف ودور الثقافة، إلا أننا نجد أنفسنا، نقضي ساعات طويلة أمام الشاشة الفضية، وأهملنا الكتاب المطبوع، وهذا ما يدعونا إلى ضرورة الاهتمام بالكتاب المطبوع وتحسين طباعته وإخراجه. ومن هنا ونحن نودع عام 2011م الذي حمل لنا العديد من الأحداث الساخنة فإننا على أمل كبير في أن يأتي العام المقبل مشرقاً، يجعلنا نقف مع الذات، ونقيم أعمالنا بشكل عام، كما نأمل أن تتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية في بلادنا نحو الأفضل، وهنا نتساءل هل الصحافة الثقافية والفنية قادرة على الخروج من دائرة الأحلام والآمال إلى دائرة الأعمال الواقعية التي يستفيد منها كل فرد في المجتمع اليمني. ولكن ونحن ننظر إلى مستقبل الصحافة الثقافية والفنية نجد نقلة نوعية في الإبداع الثقافي رغم دخول الثورة المعرفية وتطور تكنولوجيا الاتصال التي أصبحت اليوم أداة لنقل الأخبار الساخنة وأصبح الصحفي زورقاً في مهب رياح عالية عاتية.. ويتعرض للأخطار من قتل ومضايقات ولايجد يد العون تمتد إليه.. وهذا ما نلاحظه في الدول العربية بشكل خاص. إن تقديم الدعم الصحفي في بلادنا ضروري من اجل تطوير الصحافة المحلية، وربطها بالواقع المعيشي للمواطن اليمني، فالشفافية المشروعة توفر بيئة جيدة للعمل الصحفي بشكل عام والثقافي والفني بشكل خاص. ويقول الشاعر العربي أحمد العدواني في إحدى قصائده الوطنية يصف فيها حالة المثقف العربي: [c1]غرست غصن وردة في وهج النار حتى إذا ما اشتد عوده وألف الخطر طار إلى النجوم واستقر وصار حقل أنوار يا غصن وردتي قل لي .. ما الخبر؟! يا هل ترى.. عرفت بعض أسراري؟. [/c]إن من واجب كل مثقف أن يساهم في وضع بنية ثقافية يمنية وتأسيس نقابة للثقافة والفنون والآداب.. ويكون العام الجديد 2012م، عام الخير والسعادة والغد المشرق للأجيال القادمة ولا ننسى أهمية الثقافة في تربية الروح الجمالية للإنسان، تربية متزنة متكاملة جسمياً وعقلياً وخلقياً ووجدانياً وعقائدياً واجتماعياً وثقافياً حتى تنمو شخصيته إلى أقصى قدر تسمح به قدراته، كما تساعد التربية على إكساب الطلاب الجامعيين والمتخصصين والمثقفين القدرة على تلقي المعلومات والمهارات التي تساعد على الحصول على القدر الكافي من المعلومات والأخبار والاطلاع على الأحداث الساخنة وآخر الأخبار في العالم، لأن المثقفين والأدباء والفلاسفة هم أهل تأمل ونظر ولأن عصرنا الحالي عصر علم بامتياز، فإن أكثر ما يخشاه المرء هو استنكاف العالم عن الاهتمام بالمنظومة الأخلاقية للبشر وإذا ما تجاهل المثقف قائمة الأخلاق والمثل التي تحدث عنها أفلاطون منذ القدم، فعلى الدنيا السلام! إذ ما قيمة الحياة التي يتوفر بها التقدم التكنولوجي، ويغيب عنها الصدق والشجاعة والمروءة والخير والوفاء والحرية، إن المسألة كلها يلخصها ديكارت في أن يستند المثقف إلى قاعدة العلم والأخلاق.