بيروت/متابعات: صدر حديثاً عن دار (الساقي) كتابان جديدان هما (مصر التي في خاطري) تأليف دلال البزري، والكتاب الثاني هو (الفتوحات العربية في روايات المغلوبين) تأليف حسام عيتاني.يقع الكتاب الأول (مصر التي في خاطري) تأليف دلال البزري في 192 صفحة، ويضم قصصاً حية عاشتها المؤلفة في مصر قبل سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، وتقول فيه ( المصريون قبل الثورة كانوا أضعف من النظام. تحملوا الفقر والفساد وقمع الحريات. لكنهم تمكنوا مؤخراً من تخطّي الخوف فبادروا وقرروا بأنفسهم). يصف هذا الكتاب أوجهاً من حياة مصريين ومصريات في نهاية عهد مبارك. قصص حية تعبر عن عقلية أو موقف أو أزمة. هذه القصص عاشتها الكاتبة، أو استمعت إلى أبطالها، أو شاهدتهم، أو تواطأت معهم: من الحجاب والنقاب، أكثر الظواهر شيوعاً في مجتمع ما قبل سقوط مبارك، إلى العلاقة بين النساء والرجال، وحركة أجساد النساء وما تنضح به، إلى الحالة الدينية وتمظهراتها في يوميات الناس، وصولاً إلى المثقفين ودورهم في تحمل المسؤولية. مؤلفة الكتاب دلال البزري كاتبة وباحثة لبنانية. من مؤلفاتها (دنيا الدين والدولة)، (غرامشي في الديوانية)، (أخوات الظل واليقين)، (السياسة أقوى من الحداثة)، و(مصر ضد مصر) الصادر عن دار الساقي.
أما الكتاب الثاني فحمل عنوان (الفتوحات العربية في روايات المغلوبين) تأليف حسام عيتاني، ويقع في320 صفحة، وهي المرة الأولى التي يقدم كتاب باللغة العربية الروايات التي سجلتها الشعوب المغلوبة عن الفتوحات، بالاستناد إلى المصادر الأصلية. ومن الإخباريين البيزنطيين إلى القساوسة الأقباط ورجال الدين الزرادشتيين والمؤرخين الصينيين، إلى المدونين اليهود والرهبان الأسبان، ترتسم صورة مختلفة وجديدة للفتوحات العربية بصفتها حدثاً عالمياً. الفتوحات العربية حدث تأسيسي للتاريخ العربي - الإسلامي. لكن أصوات الشعوب المغلوبة غابت عن المدونة العربية غياباً كانت له تبعات سلبية على تشكيل صورة العرب والمسلمين عن أنفسهم.إن الفتوحات، بخروجها من أراضي الجزيرة العربية، تحولت إلى حدث متعدد الأطراف، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من سكان البلاد التي قصدتها الفتوحات ظلت على دياناتها واعتقاداتها الاجتماعية، كما احتفظت ببناها السياسية والاقتصادية في العديد من الأماكن التي وصلت جيوش الفتح إليها. وظهر بعد انحسار موجة الفتوحات من قدم روايته للأحداث. يدعو هذا الكتاب إلى إعادة تقييم الرواية التقليدية العربية للفتوحات، وللتاريخ العربي -الإسلامي برمّته، وعرضها على النقد والبحث العلمي، كمقدمة لازمة لإنتاج فهم حديث يساهم في التقدّم الحضاري وكسر القوالب الجامدة التي سجن العرب أنفسهم فيها، من جهة، وتلك التي دفعتهم إليها بعض مدارس الاسشتراق العنصرية، من جهة أخرى. مؤلف الكتاب حسام عيتاني هو كاتب لبناني وصحفي في جريدة الحياة. صدر له عن دار الساقي (هويات كثيرة وحيرة واحدة).