رمضان والصيف.. حر وفقدان سوائل
لقاء / أشجان المقطريالصوم ركن من أركان الإسلام الخمسة لكن إذا كان الصوم يضر بصحة الصائم ضرراً بالغاً ، وإذا كان المكلف مريضاً فإن الشرع الإسلامي يبيح له الإفطار. لكن مريض السكري يعيش غالباً في تجاذبات النظرة الاجتماعية والنظرة الشرعية متجاوزاً النظرة الطبية التي تحدد ما إذا كان الصيام يضر بصحته أم لا ، فيصر على الصيام ليخرج من الحرج مع نفسه وأسرته ومجتمعه.ويقول الحديث الشريف « إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه » ومن هنا تشدد الدكتورة ماجدة عبادي على أنه « يجب بذل جهد كبير في الإعلام والوسائل التثقيفية الموجهة لمرض السكري بحيث تعالج الحالة النفسية للمريض خلال شهر رمضان وتوضيح المعايير التي تسمح أو تمنع الصوم وفي حال السماح ينبغي شرح طرق مراقبة السكري قبل وأثناء وبعد شهر رمضان ، وبرمجة النظام الغذائي والعلاجي لهم».صحيفة 14 أكتوبر « حاورت الدكتورة ماجدة محمد عبادي الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى السكري ونائبة مدير مركز السكري بمستشفى الجمهورية بمحافظة عدن التي أوضحت الحالات التي تسمح بصيام مريض السكري ومتى يمنع الصوم .. فإلى مادار في اللقاء .[c1]حالات خاصة[/c]- ما هي الحالات الخاصة لمريض السكري التي تسمح له بالصوم ؟- يسمح الصوم لمريض السكري في الحالات التالية :- مرضى السكري غير المعالجين بالأنسولين ،كما يسمح للبدناء أو ذوي الوزن الطبيعي بالصيام خصوصاً إذا كانوا يتعالجون بالأدوية أو الحمية وليس عندهم أي مضاعفات في القلب أو الشرايين أو الكلى أو الضغط قد تؤثر على وضعهم الصحي مثل الأعراض الحادة ( هبوط أو ارتفاع السكري أثناء الصوم) مع التشديد على ضرورة إخضاعهم لمراقبة طبية منتظمة لاكتشاف أي مضاعفات حادة تستوجب الإفطار « كهبوط السكر أو ارتفاعه»[c1]وجوب الامتناع[/c]ما هي المعايير التي تمنع الصوم ؟- يمنع الصوم على المعالجين بالأنسولين ، خصوصاً مرضى النوع الأول ، الذي عادة ما يصيب الشباب ، خصوصاً الذين يأخذون عدة حقن من الأنسولين يومياً ( ثلاثة أوقات في اليوم : الصباح والظهر والمساء) وكذلك المرضى غير المتوازنين حيث يكون معدل تخزين السكر في الدم عندهم مرتفعاً ، رغم أن علاجهم بالحبوب وليس بالأنسولين لأنهم يكونون عرضة للمضاعفات وكذلك يمنع الصوم على المصابين بالسكر المصحوب بالمضاعفات كإصابة شبكة العين وإصابة الكلى والشرايين والقلب والأعصاب لأنهم عرضة أكثر من غيرهم لأن يصابوا بالنزيف أو النوبات القلبية أو مشاكل أخرى قد تكون خطيرة .كما أن المصابة بالسكري المرتبط بالحمل أو الرضاعة تمنع من الصوم لأن المرأة الحامل تحتاج إلى أخذ حقن الأنسولين بطريقة مكثفة. كما أن الرضاعة تفرض على المرأة الحامل تناول وجبات عدة خلال اليوم، وفي حال الصيام تتعرض لهبوط السكر وكذلك المسن المصاب بالسكر، علماً أن هبوط السكر يعرضه إلى الوقوع وبالتالي إلى إصابته بالكسور وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الإغماء.- هل من جديد على صعيد الأدوية يساعد مريض السكر على الصيام؟ـ نعم هناك تطور في الأدوية والعلاجات فقد تم استحداث أنسولين يعمل لمدة طويلة والعلاجات الحديثة بالحبوب المتطورة التي خففت كثيراً من حدوث هبوط السكر الحاد، وخصوصاً عند المسنين، وهذا التطور ساعد العديد من المرضى على تحمل الصيام والابتعاد عن مخاطر ارتفاع السكر وانخفاضه.- كيف يؤثر الصوم على مريض السكر بشكل مباشر؟ـ إن أهمية الصوم لمرضى السكر وخصوصاً البدناء منهم تكمن في إنقاص الوزن إذ يخف معدل الأنسولين في الجسم ما يساعد في ضبط السكر وتخزينه في الدم ومن هنا ينطبق على هؤلاء الأشخاص الحديث الشريف «صوموا تصحوا» بعكس المرضى المعالجين بالأنسولين أو الذين تصاحب حالاتهم بعض المضاعفات.- ما هي التغيرات التي تحدث خلال فترة الصوم؟ـ يتغير نمط الحياة خلال الصوم، إذ يقل النشاط في النهار ويكثر في الليل، وهذا النمط يؤثر سلباً على العلاقة بين تناول العلاج وإفراز الأنسولين والحركة، أما التغيير في النظام الغذائي إلى وجبتين (الإفطار والسحور) بدلاً من ثلاث وجبات، وتغيير مكونات الوجبات والسعرات الحرارية، فيؤدي إلى ارتفاع السكر أو هبوطه. والتغيير في النظام العلاجي من الضروري أن يكون تحت إشراف طبي لكي لا يتعرض المريض لهبوط السكر ما يؤدي إلى الإغماء، أو ارتفاعه الذي يؤدي إلى تراكم الأجسام الكيتونية وقد يؤدي إلى الإغماء.[c1]التحول الغذائي[/c]- ماذا بعد الصوم؟ وهل العودة إلى الطعام بشكل منتظم مضرة؟ـ في يوم العيد مثلاً، من الضروري الانتباه جيداً إلى التحول الغذائي بحيث يجب أن يكون تدريجياً، فلا ننتقل من الصيام مباشرة إلى الدسومات، ومعروف أن طعام العيد يتسم بالدسامة والدهنيات ما يسبب ارتفاعاً حاداً للسكر، والشرع والطب يتفقان على عدم تعريض مريض السكر للخطر والالتزام بتعليمات الطبيب المختص، والصيام يجب أن يكون عاملاً مساعداً على شفائهم لا الإضرار بهم.- ماذا عن تأثير الصيام في المواد الدهنية كالكولسترول والشحوم الثلاثية والأملاح الأسيدية في الجسم؟ـ إن الصيام مفيد جداً لتعديل هذه المواد الضارة شريطة أن يلتزم المريض بالاعتدال وعدم تحويل الصيام إلى مناسبة لأكل ما لذ وطاب وقد يؤدي الإكثار من تناول اللحوم إلى زيادة التعرض للأحماض الأسيدية التي ينتج عنها آلام المفاصل ومشاكل الكلى وتضرر الكبد وغيرها.- وماذا عن الجهاز الهضمي؟ـ الطعام الكثير يؤدي عموماً إلى اضطرابات وعسر في الهضم وارتفاع في الغازات ومشاكل متعلقة بالإسهال والإصابة بحرقة المرئ، من هنا لابد من التشديد على أهمية الاعتدال في تناول الوجبات كماً ونوعاً مع مراعاة أنواع الأطعمة بما يتلاءم مع ما يحتاجه الصائم وما يريح الجهاز الهضمي والجسم.[c1]كلمة أخيرة[/c]- بماذا تنصحين مرضى السكري؟ـ أولاً أقول لهم ولكم رمضان كريم علينا وعليكم وندعو أن يعم هذا الشهر بالخير والبركات وأنصح مرضى السكري بعدم تناول الوجبات المضرة بهم وعدم الإكثار من تناول النشويات والسكريات، كما أنصحهم بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب مثل الرغيف الأحمر وشرب الحليب قليل الدسم، وأن يذهبوا إلى الطبيب المختص لأخذ النصائح منه، وأخذ العلاج في وقته.