مجاهد أحمد الشعب:لقد أتى اليوم العالمي للسكان هذا العام بحدث عظيم في حياة الإنسان يتمثل في بلوغ سكان العالم سبعة مليارات نسمة.. إنه لأمر عظيم حقاً لكل ذي عقل يفكر، أن يشهد الإنسان زيادة سكان العالم من حوالي مليارين ونصف مليار نسمة عام 1950م إلى سبعة مليارات نسمة عام 2011م، أي بزيادة قدرها 4.5 مليار نسمة خلال حوالي واحد وستين عاماً فقط وهي أي ـ الزيادة السكانية ـ تقارب ضعفي عدد سكان العالم منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض حتى عام 1950م، ألا يحق لأي إنسان أن يتساءل في ظل هذه الزيادة السكانية والتدفق البشري الغزير عن مستقبله ومستقبل أجياله على هذه الأرض؟وعن أسباب وآثار وانعكاسات هذه الزيادة؟ وعن القوى الكامنة وراء هذه الزيادة المتراكمة في كل عام بل في كل ثانية ولحظة؟ وما المعالجات الناجعة المفترض أن يسهم بها كل فرد منا على هذه السفينة؟ فهي لم تعد مشكلة قيادات ومخططين بل مشكلة حياة نعيشها جميعاً خاصة سكان الدول النامية والفقيرة التي استضافت حوالي 90 % من إجمالي هذه الزيادة ولا تزال هي المصدر الرئيسي لزيادة أعداد السكان رغم الظروف المعيشية والاقتصادية والبيئية الصعبة التي تعيشها شعوب هذه البلدان.لقد أسهم العلم وتطور الرعاية الصحية وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في انخفاض معدل الوفيات في كل أنحاء العالم لكن العلم وما وفره من وسائل حتى الآن وبرامج التنمية وما قدمته للمجتمع وفشلت حتى الآن في تقديم المعالجات الناجحة والفعالة في خفض مستوى المواليد بما يتماشى مع خفض معدل الوفيات لتكون محصلة الزيادة في عدد السكان في مستوى أقل مما هو عليه، وهو ما نسعى إليه نحن في اليمن منذ حوالي عشرين عاماً عندما تم اعتماد أول وثيقة للسياسة السكانية في العام 1991م.لقد أثبتت التجارب التاريخية للشعوب أن معدلات الخصوبة العالية للمرأة ذات ارتباط وثيق بالفقر وارتفاع معدلات وفيات الأطفال وتدني المستوى التعليمي للمرأة وعجز الخدمات الصحية وخاصة خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، كما ارتبطت معدلات الخصوبة البشرية المنخفضة للمرأة بتحسن مستوى المعيشة وزيادة دخل الأسرة وارتفاع المستوى التعليمي للمرأة على وجه الخصوص وانخفاض معدل وفيات الأطفال وزيادة فعاليات الخدمات الصحية خصوصاً الخدمات المتعلقة بالأم ورفع مستوى الوعي المجتمعي.إن تهيئة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية لانخفاض مستوى الخصوبة ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى إرادة وتكاتف وأموال تستثمر في هذا الجانب لكن المهمة ليست مستعصية فقد استطاعت دول عربية وإسلامية تحقيق أهدافها في خفض مستوى المواليد ومعدل النمو السكاني إلى مستويات يمكن أن تتحملها مواردها المتاحة.
سبعة مليارات نسمة.. تساؤلات منطقية؟
أخبار متعلقة