دبي / متابعات : سارعت العديد من المؤسسات السعودية إلى تطبيق قرار خادم الحرمين الشريفين القاضي بتأنيث البيع بالمحلات النسائية، وسط ارتياح نسائي كبير للقرار الذي من المتوقع أن يوفر لهن نصف مليون وظيفة خلال عامين.ووصف وزير العمل عادل فقيه بالعادل للمرأة، قائلا إن جميع العاملين في المحلات النسائية سيكونون من الإناث فقط خلال الأيام القادمة. وأضاف أن وزارة العمل ستعمل على برامج عاجلة لتفعيل هذه القرارات وفق جدولة زمنية محددة ستكشف عنها خلال الاسابيع القادمة وترجمتها بشكل تفصيلي واضح، حتى يتمكن كل المتأثرين والمستفيدين من هذه الأوامر التصديرية بالتفاعل مع الوزارة بالشكل المناسب.وأكد أن هناك برامج ستعدها الوزارة سواء من خلال برنامج حافز أو غيره الذي سيفيد النساء في هذا القرار، لأننا ربما نشهد خلال الاسابيع القادمة كثافة من المتقدمات للمحلات النسائية اللاتي سيشكلن اضافة جديدة للاسواق المحلية.[c1]تحريك العجلة الاقتصادية[/c]بدوره، أوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة فواز الحكير ورجل الأعمال والمستثمر في محلات بيع المستلزمات النسائية الدكتور فواز الحكير أن قرار تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية من أفضل القرارات التي تساعد في التوطين، كونه سيحرك العجلة الاقتصادية بشكل كبير.وقال الحكير لصحيفة ( المدينة ) السعودية إن القرار سيوفر 500 ألف وظيفة للمواطنات في تلك المحلات خلال سنتين إلى ثلاث سنوات قادمة، مبيناً أن القرار سيحرك العجلة الاقتصادية من حيث عدم ذهاب الأموال الاستثمارية للخارج، إضافة إلى تعزيز سوق المحلات النسائية كون الإقبال النسائي على تلك المحلات كان في الماضي يتم على استحياء لصعوبة وصفها لمطالبها وحاجتها ومواصفات ومقاس ما تريد وأن الوقت الحالي سيتضاعف فيه الإقبال على تلك المحلات ما يعادل الضعف.وشدد الحكير على استعداد شركته لتطبيق القرار بشكل سريع، قائلا إن التوظيف يحتاج إلى لوقت يتخلله تدريب وتأهيل، وسنبدأ إن شاء الله حال جاهزيتنا فليس هناك ما يمنعنا، النساء هن أهل المحلات النسائية.ومن جهته، قال الدكتور موفق عبدالله من كلية الدعوة وأصول الدين- تخصص كتاب وسنة عضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى: القضايا والأمور النسائية ينبغي أن تحلها النساء، فهذا أفضل لهن، وكما قال تعالى: (ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض).وأعلنت حملة «كفاية إحراج»، المختصة بتوفير فرص عمل للسيدات، عن انتقالها إلى مرحلة جديدة حيث سيتم إطلاق حملة جديدة تحت شعار «انتهى الإحراج» وهي بمثابة دعم لهذا القرار الذي سيطبق خلال شهر من اعتماده.ورأت رئيسة الحملة فاطمة قاروب أن القرار رفع من شأن المرأة السعودية، وأسدل الستار على دور الحملة التي كانت تطالب بتأنيث محال بيع المستلزمات النسائية الخاصة، فيما كان بداية لإطلاق حملة جديدة بعنوان «انتهى الإحراج»، والتي سيكون لها دور في التفاعل مع القرار بتأهيل وتدريب النساء لعمليات التوظيف، بالتعاون مع رجال الأعمال والشركات والمؤسسات الملزمة بتأنيث تلك المحال، والتأهيل والتدريب والتوظيف والمتابعة على رأس العمل.وكانت حملة «كفاية إحراج» انطلقت في العاشر من أكتوبر 2010، وبدأت في خطواتها الجادة نحو الحث على تفعيل قرار تأنيث المحال النسائية وتوفير فرص عمل للسيدات، ونجحت في إقناع بعض كبار التجار والمستثمرين في العمل على تأنيث المحال النسائية، كما تضامنت معها عدد من الجهات الحكومية، والمؤسسات والشركات.[c1]الحد من الترقيم[/c]وعبر عدد من النساء عن غبطتهن بالقرار الملكي وقالت نادية العبدلي: إن هذا القرار سيحفظ للمرأة كرامتها خصوصا بعدما كثرت الشكاوى من بعض العمالة الوافدة، التي ظهر منها بعض طرق الابتزاز بعدما كثرت طرقهم بترقيم الفتيات وإغوائهن.وأضافت إن قرار الملك الحكيم سيسكت الأفواه المتناقضة مع حاجة تأنيث محال الملابس النسائية، وسيتيح فرص وظيفية لأكثر من 6 آلاف فتاة عاطلة عن العمل، وأغلبهن يعلن أسرا أو مطلقات أو خريجات جامعيات ولم ينلن فرصا وظيفية.[c1]ثقافة معاصرة[/c]وقال الاختصاصي الاجتماعي شجاع القحطاني إن عمل المرأة وخاصة في المحلات الخاصة بالنساء يسهم في دعم المجتمع، ويسهم في بلورة ثقافة جديدة معاصرة، تهتم بالمرأة كإنسان له حقوق وعليه واجبات، وأنها عضو فعال مثمر في المجتمع.وعن التأثير الإيجابي الاجتماعي الناتج من تأنيث عملية البيع النسائية، رأى القحطاني أن التأثير سيكون إيجابياً، خاصة في المحلات التي تختص بالملابس النسائية وخاصة الداخلية، لأن المرأة تعرف ماذا تريد وتحتاج المرأة مثيلتها، وبالتالي سيكون من السهل والأفضل أن تتعامل مع امرأة مثلها، وكما أراه قرارا إيجابياً، ويصب في مصلحة الوطن وأبنائه، فلماذا نستقدم عمالة أجنبية ولدينا أبناء يبحثون عن الرزق الشريف الكريم، ولديهم الرغبة والحماس، والطموح للعمل والنجاح، كما اعتقد أن مثل هذا الأمر سيتيح للمرأة فرصة للكسب المادي، والاعتماد على نفسها، والثقة بالذات، مشيرا إلى أنه لا بد من أن تتوافر في هذه المحلات الخاصة بالنساء مواصفات معينة، كأن تكون في أقسام خاصة بالنساء، كما هو مطبق في مجمع المملكة بالرياض.[c1]الإقناع بالتدريج[/c]وقالت الاختصاصية النفسية وعضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى د.صفية سراج الدين إن المرأة مؤهلة للعمل، والدليل أنها بدأت تعمل ككاشيرة، وأيضا بالجامعة هنا كما نشاهد المرأة تبيع، لكنها تحتاج فقط للدعم وفيما يتعلق ببعض الرجال الذين يرفضون عمل النساء، فينبغي علينا أن نستعمل معهم أسلوب الإقناع بالتدريج، ففي القدم كان تعليم المرأة مرفوضاً، وكان مقصوراً فقط على الذكور، ولكن المجتمع عندما يصدر قرار حاسم يبدأ حينها بالاقتناع به، والاستجابة له ولإيجابياته، كما أن عمل المرأة بمثل هذه المراكز أفضل للطرفين، سواء من الناحية النفسية، حيث تستطيع المرأة أن تأخذ راحتها باختيار المقاس المناسب لها.وأضافت صفية حتى تصبح المرأة مؤهله للعمل بهذه المحلات فينبغي، أن تكون مرنة وصبورة، وتجيد فنون البيع والتأثير على نفسية المشتري، وإقناعه بالسلعة المناسبة له، وذلك بالتحاقها بدورات التسويق، وطريقه التعامل مع الزبائن.[c1]«كاشيرات» كارفور[/c]ونقلت صحيفة «الحياة» السعودية عن مصدر في مجمع «كارفور» بمدينة الخبر أن مكتب العمل في المنطقة الشرقية أبلغ 15 فتاة سعودية بإمكان بدء عملهن في مهنة «الكاشيرات» اعتباراً من مطلع شهر رجب الجاري، بعد أشهر من تجميد توظيفهن.وكانت وزارة العمل أوقفت عمل الكاشيرات إلى حين صدور ضوابط تنظيمية لعملهن.وقال أحد العاملين في أسواق «كارفور»: «تلقينا موافقة وزارة العمل على عمل الفتيات كاشيرات، ولم نواجه أي مشكلات مع جهة رسمية»، مشيراً إلى الضوابط التي تم وضعها «لتنظيم طبيعة العمل، إذ لا نسمح بحدوث اختلاط، فالعائلات هي التي تتعامل مع الكاشيرة. أما العزاب فيحاسبون عند الموظفين الرجال».ورأت المهتمة بحقوق المرأة الأكاديمية نورة الشهري أن بدء عمل الفتيات «كاشيرات» في المنطقة الشرقية بعد نحو 9 شهور من إيقافه، يحقق جملة من الأهداف الرامية إلى تعزيز صورة المرأة، وإمكان عملها في شتى المجالات، مع الحفاظ على خصوصيتها.
نصف مليون وظيفة تنتظر السعوديات بعد قرار تأنيث البيع في المحلات النسائية
أخبار متعلقة