الخصوبة الكلية في اليمن والتقديرات المستقبلية للسكان
أوضحت دراسة حول المشكلة السكانية والتنمية في اليمن أعدتها لجنة الصحة والسكان بمجلس الشورى في مايو 2010م أن من أهم المؤشرات التي تبين الأوضاع السكانية هو معدل الخصوبة الكلية ويعرف هذا المعدل بأنه متوسط عدد الأطفال الذي يمكن أن تنجبه المرأة خلال فترة حياتها الإنجابية الواقعة ما بين (15 و 49 سنة) ومعدل الخصوبة هو متغير أساسي من المتغيرات السكانية التي تؤثر على حاضر ومستقبل الأوضاع السكانية لأي بلد ، ومعدل الخصوبة في اليمن من المعدلات العالية إن لم يكن الأعلى على مستوى دول المنطقة بل ودول العالم . وبلغ هذا المعدل 6 مواليد بالمتوسط للمرأة في اليمن مقابل 3.2 مولود في مصر ، 3.5 مولود في سوريا ،4.8 مولود في السودان وهذا يعكس انخفاض الوعي الصحي لدى الأزواج وضعف الاهتمام بالصحة الإنجابية بما في ذلك تدني نسبة النساء اللاتي يستخدمن وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة الذي لا يتعدى 23 % ( حسب نتائج مسح صحة الأسرة) من النساء في سن الإنجاب شاملاً ذلك الوسائل التقليدية ولا تزيد نسبة من يستخدمن الوسائل الحديثة عن 14 % فقط ( مسح صحة الأسرة 2003م) وهذا المعدل منخفض إذا ما تم مقارنته بالعديد من الدول ومنها الدول العربية حيث يتراوح معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة في اغلب البلدان العربية بين 45 % و 65 % في أوساط النساء المتزوجات في سن الإنجاب وهذا ما يجعل اليمن من أكثر دول المنطقة المرشحة لاستمرار النمو السكاني بشكل كبير حتى وإن بدأ معدل الخصوبة في الانخفاض في الفترة القليلة الماضية وإمكانية استمرار ذلك في المستقبل حيث من المؤكد أن انخفاض هذا المعدل يتم بشكل بطيء خاصة في المجتمعات التي لا تزال فيها الأمية منتشرة بين النساء بشكل كبير ولا تتوفر فيها خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بدرجة كافية كما هو الحال في اليمن في الوقت الحالي حيث لا تزال نسبة الأمية بين النساء تصل إلى حوالي 71.7 % في الريف حسب تعداد 2004م.[c1]التقديرات المستقبلية للسكان [/c]وبحسب الدراسة فإن التقديرات لحجم السكان وخصائصهم تعتبر من أهم الطرق العلمية المعتمدة في التخطيط التنموي ورسم السياسات المستقبلية الهادفة إلى تقدير الاحتياجات وتوفير الموارد اللازمة لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ونوهت الدراسة إلى الاتجاهات المتوقعة لتطور حجم السكان خلال السنوات السبع والعشرين القادمة وآثاره المتوقعة على أهم قطاعات التنمية وهي فترة طويلة المدى نسبياً وكان من الصعب رسم ملامحها لولا تعاون كافة الجهات المعنية وتوفير بيانات ومعلومات سكانية كافية من خلال التعدادات والمسوحات الميدانية المتخصصة التي تم تنفيذها في اليمن حتى الآن. ولفتت الدراسة إلى انه قد تم الحصول على هذه التقديرات من خلال اعتماد ثلاثة افتراضات لاتجاهات معدل الخصوبة البشرية في الفترة التي تغطيها هذه الإسقاطات السكانية والتي وضعت من قبل خبراء متخصصين في العمل وبالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة تم عمل تقدير للسكان في ضوء الافتراضات التالية: - ثبات معدل الخصوبة الحالي ويسمى البديل الأول 6.5 مواليد بالمتوسط للمرأة خلال السنوات القادمة. - تقديرات الأمم المتحدة الخاصة باليمن ويسمى البديل المتوسط ( الثاني ) وينخفض فيه معدل الخصوبة إلى 3.3 مواليد للمرأة في إطار التقديرات لدول العالم. - خفض معدل الخصوبة من 6.0 مواليد للمرأة إلى 3.3بحلول عام 2025م ويستمر بالانخفاض ليصل إلى معدل 2.1 مولود لكل امرأة عام 2035م بما يحقق أهداف السياسة الوطنية للسكان ويسمى البديل الطموح ( الثالث). [c1]تقديرات إجمالي السكان [/c]وأشارت الدراسة إلى انه في إطار الافتراضات المذكورة سابقاً وفي إطار تقديرات الأمم المتحدة فان حجم السكان سيزيد في جميع الافتراضات ولكن بأرقام مختلفة حيث سيصل سكان اليمن إلى 61 مليون نسمة بحلول عام 2035م طبقا لافتراض ثبات الخصوبة وسيصل إجمالي السكان إلى 43 مليون نسمة طبقاً لافتراض انخفاض الخصوبة البديل الثالث إلى 3.3بحلول 2025م و 2.1 مولود لكل امرأة عام 2035م أما البديل المتوسط والمتمثل في انخفاض الخصوبة إلى 3.3 مولود عام 2025م وثبات هذا المعدل حتى نهاية الفترة فسوف يصل عدد السكان إلى 46 مليون نسمة. ويلاحظ الفرق الكبير بين الافتراض الأول والثالث الذي يصل إلى 18 مليون نسمة في حالة ثبات الخصوبة وسينعكس ذلك على كل مجالات الحياة التي سنلاحظها من خلال استعراض تأثيرات الخصوبة على القطاعات الأخرى.