أضــــواء
د. هيا عبد العزيز المنيع في مساحة حرة تركت لمجموعة من الموهوبات في جامعة الأميرة نورة قامت مجموعة من الفتيات وهن في عمر الزهور وتحديدا في المرحلة الثانوية بكتابة تعابير ترسم رؤيتهن تارة للحياة وتارة لأنفسهن وتارة للمجتمع وتارة لحلم يتوقعن أن يأتي بغد أفضل وبين تلك العبارات توجد عبارات اختلفت في الصياغة واتفقت في المعنى استوقفتني مع مجموعة من المتخصصات في الدراسات الاجتماعية والنفسية...؟؟ فتيات مبدعات وهن موهوبات وفق مقاييس علمية يؤكدن رغبتهن أنهن ولدن ذكورا وليس إناثا..... أصعب تلك العبارات حين قالت المبدعة ليتني «رقما» في عالم الذكور..؟؟ تلك العبارة تكررت أكثر من مرة من غير موهوبة....؟؟ تلك العبارة تمثل خنجرا في خاصرة امة تريد أن تتقدم، امة تريد أن يكون أبناؤها منتجين ومبدعين دون وقوف أمام النوع وتفاصيل الاختلاف النوعي إلا في أجزاء من تفاصيل ادوار الحياة كما شرعها الله.....؟؟؟في زاوية اخرى وبعيد عن تلك الموهوبات جاءت امرأة تحمل وجعا لوالديها فاكتفت الأم بدمعة والأب أكد لها أن تصبر وتحتسب وأن تعود لمنزل الزوجية....., زوجها يضربها دون سبب ...؟ والأب عليك بالاحتساب وهل الضعف احتساب ونحن للذكور نؤكد أن المؤمن القوي خير من الضعيف....؟؟ تذهب للمنزل يبتكر كل أشكال الخيانة عبر الهاتف يغدق على فتاته بالكلمات الرقيقة يشتكي لها من حظه العاثر الذي أوقعه في امرأة لاتعرف الحب والتعبير عنه وهي بجانبه منكسرة تنتظر إشارته لتأكيد رجولته ....؟؟ وأمها تؤكد بنت الحمايل ما تحكي في زوجها إلا بالطيب...؟؟ يؤكد لها والدها بعد أن عادت مصابة ببعض الجروح نتيجة ضربه أن المرأة الصالحة ترضى بما قسم الله لها ويؤكد أن المرأة الصالحة لا تخرج من منزل زوجها مع كل خلاف خاصة أنها قريبا ستصبح أما....؟؟ نظرت إلى والدها بانكسار وقالت له ولكنه يضربني استجمع الأب قوته خشية أن يضعف أمام دموع ابنته وتأوهات ألمها وقال نعم زوجك سيئ ولكن احتسبي الأجر عند الله... وإن شاء الله يتحسن ويصير رجالا...؟؟بين رغبة المبدعات أن يكن ذكورا وبين رغبة الصبر والاحتساب ضاعت الكثير من الكرامة وتاهت الكثير من الحقوق في سراديب التسويف.....؟ نريدها مبدعة ناجحة .. نريدها أما وزوجة ناجحة.. نريدها زوجة أب عطوف نريدها إنسانة لاتظلم لاتضرب.. لاتقتل ... نريدها إنسانة تحتسب الأجر ونحن نضربها ونبخسها حقها في الإرث وحقها في الحب من زوجها وحقها في العطف من أبيها وحقها أن تأخذ قرار علاجها ... وحقها أن تكون إنسانة لها حقوق وعليها واجبات ... إنسانة نحبها فتستطيع أن تحبنا إنسانة نحترمها فتستطيع أن تحترمنا إنسانة نعترف بإنسانيتها فلا تغتال براءة أطفالنا تارة وتنحر كرامتها تارة أخرى.. ثم نتغنى بها درة مكنونة وجوهرة مصونة ولكن بلا حقوق وجبال من واجبات ترتكز على ثقافة الاحتساب ولكن وفق الخصوصية السعودية.....؟؟؟[c1]*عن /صحيفة ( الرياض ) السعودية[/c]