نافذة
الغذاء صراع جوهري أزلي للإنسان من أجل البقاء، ومازال وطننا العربي يعاني من أزمة الغذاء رغم المبادرات والمعونات على المستوى الداخلي والخارجي لحل الأزمة.إن سبب اعتماد الوطن العربي على المصادر الخارجية لإطعام السكان،هو تخلف القطاع الزراعي في الخطط التنموية العربية من جهة، ومن جهة أخرى العوامل الديموغرافية والطبيعية، وتتضمن الثقل السكاني على المدن بسبب الهجرة الواسعة المتزايدة من الريف إلى المدينة لطلب العمل وتحسين الوضع المعيشي .. وكذلك وجود خلل واضح في الإدارات التنظيمية والإدارية في الوطن العربي وتقلص أهمية القطاع الزراعي في الهيكلة الاقتصادية، وزيادة البطالة، والفقر، لعدم استغلال الطاقات الموجودة لتغطية احتياجات الأسواق المحلية وخلق فرص عمل لعدد كبير من شرائح المجتمع العربي، والحد من الهجرة، والاستفادة من الكوادر العلمية والعملية وتحديد معدلات نمو الانتاج والطلب الاستهلاكي على المنتجات الغذائية للحصول على الاكتفاء الذاتي المحلي.علماً أن الوطن العربي يمتلك أراضي مهمة ومساحات شاسعة قابلة للزراعة لكنها غير مستغلة تقدر بحوالي (197) مليون هكتار و موارد بشرية تبلغ (297.1) مليون نسمة حسب التقرير الاقتصادي العالمي لعام 2000م.كما أن من العوامل المهمة العامل الديموغرافي المتمثل في التزايد السكاني الذي مازال يشهده الوطن العربي وبحجم متسارع وبمعدل بلغ تقريباً حوالي 3 % سنوياً في عام 2000م.وبالرغم من وجود أزمة في المياه - بسبب تدني مصادر المياه وسوء استغلالها والانتقال من الزراعة المطرية إلى الزراعة المروية ما أدى إلى استهلاك المياه الجوفية - تتفاقم مشكلة الغذاء ليس في النوعية فقط وإنما في الكم كذلك .