أكدوا تأييدهم الثابت للشرعية الدستورية
[img]img_6930a.jpg[/img] صنعاء / سبأ:احتشد الملايين من أبناء الشعب اليمني العظيم أمس في الساحات والميادين العامة في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية، في جمعة « الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع» ليؤكدوا تمسكهم المبدئي والثابت بالشرعية الدستورية التي هي أعظم مكاسب الثورة اليمنية المباركة.وبعد أن أدى ملايين اليمنيين صلاة الجمعة في الساحات والميادين بعموم المحافظات توجهوا في مهرجانات ومسيرات حاشدة مرددين هتافات أكدت أن الشعب اليمني لم يحتكم في يومٍ ما وعلى مر العصور للغوغائيين والخونة وبائعي الأوطان، وبأن تأريخ اليمن قائم على الثقافة العريقة والقيم الرفيعة والراقية.ورفعت الحشود الغفيرة شعارات جددت تمسك اليمنيون بمبدأ الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع ..لافتين إلى أن أي مطلب يستند إلى العنف والسلاح والدم يعتبر تحدياً لإرادة الشعب اليمني الحر، وانتهاكاً لمبادئ وقيم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعوا إلى الشورى والحوار والحب والإخاء والتسامح.وأكد الملايين من أبناء الشعب أن جمعة «الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع» هي خضوع لواجبات الولاء لله والوطن والثورة ولولي الأمر والتزام مبدئي بسيادة الدستور والقانون والنظام العام والالتزام بما أفتى به علماء اليمن في التمسك بالبيعة التي في ذمة الناخبين والناخبات وسبيلها الانتخابات العامة الحرة والمباشرة في صناديق الاقتراع.وجسدت الجماهير اليمنية تمسكها بالقيم الدينية السامية التي توجب الامتثال لقيم الإخاء والمحبة وإصلاح ذات البين بالحوار والكلمة الطيبة مؤكدين انتصارهم لإرادة الشعب اليمني مالك السلطة ومصدرها وهو الذي ينتخب رئيس الجمهورية والسلطة التشريعية والسلطات المحلية.وجددوا إصرارهم وتمسكهم بالنهج الديمقراطي الحر الذي يضمن للشعوب ولكل مواطن الحرية المطلقة في انتخاب قياداته الحكيمة ..مؤكدين مواقفهم الثابتة المؤيدة لوحدة وأمن واستقرار اليمن وحمايته من كل المؤامرات الساعية لجر أبناء اليمن الواحد للاقتتال والانقسام .كما جددوا امتثالهم الصادق لما يمليه الدين الإسلامي الحنيف وتفرضه الوطنية الحقة ويمليه العقل السليم والإخوة الإيمانية الصادقة ..رافضين كل الأساليب الإجرامية والانقلابية والأعمال المعادية للشرعية الدستورية.. وحق الشعب في حكم نفسه بنفسه.وأشارت الجماهير اليمنية إلى أن هذه الجمعة تعد إعلاء لقيم الدستور واحترام القانون وخضوعاً للإرادة القيادية والجماهيرية المتمسكة بالحوار والتداول السلمي والديمقراطي للسلطة ، والتزاماً من قبل الشعب اليمني بخيار السلام والأمن ورفض كل أشكال الفوضى وأعمال التصعيد والتخريب والاقتتال.وأكدوا مجددا وقوف الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني إلى جانب المصلحة الوطنية والمكاسب الوطنية وعلى رأسها الوحدة والشرعية الدستورية والتفافهم إلى جانب القيادة السياسية ممثلة بالقائد الرمز فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي وضع اليمن في حدقات عينيه وعمل ومعه كل الشرفاء والمخلصين من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار.وجددوا الدعوة للشباب اليمني المخلص للوطن إلى نبذ الكراهية والعصبية والتحزب الأعمى مع قوى الشر الحاقدة على النجاح وصناع المنجزات والمكاسب الوطنية ، والالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية لليمن ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، لمواصلة العطاء والبناء والتنمية، واعمار ما دمره أعداء الوطن.ودعت الجماهير اليمنية مجددا أحزاب اللقاء المشترك إلى احترام إرادة الشعب المؤيد للشرعية الدستورية، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، واغتنام دعوات رئيس الجمهورية المتكررة لحوار وطني شامل يخرج اليمن من أزمته الراهنة، وإنهاء الاعتصامات والكف عن أعمال العنف والفوضى وقطع الطرقات والاعتداء على الكهرباء، ووضع حد للأعمال التخريبية والاعتداءات على المرافق والمنشآت العامة والخاصة.وفي المهرجان الذي أقيم بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ألقى الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور أحمد عبيد بن دغر كلمة رحب في مستهلها بالحشود الغفيرة من أبناء الشعب المناضلين والصامدين في وجه الأعداء والمدافعين عن الوطن ووحدته واستقراره .. مجددا الترحيب بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي عاد إلى الوطن بحفظ الله ورعايته بعد رحلة علاجية اثر الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له ومعه عدد من رجال الدولة في مسجد دار الرئاسة.وقال الدكتور بن دغر « أيادي الغدر استهدفت الزعيم كما استهدفت الوطن في ذات الوقت فكان لها ما أرادت وكان لله ما أراد قدر الله ولطف فتحية إجلال وإكبار لشهداء المسجد وفي مقدمتهم الشهيد المناضل عبدالعزيز عبد الغني الذين وقفوا صامدين في وجه المتآمرين على الوطن والشرعية الدستورية».وأضاف « لقد عاد فخامة الأخ الرئيس فأهلا وسهلا به هتافا تعلو به الحناجر وتخفق به القلوب ،هتافا يملأ ارض اليمن وسماءها وتردد أصداءه جبالها وسهولها فحللت أهلا ونزلت سهلا أيها القائد العظيم وعدت في ظرف يحتاجك الوطن والجماهير الغفيرة تنتظرك».ومضى قائلا « لقد بلغت الأزمة ذروتها وطال أذاها كل بيت وكل قرية ومدينة فالمتمردون لازالوا على تمردهم بل ازدادوا عتوا ونفورا والمسلحون والمليشيات لازالت تسرح وتمرح في العاصمة تساندها مليشيات دينية ،والحياة السياسية زادت فسادا ، فقد تسرب المال القذر إلى جيوب المتمردين وسفكت الدماء وتعرضت الأموال العامة والخاصة لأضرار جسيمة وبات الوطن على شفير الهاوية».وخاطب الحشود الغفيرة قائلا « لقد اسمينا هذه الجمعة جمعة الحوار والاحتكام الى صناديق الاقتراع لعل وعسى ان يعود الضالون إلى جادة الصواب ويستعيدوا رشدهم ان بقي لهم بعض من عقل أو وازع من ضمير فالوطن كان ولا يزال وسيبقى أمانة في أعناق الجميع وهذه الأزمة بلغت حدا ينذر بالتمزق والفرقة ويعرض الوحدة والدولة الموحدة إلى خطر حقيقي».ودعا مجددا أحزاب اللقاء المشترك إلى حوار يقوم على أساس المصالح العليا للوطن و يستند إلى المبادرة الخليجية ليخرج اليمن من هذه الأزمة ويضع آلية تحفظ دماء اليمنيين وتعيد اللحمة الى صفوفهم ، حوار ينقل السلطة سلميا وديمقراطيا عن طريق انتخابات مبكرة ونزيهة تخضع لإشراف محلي وإقليمي ودولي.وقال الدكتور بن دغر: «لقد وضعنا كل الأوراق أمام الأخوة قادة المشترك بدءا بتفويض الرئيس لنائبه المناضل الكبير عبدربه منصور هادي لإجراء حوار والتوقيع على المبادرة ومنحه كل الصلاحيات الدستورية اللازمة التي طالب بها المعارضون ، فهل يستجيب الطيب منهم لهذه الدعوة الوطنية المخلصة».وأضاف «إننا ننتظر وكلنا أمل ان يفهم قادة اللقاء المشترك ان الوطن أغلى من كرسي الحكم وان مصالح الشعب اليمني أثمن من كل سلطة ،نحن نعرض عليكم اتفاقا وطنيا يحمي وحدة الوطن ويصون دماء أبنائه الغالية ويسمح لكم في نفس الوقت بالمشاركة في الحكم على قدم المساواة مع حزب الأغلبية مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه».واستطرد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام «لقد جربتم أيها الأخوة في المشترك كل مصيبة وامتطيتم حركة الشباب المخلص الطاهر وأردتم تحقيق ما لم تحققوه بالوسائل المشروعة وغير المشروعة بما في ذلك القتل وقطع الطرق وترويع المارة والاعتداء على ممتلكات الشعب والمواطنين فلماذا لا تجربون طريق الحوار والديمقراطية خاصة وأن الشعب قد نفد صبره وضاق ذرعا بممارساتكم وحلفائكم المتمردين وبقاياكم الإرهابية».ووجه رسالة إلى أحزاب اللقاء المشترك قائلا « لقد اتضح لكم صمود هذه الجماهير الغفيرة في ساحات النضال فلا تفوتوا هذه الفرصة السانحة التي جاءتكم من قائد عظيم وحزب وطني أصيل وشعب عظيم أراد للوحدة البقاء والصمود والحياة وأدرك حجم المؤامرة فأسقطها والتف حول قيادته الشرعية الدستورية وساندها حتى يتحقق النصر بإذن الله».فيما ألقى رئيس حزب الشعب الديمقراطي صلاح الصيادي كلمة أحزاب التحالف أوضح من خلالها ان عودة فخامة الرئيس تعد نقطة تحول تاريخية وتعيد اعتبارا للوطن والشعب اليمني الصامد في وجه كل المؤامرات الانقلابية الدنيئة التي حاولت النيل من الوطن ومكتسباته ومنجزاته وشرعيته الدستورية.وتقدم بالشكر والتقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وكافة أصحاب السمو الملكي والأمراء والشعب والحكومة السعودية على مواقفهم التاريخية التي ستظل محفورة في عقول ووجدان الشعب اليمني ..مؤكدا ان ما تتعرض له اليمن حاليا من قوى التأمر والظلال وحلفائهم من العناصر الإرهابية لا يستهدف اليمن فقط بل يستهدف كل دول الجوار والعرب عامة.وقال « لقد مددنا ايدينا خلال السنوات والأشهر الماضية للحوار إلا ان أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم ظلوا يراوغون ويماطلون سعيا منهم لتنفيذ مخططهم التآمري الانقلابي إلا ان الشعب البطل والصامد وقف في وجوههم وكان لهم بالمرصاد».وأشار إلى ان جمعة «الحوار والاحتكام إلى صناديق الاقتراع» هي جمعة التأكيد على الطاعة المطلقة لله ورسوله وولي الأمر عبر أبناء الشعب من خلالها عن تأييدهم ومباركتهم للبيان الصادر عن مؤتمر علماء اليمن الذي ضم أكثر من 500 عالم ..مؤكدا ضرورة أن يعمل الجميع بالقرارات والتوصيات التي تضمنها بيان العلماء خلال المرحلة المقبلة.وصدر بيان عن المشاركين في المسيرة المليونية الحاشدة عبر عن فرحة الجماهير اليمنية بعودة الرئيس القائد علي عبدالله صالح سالما معافى بعد رحلته العلاجية ،مترحما على الشهداء الذين لقوا ربهم في هذا الحادث الإجرامي الكبير ..مجددا الشكر والتقدير لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايتهم الكريمة لفخامة الاخ الرئيس ومرافقيه.وأشار البيان الى أن المسؤولية الوطنية والدينية تحتم على الجميع الوقوف والاصطفاف في مواجهة كافة التحديات والمخاطر المحدقة بوطننا وشعبنا والهادفة إلى النيل من أمنه وسيادته واستقراره والزج به في أتون دائرة الصراع والتطاحن ..مجددا تمسك الجماهير اليمنية بالشرعية الدستورية والخيار الديمقراطي للخروج من الازمة باعتبار ان الديمقراطية تمثل عظمة خيارات الشعب التي عبر عنها في صناديق الانتخابات .وحيا البيان علماء اليمن على وقفتهم الصادقة والشجاعة والمسئولة لتبيان الحق في مؤتمرهم العلمي المنعقد خلال فترة 29-27 سبتمبر 2011م ..مؤكدا التزام اليمنيين بكل ما اقره وأوضحه وأبانه العلماء الاجلاء في بيانهم الختامي.وفيما دعا البيان كافة القوى والشرائح الاجتماعية إلى الاستجابة الصادقة لما خرج به العلماء أكد ان افتعال الأزمات التي يقوم بها الانقلابيون على الشرعية الدستورية لتحقيق مآربهم الخبيثة لن تثني أبناء الشعب عن مواقفهم المبدئية والثابتة إزاء الشرعية الدستورية التي تمثل ضمانة حقيقة للحفاظ على الوطن وانجازاته التاريخية واهمها الثورة والوحدة والديمقراطية .وأوضح البيان ان محاولة الاستلاب السياسي والتضليل لجماهير الشعب ستبوء هي الأخرى بالفشل الذريع بعد ان اتضح للجميع ان أصحابها ارادوا العودة بالوطن والشعب إلى عهود الظلام والتخلف والتقوقع والجمود التي تحرر منها شعبنا بفضل إرادته الحرة بفضل قوة وعنفوان ثورته المباركة سبتمبر وأكتوبر ..مؤكدا ان أبناء الشعب اليمني العظيم لا يحتملون اليوم مزيدا من هذه الممارسات التي لا تخدم سوى أعدائه وكل المتربصين به وبحاضره ومستقبله ومشروعة النهضوي.واعتبر هذه المناسبة تأكيدا على أن ممارسات الانقلابيين وما تسببه من معاناة لجميع المواطنين لن تزيد أبناء الشعب إلا عزيمة حتى يتحقق النصر العاجل وليؤكد شعبنا للعالم اجمع إيمانه العميق بقضيته وحرصه الكبير على حماية مكتسباته الوطنية وفي مقدمتها النهج الديمقراطي مهما كانت التضحيات ..مستنكرا كافة أعمال التخريب التي تقوم بها العناصر الانقلابية كونها ممارسات تآمرية تستهدف مصلحة المواطن والشعب وتخدم أهدافا شيطانية تحاول مصادرة حق الشعب وفرض الوصاية عليه وعلى إرادته الحرة.وأكد البيان اصطفاف أبناء الشعب اليمني تحت رايات وشعارات وخيارات الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع وتأييدهم للموقف الوطني الثابت والمبدئي للقيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والمتمثل في تعاطيه المسؤول مع الأزمة الراهنة التي يعاني منها الوطن وحرصه على تجاوزها بالاسلوب السلمي والديمقراطي والحوار المسؤول المعبر عن روح اليمن الجديد الديمقراطي الموحد النابذ لكل أساليب العنف والاعتداء على المصالح العامة والخاصة التي يحاول الانقلابيون العودة من خلالها الى عهود الظلام والتخلف .ولفت الى أن الجماهير اليمنية تؤكد اليوم رفضها لكل معضلات تعطيل الحوار باعتبارها خطرا يفتح المجال لمزيد من الفوضى والتخريب وبانها ستواجه كل ذلك بقوة وحسم حرصا على حماية الوطن وصونة من اي عبث ..رافضا كافة محاولات النيل من المؤسسة العسكرية من قبل العناصر الارهابية ومليشيات الاصلاح .وأكد وقوف غالبية أبناء الشعب اليمني إلى جانب هذه المؤسسات الوطنية الحارس الأمين للوطن وأمنه واستقراره ،وثمن عاليا النجاحات العظيمة التي يحقهها أبناء القوات المسلحة والأمن في معركتهم الوطنية النبيلة ضد الإرهاب والارهابيين وخاصة النصر الذي تحقق لهم في محافظة أبين وفي كثير من بؤر التوتر والصراع.