ضجة في إسبانيا بسبب إعلان يسرق فيه لصوص مقعد رئيس الوزراء
مدريد، متابعات: إلى أي حد تستطيع شركات الإعلان إنتاج لقطات مزيفة؟ والى أي مدى كانت هذه الإعلانات تتعلق بالمراكز الحساسة في الدولة؟.. هذا ما يثيره الآن إعلان يتضمن مشاهد تظهر فيها مجموعة من الشباب الملثمين يسرقون مقعد رئيس الوزراء الإسباني في البرلمان. وقد أثارت هذه اللقطات ضجة كبيرة في إسبانيا خاصة بين أوساط السياسيين والشرطة لاعتقادهم في البداية أنها حقيقية، ولكن ظهر بعد ذلك أنها لقطات مزيفة. ومشاهد دخول الشبان إلى البرلمان حقيقية، لكن مشهد سرقة مقعد الرئيس مزيف. وكانت مؤسسة الإعلانات Tiempo BBDO قد تعاقدت على عمل إعلان لصالح حملة الأمم المتحدة ضد الجوع، فأنتجت إعلانا يظهر فيه أربعة من الشبان الملثمين يدخلون من شرفة البرلمان ويتجهون نحو مقعد رئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو ليسرقوه، ويتركون ملاحظة كتبوا فيها "ثاباتيرو، إن يوم 16 أكتوبر ( تشرين الأول) هو يوم مواجهة الفقر". لقطات سرقة المقعد، ثم الهروب به، لم تصور في البرلمان وإنما التقطت في مكان آخر، وكذا مشهد دخول البرلمان من شرفته، وقد نشر الإعلان في موقع على الانترنت. وجاء في الإعلان أن هؤلاء الشباب ليسوا لصوصا بل هدفهم هو "نريد من رئيس الوزراء أن ينهض ضد الفقر وان يتبعه في ذلك باقي السياسيين بعيدا عن الانتماءات أو الشعارات". وبدأت الشرطة التحقيق في هذه القضية وتعرفت على هوية الشبان الأربعة، وأعلن البرلمان انه فتح تحقيقا مع الموظف الذي سمح لهؤلاء الشبان بأن يدخلوا البرلمان ويصوروا فيه بعض المشاهد، بعد اتهامه بالاشتراك معهم في هذا العمل وبسوء استعمال الوظيفة. وقد أعلن الموظف صراحة أنه من مؤيدي حملة القضاء على الجوع. وتدخلت الناشطة في مجال مكافحة الجوع كارولينا غارثيا للدفاع عن موظف البرلمان كي لا يعاقب. وقالت إنه قام بهذا العمل بحسن نية، ولم يكن على علم بالتفاصيل. وصرح سيسكو مولينا، مدير المؤسسة التي قامت بعمل هذا الإعلان، بأنه لم يكن على علم بأن إعلانا كهذا يحتاج إلى موافقة قانونية. وأضاف أنه لم يتوقع أنه سيثير "ضجة ونجاحا كبيرين".