فلاش ثقافي
دمشق/ متابعات:ركزت الكاتبة ضحى مهنا في المجموعة القصصية (حذاء الساعة) الصادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب على تضمينها أكبر عدد من المهارات الضرورية لليافعين في تنمية القدرات العقلية والاجتماعية والنفسية. وحرصت مهنا في مجموعتها التي جاءت في نحو 125 صفحة من القطع الصغير أن تتسم قصصها بالبساطة والوضوح وأن تحمل معاني هادفة متلائمة مع مستوى الطفل الثقافي وواقعه مع مراعاة المستويات الاجتماعية واللغوية والوجدانية المختلفة عند الأطفال. وبقراءة بسيطة لقصص مهنا التسع عشرة يمكن ملاحظة اجتهاد الكاتبة في تصور جوانب الحياة والتعبير عن العواطف الإنسانية ووصف الطبيعة وشرح الحياة الاجتماعية ومساعدة القراء اليافعين في الوصول إلى المثل العليا بما فيها من تأثيرات في أعماق النفوس وتكوين اتجاهات واضحة وقيم متعددة. واعتمدت مهنا على إثارة إحساسات جمالية وانفعالات عاطفية مختلفة ولاسيما لجهة انتقائها للعناوين في مسعى لتسهيل التصور والتخيل عند الطفل في مختلف مراحل نموه وبالتالي يسهل عليه أن يحيا في جو الخبرات الخيالية التي توحي بها القصة وهذا ما نلحظه في عناوين من مثل المياه حياة وكلب يسعف صاحبه والأم الصغيرة وحذاء الساعة. واختارت الكاتبة موضوعات قصصها من الواقع الاجتماعي الممتلئ بالصور المحرضة وفي خلفيتها الصراع بين القوى الخيرة والشريرة فتأتي الأقاصيص ذات أبعاد اجتماعية عامة كالتعاون والإيثار وحب العمل والصدق وغيرها أما الشخصيات فقدمتها الكاتبة تقديماً رشيقاً ورسمت معالمها بعناية وحركتها في طريق مرسوم من البداية حتى الخاتمة فجاءت هذه الشخصيات متسمة بالحرارة والصدق والإقناع ومنسجمة مع مرحلة العمر التي وضعت لها حيث تنمو مقطعاً بعد مقطع فتأتي واضحة متميزة. ولم تقتصر الكاتبة على سبك قصصها ببساطة في اللغة وتركيب الحكاية لجعل الطفل يعتاد القراءة في حكاية بعيدة عن الوعظ والمباشرة المنفرتين إنما عملت في بعض قصصها على تقديم الحلول للعديد من المشاكل التي تجابه الطفل في حياته اليومية عن طريق اكتساب سلوك ملائم وتقليده من فحوى القصة فالطفل يتوحد مع شخصيات ذكرت في القصة القريبة من شخصيته ومن خلال تفاعله معها سوف يكتسب العديد من الخبرات والقيم والاتجاهات والعادات والأنماط السلوكية المختلفة كالنمو اللغوي والعقلي والاجتماعي. واستعانت الكاتبة مهنا في بعض قصصها بالطبيعة وعناصرها وإلباسها لبوس حياة البشر في مسعى منها لتقريب المعنى والهدف العام من المتلقين ولاسيما الأطفال كما في قصة الوعد حيث تتنادى الطيور للهجرة بعد أن اقترب الشتاء الغاضب وكما في قصة الأم الصغيرة حين همست الدجاجة لنفسها: أريد أن تكون لي صيصان صغيرة أحضنها بجناحي. كما دعمت الكاتبة قصصها بمجموعة من الرسومات لعدد من الفنانين بهدف إفساح المجال بشكل أوسع لخيال الطفل القارئ في تصور الشخصيات والحكاية وجعلهم متمكنين من التعرف على بيئتهم بواقعية أفضل. يشار إلى أن الكاتبة ضحى مهنا تحمل الإجازة في اللغة العربية وهي عضو جمعية أدب الأطفال وكانت بداياتها الأدبية من خلال نشرها مجموعة من القصص في الصحف والمجلات. وقد أنجزت الكاتبة مهنا حتى الآن أكثر من عشر مجموعات قصصية للأطفال بينها (الجناحان- الحكم الباطل- حورية النهر- حسان ) أنها كتاباتها الأدبية لم تقتصر على أدب الطفل حيث كتبت عدداً من القصص القصيرة الموجهة للكبار كما في مجموعتها /لا تخافي/ التي تحكي رواية الحياة وتصور حيوات رجال ونساء يعانون في كل يوم ولكنهم يستمرون في حياتهم بشجاعة.