قصة فصيرة
بشرى بدر:حين قال لـها : هـاتي عمـرك .. وامنحيني الإخلاص و الوفاء .. قالت له : هـو لك ..فـذلك حـق شـرعي حفظـه لك الله ــ جـل و علا ــ والأخلاق و المجتمع ..و لما بـدأ أول نبض لقلب بين أحـشائها سـمعـته يقـول : -أمي .. أريـد ما يحلـو لي من صفاتك .. قالت وقد أذاب النداء حـشاشتها- أتقول أمي ..؟!! خـذ / خـذي ما شـئت.. فهو إرث بيولوجي وهبـك الله إياه ... و كمـا ورثتـه سـيكون يوماً لفـلذة لك ...وإذما شـب عن الطوق قال : أريـد ما جنيت في الحياة .. لأبـدأ حياتي..قالت : -هو لك .. هو لك آجلاً فخـذه عاجلاً .. و إن لم يكن أحـد قد جنى لي ...فلمـا قيـل لهـا : هاتي حـرفك .. هاتي قلبـك ..خبـأت القلم تحت الجنـح الأيـسر من صدرها .. و ارتجف الخوف فيها :-لا .. لا .. أهـديكم كلّ نفيـس إلا هـذين .. همـا حـق لا أملك إهداءه.. حرفي امتداد شـريان قلبي .. وقلبي لا أملك زمامه .. مـذبـات رهـن قلبـه ...حين أفاقت كانت تصرخ : لا .. لا .. لتدرك أن النـوم سـرق أجفانها .. و مال برأسـها على طاولة المكتب .. لكن يدها ظلـت متشنـجة على القلم .