رسائل (sms) ألزمت (600) طالبة بحضور الاختبار
الرياض / متابعات :هلع وفزع وخوف شديد عانت منه طالبات جامعة الملك عبدالعزيز اللاتي احتجزهن سيل الأربعاء المخيف اثر الأمطار والسيول التي اجتاحت جدة، وقد نالت الجامعة نصيبها من السيول التي تسببت باحتجاز 600 طالبة عشن ساعات طويلة من الصباح الى وقت متاخر من المساء في خوف وهلع ومنهن من اصبن بالاغماء اثر مشاهدتهن السيل يدخل عبر اسوار الجامعة ويتسبب في نشوب حريق في مبنى ويهدم مبنى آخر. وسائل الإعلام التقت بالطالبات اللاتي تعرضن للاحتجاز وعبرن عن تاثرهن الشديد بما واجهنه من سيل الأربعاء المخيف المفزع كما اسمينه. في البداية تحدثت الطالبة إلهام حسن من قسم علم النفس المرحلة الاخيرة قائلة: ما زلت اعاني من الصدمة الشديدة رغم ان السيل هو نعمة من الله تعالى على العباد ولكنه بالنسبة لمحافظة جدة عامة هو كارثة وما تعرضت له الجامعة خاصة أمر اليم ومفزع، حيث إنها صرح كبير احتوانا وشملنا بالعلم والمعرفة لسنوات عديدة أوشكت ان تنتهي خلال ايام، وكنت أتمنى أن أتخرج منها بذكريات جميلة حالمة بعيدة كل البعد عن الرعب الشديد الدي تعرضنا له الأربعاء الماضي. وأضافت إلهام «بمجرد أن لا حظنا تغير الطقس وبدأت السماء تظلم طلبنا من المسئولات بالجامعة العودة إلى منازلنا ولكنهن اصررن على ان نؤدي الاختبارات وما ان بدانا الاختبار حتى سقط المطر الشديد وخلال ثوان اجتاح السيل القاعات والمعامل وتم اخلاؤنا الى قاعة المكتبة المركزية فتكدسنا هناك، وعندما حاولنا الاتصال بذوينا انقطع التيار في المكتبة واجتاح السيل الجامعة من كل جانب وشاهدنا بأعيننا المبنى الخاص بشؤون الطالبات يحترق ويتبعه المبنى 420 الذي انبعثت منه النيران والدخان، بالاضافة الى سقوط سقف البوابة الشمالية، كما أبلغتنا المسؤولات بالجامعة حين حاولنا الخروج، ما ضاعف من خوفنا ورعبنا الشديد واصبحنا نتوقع ان يطالنا الغرق او الحريق اي لحظة فتوجهنا بالدعاء الى الله تعالى ان ينجينا مما نحن فيه. وكلما اجتاحت السيول الجامعة تعالت صرخات الطالبات وخصوصا عندما غرق المبنى التاسع فاصبح مثل الخندق وشاهدنا الاسلاك الكهربائية تكاد تلامس الارض مما افزعنا كثيرا ولم ندرك الى اين نتوجه غير أن تلهج السنتنا بالدعاء وبعث لنا الله تعالى رجال الدفاع المدني حيث وقفوا الى جانب موظفي وموظفات الامن ونقلونا لمبنى سكن الطالبات لأنه اكثر امانا ولكن حينما توجهنا الى هناك سقطت احدى الطالبات في حفرة تغطيها المياه فاخرجناها نحن الطالبات سريعا واصبحنا نسير بخوف شديد خشية السقوط في الحفر والمجاري المائية الموجودة في الجامعة والتي كشف غطاؤها ونحن ننتقل ونسير بخوف وهلع ومياه السيول اغرقت المكان، وفي وقت متاخر من الليل هدأ المطر وقامت احدى المسؤولات بالجامعة بالتطوع لايصال ما استطاعت من الطالبات الى منازلهن وكنت من ضمنهن وقام بعض المتطوعين من اولياء الامور بايصال بعض الطالبات و قامت باصات الجامعة بنقل الطالبات الاخريات بينما بقيت من لا يستطعن العودة الى منازلهن لسوء الطرق في الجامعة الى آخر الليل. واوضحت طالبة رفضت ذكر اسمها انها تلقت رسالة نصية على الجوال من الجامعة جاء فيها «حيث إن الجو اعتدل فالدراسة منتظمة اليوم وغدا والمحاضرات مستمرة، ولن يتم التعويض عنها فمرحبا بكن». وقالت «لقد بعثت الجامعة الرسالة لطالبات البكالوريوس والماجستير الخميس والاربعاء الماضي رغم التحذيرات التي اطلقتها الجهات المعنية عن احوال الطقس فكان لابد من ان نمتثل لأوامر ادارة الجامعة وخصوصا انها فترة اختبارات وبالفعل توجهنا للجامعة الاربعاء بالرغم من ان الطقس منذ الصباح غير معتدل، وبمجرد دخولنا لقاعة الاختبارات هطل المطر الغزير وبالرغم من ذلك لم يسمحوا لنا بالخروج من الجامعة الا بعد اداء الاختبارات وبالكاد استطعنا الخروج من الجامعة التي احاطت بها المياه من كل مكان بالاضافة الى انهيار السور، وركبنا السيارة وسط هلع وخوف شديد واحتجزنا السيل بالقرب من الجامعة في شارع الاندلس ما يقارب 3 ساعات الى ان جاء فرج الله وعدنا في وقت متاخر منهارات. واضافت ان الرسائل تكررت من اليوم الذي قبله بالرغم من التحذيرات من هطول امطار غزيرة يوم الاربعاء، ورغم اتصالنا واستفسارنا من الجامعة عن الحضور وعدمه الزمونا بالحضور للاختبار وبالفعل ما ان وصلنا الساعة الثامنة صباحا حتى بدات الامطار تهطل وطلبنا من المشرفة علينا الخروج قبل ان يشتد المطر فقالت ان ادارة الجامعة لم تسمح بذلك ويجب ان نتابع الاختبار وحدث ما حدث .. اصوات الطالبات في القاعات الاخرى تتعالى لمشاهدتهن مبنى الشؤون ينهار وانقطاع التيار الكهربائي فقاموا بنقلنا الى مبنى اخر فواجهنا المثل، حيث احاطت بنا المياه من كل جانب والخوف والهلع والرعب الشديد ليس من هطول المطر ولكن بسبب ان كل شيء حولنا أوشك على الانهيار والارض تصدعت والمياه تاتي من خلف الاسوار القصيرة الى داخل الجامعة بتدفق شديد تقضي على كل ما يعترضه.