ومضات قلم
يخلع صوت صدى الشارع المظلم عتمة ستار الظلام من أعيننا البشرية القابعة في بحور الصمت المجبرة، تخترق أعماق نفوسنا الغاضبة، فتتفجر قنبلة موقوتة كان مسكنها بركاناً خامداً، تراكمت عليها أشلاء أجساد حية كانت بالأمس مجرد أشباح تمشي منكسرة على حافات الطرق الواسعة، تحارب الليل والنهار دون توقف من اجل لقمة العيش اليومية لترجع إلى مقابرها مذلولة مجردة من الإنسانية، فتطعم أولادها أحجاراً بدلاً من الرغيف وسماً بدلاً من السمك لتسكت أفواها جائعة تنتظره.و تستمر المعركة صباحاً ومساء لإيجاد الحلول في زمن أصبح فيه الرجل شبحاً يتوارى خلف منصة من بطش الشيطان وعذابه المرير في ساحة حرية! تعقد فيها الصفقات المربحة تباع الضمائر من اجل ثروات وسلطات عليا يدفع ثمنها الباهظ مقابل قفل يعلق على فم كل واحد منهم.لعنة غجرية نزلت على الشرق الأوسط لتنام العروبة على مهد المراوغة حيث عجز أمير الصدق والنزاهة عن الوصول إليها لتخليصها من لعنتها المشئومة وكانت النتيجة المؤلمة ولادة أجيال في ظلام السجن يحملون قلوباً ثائرة تحفر حريتها بأنامل عارية يتسلحون بسيوف الكرامة والشهامة يحمون صدورهم بالإيمان ويصدون سهام الغدر بدرع الحقيقة ويضعون على رؤوسهم طاقية المعرفة والعلم، يلتحفون حذاء الجهاد من اجل الحفاظ على الإنسانية يزمجرون كالصاعقة تحت راية واحدة وروح واحدة في حرب الجوع المندلعة، يصارع فيها الوطن أخطبوطاً يهاجم بكل قسوة وضراوة جسم وطننا الهزيل في معركة أصبح ضحيتها الشباب مستقبل الغد.. ينتظرون بزوغ شمس الحرية.