الرباط/متابعات:صدر حديثاً للروائي المغربي محمد الهجابي عن (دار أفريقيا الشرق) بالمغرب، وبرسم سنة 2011، عمل روائي جديد، في نحو 226 صفحة، موسوم بـ(إناث الدار)؛ وهو رابع عمل يصدر له بعد (بوح القصبة)(2004)، و(زمان كأهل) (2004)، و(موت الفوات) (2005). هذا وسيصدر له قريباً عمل روائي خامس موسوم بـ(كل هذا).وتعرض رواية (إناث الدار)، بالأساس، لفترة دقيقة من تاريخ المغرب المعاصر من النصف الأول من ستينات القرن العشرين، واتخذت مدينة تطوان بشمال المغرب مسرحاً لوقائع حصلت بفعل آثار ما بات يطلق عليه بـ(حرب الرمال) لسنة 1963. ويعد حميش الشخصية الأساس التي تخترق كافة مشاهد الرواية التي وزعت هذا العمل السردي إلى شطرين رئيسيين. أولهما يحمل عنوان (بالأبيض والأسود)، وثانيهما يحمل عنوان (بالسكوب والألوان).وقد لخص الباحث المغربي عمر نعسيلة هذا العمل في هذه الفقرة، إذ يقول: (إناث الدار رواية يسترجع فيها البطل مشاهد من طفولته في مدينة تطوان أثناء حرب الرمال بين المغرب والجزائر؛ حرب شارك فيها الرجال الجنود لدار يسكنونها مع عائلاتهم، فبقيت إناث الدار تحت رعاية البطل الطفل) فقط بعد لقائي بالشيوعيين في بداية السبعينات سأعرف أن حملة الاعتقالات التي وسمت فترة الستينات إنما استهدفت مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وشيوعيين ومناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد حميد برادة. في ذلك الوقت، في تلك السنوات البعيدة، لم يكن يعنيني أن أدرك هذه الأمور (كيف أدرك وأنا طفل بعد، وابن جندي إلى ذلك؟) قدر ما كان يهمني أن أتدبر شؤون الدار. أهتم بأحوال إناثي في المرتبة الأولى. هذا الكلام أفضيت به إلى الهلالي وأنا لا أني أنظر إلى ميناء الساعة في معصم يدي اليسرى..).وحمل ظهر غلاف رواية (إناث الدار) مقتطفاً ندرجه في ما يلي: (منذ أسابيع، كف كشكوش عن تزعم مظاهرات التلاميذ، فتوقّف جري الصغار، بالتالي، بين الدروب والأزقة مساء كل يوم تقريباً. استغنى كشكوش عن الزعامة. ولم يرد أحد أن ينوب عنه أو يعوضه. طالبوه بها ولجوا عليه، فرفض. أما لماذا؟ فلم يفض بمبرر. كرسي الزعامة شاغر الآن. قبل ذلك بأيام كان حميش قد بارح المظاهرات. الإحساس بالروتين والملل قد يكون وراء هذا الانكفاء. ثم ألا يكون ما سمع من حديثٍ دار بين إبراهيم ولآلة منانة هو الواعز؟ قال إبراهيم إن الحرب آفةٌ. ومن يدعو إليها، بهذا الشكل أو ذاك، وبهذه الصفة أو تلك، إنما هو كمن يفرغ المزيد من الزيت على النار التي ستأكل الجميع في الختام. وأخبر إبراهيم لآلة منانة بأن بعض الأفراد من أهل السياسة والتحزب اعترضوا على الدعوة إلى الاقتتال أو مناصرة الاحتراب بين الأشقاء، فكان مآلهم الحبس أو الحكم بالإعدام).
أخبار متعلقة