سطور
يتحدث الجميع عن الملكية الفكرية، ولكن الواقع في بلادنا يؤكد أن حماية الملكية الفكرية لاتزال غائبة وليست أكثر من قوانين نظمت على الورق. إن الباحث والدارس والمفكر، يجهد نفسه حتى يقدم أفضل الأعمال العلمية والثقافية والأدبية، ولكنه يتعرض لبعض السرقات أو تلف هذه الأبحاث وهذا ما يعرضه للقلق . ونحن هنا نقصد بالملكية الفكرية كل نشاط وعمل ثقافي فكري أو علمي امتلك كل مقومات العمل الإبداعي في ميادين العلوم والفنون والآداب. وأحب أن أوضح هنا أمراً مهماً هو أن المسألة تتعلق أولاً وقبل كل شيء بالاستحقاق والنباهة في ميدان الفكر والثقافة والعلم، فليس كل من حمل القلم أو كتب موضوعاً سمي مفكراً أو أديباً، وليس كل باحث عن الشهرة هو أصلاً مثقف . إن العمل الفكري هو عمل إنساني يجب احترامه وتقديره وهو لا يحتاج إلى قوانين تصدر في مجلة رسمية وتنفذ من قبل جهات الاختصاص.إن معظم الأدباء والمفكرين في بلادنا في أمس الحاجة إلى حماية إبداعاتهم الفكرية ورعايتها ودعمها حتى تستمر، وهذا لن يتم إلا عبر دعم المؤسسات الفكرية مثل الصحافة والمجلات والتلفزيون والإذاعة والقنوات الفضائية، وكذلك وسائل الإنتاج السينمائي.. وإتاحة الفرصة لهؤلاء المبدعين والمفكرين للمساهمة في الندوات العلمية والأدبية، وفي مختلف النشاطات الفكرية سواء كانت محلية أو دولية. وإذا تأملنا أوضاع معظم الأدباء والمفكرين في بلادنا نجدهم في حالة يرثى لها، فهم يتعرضون في بعض الحالات لأعمال التعسف الفكري والنفسي من قبل ضعفاء النفوس الذين استفادوا من سلطتهم الإدارية في الحفاظ على مصالحهم الشخصية.. لذلك يجب اتخاذ قرارات حاسمة تفتح المجال أمام المواهب والعمل الإبداعي والفكر الإنساني للارتقاء بالمجتمع اليمني إلى المستوى الأفضل.