على مدى تاريخهم الطويل. كما يرى انجرامس ( هناك قلة من الأقطار تعيش نسبة كبيرة من سكانها في المهجر مثل حضرموت حيث يقدر عدد المهاجرين من حضرموت بين 20 % إلى 30 % من عدد السكان المقدر للقُطر، ويعيش اغلبهم في الهند الشرقية وشرق إفريقيا ومصر وبعض الأقطار الأخرى المطلة على البحر الأحمر.
هذا قبل ان تتحول الهجرة الحضرمية إلى بلدان الجزيرة العربية والخليج العربي بعد اكتشاف النفط .
ومن ضمن الإحصائيات البريطانية لعدد المهاجرين الحضارم في اندونسيا والملايووالهند وشرق إفريقيا والسودان ومصر في عام 1935م فإن عددهم كان (102103) وهو ماكان يساوي نصف عدد سكان الإقليم الحضرمي كما يقول محمد عبدالقادر بامطرف (الهجرة اليمنية) ولاشك ان هذا العدد تضاعف كثيرا منذ ذلك التاريخ، وبحسب بعض الإحصائيات الأخيرة فإن عددهم في شرق آسيا وحدها بلغ 25 مليونا، لكن اغلب هؤلاء اندمجوا في تلك المجتمعات .
منذ زمن بعيد، جلب (الفتح الحضرمي) السلمي عبر التجارة إلى كل البلدان التي تواصلوا معها او استقروا فيها دينهم الإسلامي ولغتهم العربية التي دخلت كثير من مفرداتها إلى لغات كل البلدان التي وجدوا فيها، حيث يقدر عدد المفردات العربية 25 % من مفردات اللغة الصومالية، واللغة العربية هي اللغة الثانية في الصومال، وهي لغة إلزامية في المدارس، والدين الإسلامي هو الدين الرسمي للدولة، وفي شرق إفريقيا (كينيا، تنزانيا، واوغندا)فإن 40 % من مفردات اللغةالسواحلية هي مفردات عربية، وبعض العلماء يقدرون نسبتها في زنجبار 70 %.
- ماذا كنت تفعل ياجدي في تلك الاقاصي، في ليالي غربتك ؟
- وماذا غير الموسيقى ..الدان والغناء والطرب والرقص الحضرمي استعيد بها ذلك الحنين الجارف إلى حضرموت ..الأهل والولد !!
وبمثل مادخلت مفردات اللغةالأندونيسية مع العائدين من المهاجرين وأبنائهم المولدين هناك إلى اللغة العربية في حضرموت فقد دخلت المفردات العربية هي الأخرى إلى مختلف اللغات السائدة في جنوب وجنوب شرق آسيا، كما نقل المهاجرون الحضارم إلى مهاجرهم في اندونيسيا، كذلك الحال في شرق إفريقيا.
يقول عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي : “يحتفظ المهاجرون في شرق إفريقيا ومازالوا بكم هائل من الموروث الاجتماعي والفني والثقافي ...فإحياء مناسباتهم الاجتماعية كالزواج تقام بنفس مراسيم الحفلات المتعارف عليها في مسقط الرأس.