قصص قصيرة
لم يبق للعيد إلا أيام قليلة، ومازال صالح يبحث عمن يقرضه المال ليشتري خروف العيد فمسألة الملابس لأولاده قد قام بحلها، فقد غسلوا ملابس العيد الماضي ورشوا عليها بعض العطور ووضعوها في أكياس حافظة لتبدو جديدة ولكي لا يعيرهم أصدقاؤهم أو احد أقربائهم بان ملابسهم ليست جديدة، فجأة طرق الباب.- من؟-افتح يا صالح أنا صديقك سامي.-سامي أهلا وسهلا بك .. رددها بفرح .-حسنا.. سأخرج لملاقاتك الآن.خرج صالح بعد أن ارتدى قميصه، ومن شدة عجلته جعل بعض الأزرار في غير موقعها، وعندما واجهه سامي قال صالح : -هل جلبت لي ماطلبت ؟ - ضحك سامي..-لماذا تضحك؟-اضحك..أنظر إلى قميصك . -لا عليك منه الآن وقل لي : كم جلبت لي من المال..-هذه ما استطعت أن اجلبها 5000 ريال-يقول بصدمة..خمسة آلاف ريال ماذا اعمل بها؟-هذا ماعندي فانا مشغول الآن هل تريد أن أردها لصاحبها، أم ستأخذها !-لا لا لا ..سآخذها.اخذ صالح المبلغ من صديقه سامي ، وظل يفكر ..كيف سيتصرف ..وماذا سيشتري بهذا المبلغ كونه لايكفي لشراء خروف العيد، فأولاده مشتاقون لأكل اللحم فهم لم يذوقوه إلا في العام الماضي، وظل يفكر في طريقة ما تجعل أولاده يقتنعون بان لديهم خروفاً ذبحوه للعيد ويقنع أقرباءه الذين سيزورنه لتناول وجبة الغداء بأن لديه لحماً، فخطرت على باله فكرة..احتفظ بالمال الذي اقترضه من صديقه، إلى أن اقترب مجيء العيد قال لأولاده لقد اشتريت خروف العيد ووضعته في بيت صديقي سامي مع خروفه، كما تعلمون يا أولادي لايوجد مكان له في البيت، صدق أولاده حديثه إلى أن جاء يوم العيد وفي الصباح الباكر خرج صالح إلى المسلخة واخبر الذابح بأن يعطيه لحماً بمبلغ 5000ريال وان يعطيه جلد خروف مسلوخ، وعند عودته إلى المنزل وجد أقرباءه يريدون مساعدته على ذبح الخروف ولكنه أتى في الوقت المناسب بعد دخولهم المنزل بدقيقة ماسكا في يده جلد الخروف وفي يده الأخرى كيساً بلاستيكياً فيه لحم .