ابتكارات
ابوظبي/ متابعات:شاركت فاطمة الكعبي ورشدية الزيودي باختراعهما في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط الذي أقيم في نوفمبر الفائت في دولة الكويت بتنظيم من مكتب جنيف للاختراعات وحصلتا فيه على ميداليتين ذهبيتين مع مرتبة الشرف لأحسن اختراع على مستوى العالم وتأهلتا للمشاركة في المعرض العالمي للاختراعات العالمية في جنيف بالإضافة إلى حصولهما على جائزة نقدية قيمتها 25 ألف ريال سعودي مقدمة من مكتب براءات الاختراعات في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجيو كذلك حصلتا على المركز الأول من مكتب براءات الاختراع على مستوى دول الخليج العربي وتتمنيان أن تحصلا على براءة اختراع عالمية، وأن يطبق هذا الجهاز في احدى وكالات السيارات المعروفة.وتمكنت المهندستان الميكانيكيتان الاماراتيتان فاطمة الكعبي ورشدية الزيودي من ابتكار جديد ينسجم مع تخصصهما الذي تخرجتا منه حديثا من جامعة الامارات ويقدم دليلا أكيدا على أن الفتاة الاماراتية تسهم بإبداعها وعلمها وانتمائها لبلدها في دفع عجلة النمو والتطور ورفع اسم بلدها عاليا في سماء المجد والعلم. تقول فاطمة الكعبي توضح فكرة الجهاز الذي ابتكرته وزميلتها، والسبب الذي دفعهما وراء ذلك وتقول:” حين كنا في السنة النهائية في جامعة الإمارات ندرس الهندسة الميكانيكية فكرنا بأن يكون مشروع تخرجنا مميزا ونقدم فيه أفكارا جديدة لم يسبقنا إليها أحد، فلفت انتباهنا أن معظم الناس في دول الخليج العربي ومنها الامارات يعانون من مشكلة ارتفاع درجات الحرارة داخل المركبات عند وقوفها لمدة زمنية طويلة تحت أشعة الشمس (خاصة في فصل الصيف) فتؤثر الحرارة داخل المركبة على العمر الافتراضي للمواد المكونة للسيارة هذه المشكلة الشائعة كانت نقطة الانطلاق، تتابع فاطمة: انصب تفكيرنا على حل هذه المشكلة، فقمنا باختراع جهاز لتبريد المركبة عن طريق استخدام تطبيقات الأنابيب الحرارية بحيث يعمل هذا الجهاز على نقل الحرارة من داخل المركبة إلى خارجها. وتضيف الزيودي :” المبرّد عبارة عن أنابيب حرارية يوجد نصفها داخل المركبة والنصف الآخر خارجها، يحتوي النصف الموجود داخل السيارة على سائل يغلي عند درجة حرارة معينة والحرارة المرتفعة داخل المركبة سوف تساعد السائل على الغليان بحيث يمتص الحرارة وتبدأ عملية التبخر التي تساعد على نقل الحرارة من داخل المركبة إلى خارجها، ومن ثم تبدأ عملية التكثيف التي تساعد السائل على الرجوع إلى منطقة التبخر و تستمر هاتان العمليتان ( التبخر و التكثيف) حتى تصير درجة الحرارة داخل المركبة قريبة من خارجها. وبهذا سوف يساعد هذا الاختراع على حل هذه المشكلة ولن يعاني منها الناس بعد الآن”.وتبين الكعبي وزميلتها الزيودي أنهما استغرقا 8 شهور حتى وصلتا إلى هذا الاختراع، تتابع : استغرقنا الأربع شهور الاولى لنقوم بعمليات التنقيب عن إذا ما كان أحد سبقنا إلى هذه الفكرة، فوجدنا أن اختراعنا لمكيف يعمل بالأنابيب الحرارية دون مصدر للطاقة يطبق لأول مرة في السيارة.بعد عملية البحث المجهدة انتقلت فاطمة ورشدية إلى المرحلة الثانية التي تم فيها التطبيق العملي للفكرة وذلك في سيارة حقيقية حيث قامتا بتثبيته تحت مقاعد السيارة وتكللت الفكرة بالنجاح وذلك عبر حمل الحرارة من خلال الجزء الموضوع من الأنابيب داخل السيارة إلى الجزء الآخر، الموجود خارجها باستخدام السائل الذي يتميز بدرجة غليان منخفضة. أما بالنسبة لتكلفة الجهاز فهي بحسب الكعبي رخيصة جدا وتتناسب مع جميع فئات المجتمع وفي نفس الوقت تحل مشكلة كبيرة وهي ارتفاع درجة الحرارة في السيارة ما يسبب تلف المواد المستخدمة في السيارة والدوائر الميكانيكية وتحافظ على راحة السائق والراكب حيث إن السائق لن ينتظر مدة معينة الى ان تبرد السيارة ليكون قادرا على السير فيها، فضلاً عن الحفاظ على جهاز التكييف الأصلي داخل السيارة وزيادة كفاءته وإطالة عمره. وتؤكد رشدية الزيودي أنه يمكن تطوير الجهاز بحيث يصبح من مكونات السيارة الأصلية خلال عملية التصنيع، خصوصاً أن الجهاز لا يحتاج إلى صيانة، كما أنه لا يحتاج إلى كهرباء ويتميز بالسهولة والبساطة من حيث عملية الاستخدام والتشغيل.وتطرقت المهندستان إلى الصعوبات التي واجهتهما عند تنفيذ اختراعهما تقول رشدية الزيودي :” تركزت الصعوبات في العثور على مكان مناسب داخل السيارة وخارجها لتثبيت الأنابيب، مشيرة إلى أن تلك المشكلة يمكن التغلب عليها عندما يجري تطوير هذه التقنية، بحيث تدخل الأنابيب الحرارية ضمن المكونات الأساسية للسيارة خلال مرحلة التصنيع في بلد المنشأ، وكذلك صعوبات في تصميم شكل الجهاز واختيار نوع السائل الذي سيوضع داخله”.