قصة قصيرة
بدا ظهر كفها بضاً كهلال يخرج من عباءة الليل الاسفع، كف ممتلئ وانامل كأنها فرشاة رسام صيني، نحتت من حجر العقيق الزهري، رقيقة تبدو على صاحبتها مظاهر النعمة والعافية، وإذا لا سمح الله واصيبت الكف ذاتها بوعكة صحية، حتماً ستعجز كل الممرضات عن ايجاد وريد في ساعدها لاجل وخزه بحقنة الدواء.اخرجت هاتفها الجوال لترد على المكالمة:- الآن .. استقليت سيارة الأجرة وبدأت تتحرك.- .....................؟- لن أتأخر كثيراً .. انتظرني- ......................؟- حاضر .. ومارقم الغرفة .. اطلب تغيير أغطية الوسادات والسرير.- ........................؟- لا تبالي، لقد أحضرت العشاء وحقيبة الملابس انتهت المكالمة، وهي تتضرع إلى الله عز وجل:يارب عدي ليلة الخميس على خير، واستر علينا بلطفك.نظرات من كان بجوارها واغلب من يستقلون سيارة الأجرة الصغيرة تكاد أن تقطع بشفرات بصرها أنامل يدها، وهي تتفرس بعيون تقدح شرراً محاسنها، كانت معتدلة في تربع مقعدها في الصف الذي يتوسط سيارة الأجرة، وقد حال دون اقتراب احد من الاحتكاك بها ... لأنها وضعت حقيبة الملابس كحاجز لصد أي عدوان أو محاولة المساس بها، على المقعد الذي كان يجاورها وقد دفعت أجرة راكبين .. وكان في الطرف الآخر من الصف راكب باءت مناوراته بالفشل وأحبطت كل مراميه ليلفت انتباهها ليبدأ بالحديث معها .. لأنها منطقة لا يسمح الاقتراب منها ..رن هاتفها مرة ثانية وأجابت:ها .. كل شيء تمام .. نجحت .. دقائق وسأكون أمامك . واصلت السيارة التقدم في سيرها، وعلى متنها من يسأل نفسه (ياترى أين ستنزل هذه الحسناء من المؤكد في المكان المتواعد عليه مع ..)!صوتها أيضاً كان جميلاً. وهي تنبه السائق للتوقف أمام بوابة المشفى المحاذي للطريق العام.