طارق حنبلةقلت مراراً وتكراراً إن المرأة اليمنية الناشطة في الحقل الأدبي وتحديداً في مجال القصة القصيرة خطت خطوات كبيرة وامتطت صهوة الإبداع الحقيقي والجمال الروحي الخلاق بلغة شفافة وبديعة ارتسمت بألوان قوس قزح في فضاءات الواحة الأدبية المعاصرة.ولايزال هذا الكائن الناعم الجميل يسمو في مساحات الكلمة والحرف ويتوهج نوراً وأدباً وضياء منقطع النظير .. لايزال هذا النصف الأبهى الأكثر إشراقاً وحناناً ورقة يرتقي في مدارات سيمفونياته القصصية الرائعة والتي باتت تتفتح في السنوات الأخيرة كأزهار الربيع النضرة التي تتزين بقطرات الندى الباسمة .. مازالت حواء تؤكد جدارتها بامتشاق سيف الحرف الجميل دون كللٍ أو ملل.مجموعة (قطرات روح) القصصية أيقونة فنية حقيقية تتوهج جمالاً وإبداعاً فوق سفوح الفن الأدبي القصصي تدعوك إلى تذوق ثمار الإبداع والتوهج الحالم المضيء بشفافية أخاذة .. آسرة . تزرع فجراً جديداً في عوالم القصة القصيرة .. تنثر ورود الأمل والتجديد في دماء القصة بلغة نجاح حميد الشامي .. هذه اللغة الأنثوية الأدبية المتميزة التي أشاد بها وبجمال حروفها وقواعدها النيرة، التي ترتكز على قاعدة السهل الممتنع، قامة من قامات الأدب العربي ورمز من رموز حركته الفكرية المعاصرة .. إنه عبدالعزيز المقالح وما ادراك ما المقالح.يقول صاحب الريشة الأدبية الأنيقة الدكتور عبدالعزيز المقالح في تقديمه لهذا الكتاب (هذا عمل فني ينبئ عن موهبة مغمورة، صاحبته المبدعة نجاح حميد عقلان الشامي، اسم جديد لم أسمع به من قبل ولم أقرأ له ولا عنه شيئاً من قبل على كثرة اهتمامي بما ينشر، وهذا يعني أن عدداً من المواهب الحقيقية، التي تستعد لتأخذ مكانها في حياتنا الأدبية تعيش في منأى عن التزاحم على الندوات وصفحات الجرائد اليومية والأسبوعية.لكن الموهبة الحقيقية لاتستطيع أن تخفي نفسها قد تحتجب بعض الوقت وتكمن في إطار من الصمت المؤقت لكنها سريعاً ما تظهر حاملة بشارة التجدد والانطلاق، وليس من منطلق المجاملة أو التشجيع القول بأن هذه كتابة جديدة تتواصل مع السردي وتقترب من الشعر وأن صاحبة هذا العمل الإبداعي كاتبة تمتلك موهبة واعدة في السرد القصصي غير التقليدي وتتحسس نبض اللغة لا صراخها وتبدأ مع جيلها مساراً جديداً وهي كما تؤكد النماذج القليلة التي وصلتني من هذه المجموعة عبر (الفاكس) شغوفة بالتجديد وبالسرد المفتوح غير القابل للتصنيف التقليدي.إنها سيمفونية تتخذ من اللغة موسيقاها وإيقاعاتها، وتحاور الأشياء بطريقة عميقة لا غموض فيها ولا تشي بوضوح تام، وتلك هي صفات الكتابة الجديدة، الكتابة الشابة إذا جاز التعبير .. كتابة تستلهم عباراتها روح المعاني لا المعاني ذاتها.والكاتبة بهذا تنتمي إلى صنف الشعراء وإن كانت القصة الجديدة غايتها بعد أن اصبحت شعراً أو على علاقة وثيقة بالشعر، وغدونا حين نقول هذا قاص نعني بذلك ضمناً أنه شاعر.تحية للمبدعة نجاح حميد عقلان الشامي، وفي انتظار الجديد والمزيد من هذه الكتابة التي تنم عن موهبة وخبرة في آن واحد).هذه هي كلمة التقديم للكتاب من قبل الأستاذ القامة الفكرية والثقافية د. عبدالعزيز المقالح التي حملت ابعادها إشارة صريحة وجلية إلى تمتع كاتبة المجموعة المبدعة نجاح حميد الشامي بموهبة حقيقية تحمل في أعماقها لوناً جديداً ووهجاً إبداعياً متجدداً ومستساغاً حد الثمالة ويبشر بميلاد عازفة قصصية يرتسم في أعماق لغتها الموسيقية فن حقيقي متناغم مع نمط التجديد.
أخبار متعلقة