كازان (روسيا) /14 أكتوبر/ رويترز:قالت روسيا ان الامل تضاءل يوم أمس الاثنين في العثور على ناجين بعد غرق سفينة سياحية مزدحمة بالركاب في نهر الفولجا ما ادى الى مقتل ما يصل الى 128 شخصا في أسوأ حادثة نهرية من نوعها خلال 30 عاما. وتم انقاذ 80 شخصا غالبيتهم صعد الى سفينة مارة بعد ان قضوا اكثر من ساعة في الماء اثر غرق السفينة بلغاريا المؤلفة من طابقين التي بنيت عام 1955 . وأعلن وزير الطوارئ الروسي سيرجي شويجو أمس الإثنين إن السفينة السياحية التي غرقت في نهر الفولجا الروسي تجاوزت حمولتها المقررة إذ كانت تحمل 208 اشخاص. وأبلغ شويجو الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أنه ليس هناك أمل تقريبا في العثور على مزيد من الناجين. وقالت وسائل اعلام روسية انه يعتقد ان 60 طفلا كانوا من بين ركاب السفينة السياحية وقال ناجون ان نحو 30 طفلا كانوا متجمعين في قاعة ألعاب قبل دقائق من غرق السفينة. وقالت إمرأة لتلفزيون (روسيا 24) ان قبضتها أفلتت يد ابنتها وهما يكافحان للنجاة. وأضافت لم ينج اي طفل من الناحية العملية. كان يوجد العديد من الاطفال على ظهر السفينة. كثير جدا. وقالت ماكاروفا التي خرجت من احدى النوافذ «كنا كلنا مدفونين أحياء في السفينة التي أصبحت كنعش من المعدن. زحفت عمليا من القاع. ابنتي وهي في العاشرة من العمر كانت معي. تشبثت بها بكل قوتي...ثم لم استطع». وقال ميدفيديف متحدثا في مقره في جوركي خارج موسكو إن حادث السفينة لم يكن ليحدث لو اتخذت اجراءات السلامة بشكل صحيح. وقال ميدفيديف إن السفينة كانت في حالة مزرية محذرا من انه يجري حاليا استخدام العديد من وسائل النقل البحري المتهالكة في المياه الروسية. وقال في اجتماع دعا اليه على عجل عقب الحادث وضم عددا من كبار الوزراء «وفقا للمعلومات التي لدينا اليوم كانت السفينة في حالة مزرية».واضاف «لدينا عدد هائل من السفن المتهالكة التي تبحر في مياهنا».وفي مسعى لتفادي اي نقد للسلطات قبل الانتخابات الرئاسية القادمة في مارس آذار القادم دعا الى «فحص شامل» لكل سفن الركاب في روسيا وأعلن اليوم الثلاثاء يوم حداد. وبعث فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي ببرقيات عزاء الى اسر الضحايا. ويقبل الروس والسياح الاجانب على رحلات نهر الفولجا. وانتشلت فرق الانقاذ 48 جثة وقال غواصون انهم رصدوا المزيد في منطقة المطعم بالسفينة التي قالت وزارة الطوارئ ان سعتها 140 راكبا. وقالت ايرينا اندريانوفا المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية في باديء الامر انه يعتقد ان عدد ركاب السفينة كان 185 شخصا لكن شويجو وزير الطوارئ قال انها كانت تحمل 208 ركاب من بينهم 25 راكبا غير مسجل. وكانت في طريقها إلى مدينة كازان عاصمة اقليم تتارستان الواقعة على بعد 800 كيلومتر شرقي موسكو عندما غرقت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الشاطئ بمنطقة عمقها 20 مترا. ونقلت وكالة انباء روسية عن أحد الناجين قوله وسط بكاء وعويل الناجين وهم يعانقون اقاربهم على الشاطئ ان السفينة مالت على جانبها الايمن وانقلبت في حوالي ثلاث دقائق.ونقل عن الرجل قوله «كانت هناك عاصفة وامطار غزيرة في ذلك الوقت. توفي الكثيرون.» وقال الرجل انه فقد زوجته وحفيده. وقال رجل آخر وهو يبكي ويحتضن إمرأة «الطفل (غرق) هناك». وقالت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ انه لم يتضح بعد سبب الغرق ولكن السلطات فتحت تحقيقا جنائيا ويبدو انه تركز على عمر وحالة السفينة التي بنيت عام 1955 في تشيكوسلوفاكيا. وذكر التلفزيون الرسمي ان السفينة لم يكن بها سوى قاربي نجاة بدلا من اربعة ونقلت وسائل اعلام روسية عن احد افراد طاقم السفينة الاخرى التي انقذت بعض الركاب قوله انه لم يكن هناك وقت على ما يبدو لاستخدامهما. وقال الكرملين في بيان ان الرئيس الروسي امر بفتح تحقيق في الحادث.