أحييه بتحية هو من أهلها وقد خصني بكرم على كرم حين أهداني الصديق العزيز الأستاذ الدكتور سالم عبدالرب السلفي كتابه الثاني الموسوم بـ (يافع في مصر) بعد زمن غير طويل من إهدائه أياي كتابه المرجعي التوثيقي (من أعلام يافع) والذي كان جمع بين دفتيه توثيقاً لتراجم عن رجالات يافع وأعلامها، قديمهم وحديثهم في نسق جميل وتبويب أبجدي محكم ولغة راقية متأدبة لا ينكرها عليه أحد .. كيف لا وهو أستاذ اللغة العربية علماً وفقهاً .. ولا أخفي سعادتي بها استفدت من ذلك المؤلف المرجعي وقد وجدت فيه ضالتي وأنا أبحث في سلالة سلاطين القارة عاصمة يافع بني قاصد ـ يافع الساحل ـ من آل عفيف أحفاد الإمام شيخ الإسلام الجليل عبدالله بن أسعد العدني اليافعي ونجله الإمام عفيف الدين بن عبدالله بن أسعد اليافعي مؤسس سلطنة بن قاصد بعد أن جاءته رؤوس القبائل والعشائر يعاهدونه عليهم حاكماً.والمؤلف (يافع في مصر) كتاب يقع في مائتي صفحة من القطع الكبير من منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر ضم في محتوياته (دراسات ومقالات ونصوصاً نشر بعضها في مجلات أو صحف ومنها ما كانت على صفحات ـ الشبكة العنكبوتية ـ وبعضها الآخر لم ينشر من قبل)، محورها (يافع) ذات الدلالات العميقة والمآثر البطولية في التاريخ منذ أن سكنت قبائلها من بعد خراب سد مأرب المنطقة من جبال ووديان وشعاب وسهول أخذت كلها اسم يافع انتساباً إلى مؤسسها (يافع بن زيد بن ناعقة بن شرحبيل بن الحارث بن زيد بن دي رعين الأكبر بن زيد الجمهور من أهل حمير) وقد عرفت على امتداد التاريخ (بسرو حمير) وكذلك بشهرة أعلامها وشعرها ونثرها.ولأن بعضاً من هذه الدراسات والمقالات قد نشر في مجلات وصحف وهي في واقع الأمر قد تكون فائدتها من ذلك مؤقتة كما يقول الدكتور السلفي ما ينتج تفاعلاً محدوداً معها .. فكان لابد له من أن يضمها في كتاب، فكان الخيار صدور كتاب بعنوان “يافع في مصر” وهو عنوان استمده من عنوان مقالة له نشرت في مجلة “تواصل” التي تصدرها السفارة اليمنية في القاهرة موسومة بـ “أعلام يافع اليمانيون في مصر” ثم أعاد نشرها في موقع الجمعية الخيرية اليافعية بالشبكة العنكبوتية - الانترنت - . وحين وجد اهتمام القراء بهذه المقالة بادلهم الاهتمام بها فوسع في معلوماتها وأضاف إليها معلومات جديدة وعدل في بعضها الآخر ودقق في المعلومات ونسبها إلى مصادرها - كما جاء في حديث مقدمته - وبذلك تحولت المقالة إلى دراسة علمية يصح الاعتماد عليها والركون إليها، كما قال.وأما الدراسات الخمس الأخرى فكانت إحداها عن شعر القاضي أبي بكر اليافعي جمعاً وتوثيقاً ودراسة اشتملت على بحث علمي لهذا القلم الفقيه والأديب. والثالثة تحقيق في مخطوطة لشيخ الإسلام الإمام عبدالله بن أسعد العدني اليافعي المؤرشفة في خزائن مكتبة بلدية الإسكندرية بمصر ونسختين أخريين في دار الكتب والجامع الكبير بصنعاء وهي لمنظومة طريفة تناول فيها الإمام الشهور الرومية - من تشرين الأول إلى إيلول - يذكر فيها أهم مميزات كل شهر منها وما ينصح فيه من مأكل ودواء ورداء وغيرها من الأمور.الدراسة الرابعة خص بها المؤلف ترجمة للشاعر الشيخ عبدالرحمن اليافعي، أما الخامسة من دراسات هذا الكتاب فقد اعتنى المؤلف من خلالها بالأديب والشاعر (وصاحب الكتابة الصحفية الراقية) الأستاذ فضل النقيب - رعاه الله - وقد سبق أن نشرت في مدونته في - الشبكة العنكبوتية - بعد أن نشرت في صحيفة الأيام.أما الدراسة السادسة والأخيرة فكانت من نصيب : “لذة الملحون في فصيح ابن شيهون” وهي مقالة في النقد الأدبي تناول من خلالها إحدى قصائد الشاعر محمد عبدالله بن شيهون “المرفأ المهجور” وهو العنوان ذاته الذي وسم الشاعر به اسم ديوانه أيضاً.