إعداد/ دنيا هانيتستسقي حروفها من تفاصيل حكاية ترنو في مخيلتها وتسعى لإكمالها.. تخرج كلماتها مصرحة عن بدء فصل آخر للحكاية تتناثر على فصول الحياة.تعترض كل ما لا يعجبها تحت المطر الرمادي وعبرت عن فلسطين خاصة ووضع العرب عامة في وصفها (للهولوكوستِ) حينما قالت: (ليست فلسطين وحدها هي التي تحترق.. ولكن الشوفينية والسادية والغوغائية السياسية وعشرات الأقنعة والملابس التنكرية.. تحترق أيضاً.. وليست الطيور والأسماك وحدها.. هي التي تختنق.. ولكن الإنسان العربي هو الذي يختنق.. داخل (الهولوكوست) الكبير...إلخ).أشعارها نهاية لقصة لم تبدأ بعد وبداية لم تنته. مزاجية في اختياراتها ولا يحكمها، أحد ، متمردة على الكلمة وتمقت الظلم الذي تعرض له (العربي) مفتخرة بأصلها وتشجع الإبداع وتحفز المبدعين في جميع المجالات.تكره الرجل الذي يقلل من شأن المرأة ويعتبرها مجرد وردة يشتم عبيرها متى ما شاء ويرميها حينما ينتهي عطرها. تحدته في كثير من المواقف ودافعت بكبرياء عن المرأة العربية التي اعتبرتها تعيش في عالم يهضم كل حقوقها وتسخر من أولئك الذين يريدون سلب حقها في الحياة. ومع هذا فهي عاشقة للرومانسية وجمال الطبيعة الخلاب وتتغنى بأصوات العصافير في فجر الصباح. هي من قالت: يقولون إني كسرت بشعري جدار الفضيلة.. وأن الرجال هم الشعراء.. فكيف ستولد شاعرة في القبيلة؟.. وأضحك من كل هذا الهراء.. واسخر ممن يريدون في عصر حرب الكواكب.. وأد النسـاء.. وأسأل نفسي.. لماذا يكون غناء الذكور حلالاً.. ويصبح صوت النساء رذيلة؟أنها المثيرة للجدل دوماً الشاعرة والكاتبة والناقدة الكويتية سعاد الصباح الحاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسة، تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وتم اختيارها لشغل مواقع عديدة عززت من وجودها في الساحة الأدبية. [c1]سيرتها العطرة[/c]ولدت في 5/22/ 1942م، وتلقت علومها الأولية في مدرسة الخنساء بالكويت وفي ثانوية المرقاب للبنات / الكويت. وحصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد / كلية الاقتصاد والعلوم السياسية / جامعة القاهرة عام 1973.أكملت سعاد دراستها في جامعة ساري جلفورد البريطانية وحصلت على شهادة الدكتـوراه في الاقتصاد عن دراستها بالانجليزية (التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة ) في عام 1981م. وبعد تخرجها عادت إلى الكويت لمباشرة نشاطها الثقافي والسياسي والاقتصادي فشاركت في عشرات الندوات الاقتصادية والسياسية والثقافية في القاهرة ودمشق وعمان والبحريـن ودبي وتونس ومسقـط والريـاض والخرطوم ولنـدن وواشنطن باريس وجنيف ومراكش وليماسول.وأسست دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع عام 1985م. وكان أول إصداراتها هو إعادة نشر مجلة (الرسالة) المصرية في أربعين مجلداً من بيروت عام 1985. وإحياء لدور الكويت الثقافي وتأكيداً على مفهومها القائل بأن الكويت ليست نفطاً فقط بل ثقافـة وعطاء إنساني جددت نشاط (دار سعاد الصباح) من القاهرة بإصدار مائتي عنوان خلال عامين وكانت تتابع نشاطها من مقرها الرئيسي في الكويت بإصدار عشرات العناوين كل عام. ولقي إبداعها الشعري اهتمام الدارسين الجامعيين فكان محور رسالات ماجستير ودكتوراه في كثير من الدول.وفي عام 1988م قررت هي والشيخ عبد الله المبارك تأسيس أول هيئة عربية تتولى تشجيع مواهب الإبداع لدى الشباب العربي بجوائزهما التي خصصت أربع منها للإبداع العلمي وأربع أخرى للإبداع الفكري والأدبي مع جائزة خاصة للإبداع الفلسطيني. واستمرت هـذه الهيئة في عملها السنوي المميز مفسحة الطريق أمام ظهور المواهب الواعدة و طبع نتاج الأوائل منها تعريفاً بعطائها بالإضافة إلى منح الجوائز المالية المقررة. لها نشاطات عدة فقد كتبت مئات المقالات والدراسات الاقتصادية والقومية والوجدانية في العديد من الصحف والمجلات العربية، داخل العالم العربي وخارجه.وفي عام 1995م أطلقت مبادرتها غير المسبوقة في تكريم رواد الثقافة العربية الأحياء، فكرمت على التوالي المبدعين: عبد العزيز حسين من الكويت والشاعر إبراهيم العريض من البحرين والشاعـر نـزار قبـاني من بيروت والدكتور ثروت عكاشة من القاهرة.وقد تم اختيارها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بين خمس سيدات منهن حرم الرئيس الأمريكي و حرم الرئيس الفرنسي لتكون ضيفة شرف للمؤتمر العالمي للمرأة الذي عقد ببكين عام 1995م لاهتمامها الكبير بالثقافة و حقوق الإنسان وقضايا المرأة و الطفل.مقتطفات من سيمفونياتها الأدبية:[c1]- من اسمك تبـدأ جغرافيـة المكانومن عينيك تأخذ البحار ألوانهاومـن ثغـرك يولد الليـل والنهارومن إيقاعات صوتكومن شـرايين يديك[/c]أولد أنا******[c1]- فاجأتك..تشـرب القهوة الـسـوداء..من نهر عـيـني..وتـقرأ فيهما جريدتك الصباحيةفصـرت أرتاد المـقاهي..لتشـربني..وأشتري الصحف الصباحيةلتقرأنـي..[/c]****[c1]في مدينة صدرك..يمر عطرك في مخيلتيكسيف من المعدنيخترق الجدار والستائر..يخترقني..يبعثر أجزاء الزمنيبعثرني..وتتركني أمشي حافية على زجاج المراياوترحل..[/c]****[c1]قد كان بوسعي مثل جميع نساء الأرضِ مغازلة المرآة قد كان بوسعي أن أحتسي القهوة في دفء فراشي وأمارس ثرثرتي في الهاتف دون شعور بالأيام.. وبالساعات قد كان بوسعي أن أتجمل.. أن أتكحل أن أتدلل.. أن أتحمص تحت الشمس وأرقص فوق الموج ككل الحوريات[/c]****[c1]على هذه الكرة الأرضية المهتزةأنت نقطة ارتكازيوتحت هذا المطر الكبريتي الأسودوفي هذه المدن التي لا تقرأ.. ولا تكتبأنت ثقافتي..[/c]****[c1]إنني مجنونة جداًوأنتم عقلاء..وأنا هاربة من جنة العقلوأنتم حكماءأشهر الصيف لكمفاتركوا لي صيف انقلابات الشتاء[/c]هذه هي سعاد الصباح تارة هادئة وتارة مجنونة.. تختار كلماتها من وحي العالم الذي تعيش فيه ، عالمها الخاص الذي ترسم عليه صورة تبروزها في إطار تجارب الحياة.. أبدعت في سطر كلماتها وهكذا هي تتمرجح الكلمات بين قصائدها لتضفي فلسفة عميقة في عقول غريبة..
أخبار متعلقة