مدينة العرائش
مدينة العرائش من أقدم المدن المغربية، عرفت أربع حقب فينيقية وقرطاجية ورومانية واسلامية، كما تسبب موقعها الإستراتيجي في تعرضها للغزوات الإيبيرية، هذا التعاقب الحضاري ساهم في منح المدينة العديد من المعالم التاريخية التي تعكس غنى ثقافة المدينة والتي حافظت بالخصوص على آثار الوجود الإيبيري الذي اندمج مع العمارة الإسلامية، في حين تظل ليكسوس المدينة القديمة شاهدة على عظمة فترة تاريخ المغرب القديم. تقع مدينة ليكسوس على بعد 3 كيلومترات من العرائش على ربوة في مدخل المدينة شمالا وعلى ضفة نهر اللوكوس وقد تم اختيار الموقع من طرف الفنيقيين لسهولة الاتصال عبر النهر المؤدي إلى المحيط الأطلسي .ثم تعاقب على المنطقة الرومان الذين شيدوا مجموعة من المدن المغربية القديمة مثل : تمودا ( تطوان) وليلي ( منطقة فاس) تنجيس ( طنجة) ...الخ.من أبرز مميزات المدينة إشتمالها على ثقافتين (المغربية والاسبانية) وخصوصية الهندسة المعمارية التي مازالت آثارها موجودة لحد الآن مثلها مثل مدن شمال المغرب وهذا التأثير كان في اللغة ونمط الحياة السكاني إلا أنه الآن تغير من خلال هجرة سكان البوادي إلى المدينة. يمتاز وسط المدينة المسماة بساحة التحرير بجمالية البنايات المكونة من مختلف المدارس الهندسية الأوروبية المعروفة آنذاك . أما السوق فيشمل محلات بيع الخضر واللحوم والسمك وأشياء أخرى. أما المدينة القديمة فتتميز بالطراز المغربي القديم ، المتكون من أزقة ضيقة، متصلة بعضها مع بعض وأبنية متلاصقة ومتجانسة من خلال ألوانها الأبيض والأزرق، تمتاز بيوتها من الداخل بالطابع العربي الأندلسي المتكون من وسط البيت وغرف عالية السقف ومنقوشة بأشكال هندسية إسلامية غاية في الجمال والروعة، وتتخلل أزقتها الضيقة بوابات مشهورة مثل باب القصبة ، باب البحر، باب القبيبات، و باب المدينة ومساجد عتيقة كجامع الكبير المبني في القرن13م ومحاطة بسور من كل الجهات ومتلاصق مع الحصون التي كانت تحيط بها وتحميها من الغزاة الاجانب الوافدين عن طريق البحر من برتغاليين واسبان. وأي زائر لمدينة العرائش ليس له إلا أن يقف مشدودا إلى بناية الكوماندانسيا المعروفة بصومعتها والتي كانت تتوسطها ساعة ، يمكن رؤيتها من عدة أماكن بالعرائش ، هذه الساعة شيدها الاسبان على أنقاض قصر مولاي اسماعيل واخيرا استعملها الإسبان كمقر للقيادة العسكرية خلال استعمارهم المدينة مرة ثانية .