ها هو شهر رمضان المبارك في عامه التاسع والعشرين بعد الألف والأربعمائة هجري ، يهل علينا ، هذا العام وعلى المسلمين قاطبة في كافة أنحاء المعمورة بما يمثله هذا الشهر الفضيل من فريضة موجبة على كل مسلم ومسلمة فرضها المولى عز وجل على عباده وأمة نبيه الكريم ورسوله الشفيع والأمين محمد صلى الله عليه وسلم ، والتي شرعها الخالق سبحانه وتعالى كركن من أركان ديننا الإسلامي الحنيف الخمسة ، لحكمة ربانية تتجلى من خلالها القيم الربانية المثلى لهذا لدين العظيم وتتجسد في ثنايا هذه الفريضة الدينية العظات والعبر والدروس التي انعم بها الله سبحانه وتعالى على عباده في امة الإسلام عبر تأديتهم لشعائر هذا الشهر الكريم، دينياً ودنيوياً ..في حلول شهر رمضان الفضيل تتجلى واحدة من أعمق مظاهر وجذور الانتماء العقائدي الإسلامي لعشرات بل مئات الملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وفي أقاصي الكون وشتى بلدان العالم، في شمولية وعمومية كافة هذه الملايين المسلمة في الصيام والقيام بالشعائر الدينية الحياتية الرمضانية ، امتثالاً لطاعة المولى عز وجل وتعبداً أو تقرباً إليه واقتداءً بنبي الأمة ورسوله الكريم محمداً عليه أفضل الصلاة والتسليم وأل بيته والصحابة أجمعين واهتداءً بالسلف الصالح من الخلفاء والأئمة وعلماء الإسلام والمسلمين .. ولعل في التأمل إلى عمق هذه المظاهر وما تحتويه على صعيد تِأدية كافة المسلمين لشعائر الفريضة الدينية لهذا الشهر الكريم يقف المرء بإجلال وإكبار وخشوع أمام قدسية الحكمة الإلهية لرب العباد من وراء فرض شهر رمضان الفضيل على عباده في أمة الإسلام بما خصه وميزة عن بقية أشهر العام الهجري من الشعائر والعبادات التي تؤدى فيه وخلاله من قبل معشر المسلمين قاطبة ، والتي لا تقف عند حد الاقتصار على الصيام المتمثل بالامتناع عن تناول الطعام والشراب في نهار كل يوم من أيامه من الشفق فجراً حتى الغسق مغرباً فحسب، بما تتجسد في ذلك بحد ذاته من قيم العدل والمساواة فيما يتعلق بموجبات الإمساك والإفطار في آن وتوقيتان محددان وموحدان وسريانهما دون تفريق أو تمييز ، على الحاكم والمحكوم والغني والفقير ، على حد سواء، وما يرتبط أو يترتب عن هذه الموجبات من التساوي بين الجميع في الجوع والعطش أثناء فترة الإمساك النهارية وتناول الإفطار والشبع، رغم تفاوتهما عند أذان المغرب وما بعده بقدر ما يتعدى مجرد هن الاقتصار على الصيام بعظاته وعبره المذكورة إلى عيره من القيم والمثل العقيدية والمآثر العظيمة لديننا الإسلامي الحنيف ، والمقترن التمثل بها وتأديتها فرضياً وواجباً في حلول شهر رمضان الفضيل، بدءاً بإيتاء الزكاة شرعها الخالق عز وجل على المسلمين في الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة وجعلها فريضة ملزمة على الجميع وقدر حدودها في محكم قرأنه الكريم ومروراً بمختلف الشعائر الدينية ذات المعطيات والتفاعلات الحيوية الخيرة التي نتهيأ لتأديتها بقدر أكبر في ظل أجواء هذا الشهر الكريم، شهر الصوم والعبادة والتوبة ، والغفران ، شهر الرحمة وصالح الأعمال والتقرب إلى الخالق الديان شهر التقوى والبر والإحسان والألفة والتآخي بين أمة الإسلام ، شهر الخير والبركة والتقوى المتوج في السابع والعشرين منه بليلة القدر العظيمة التي خصها الخالق عز وجل سبحانه وتعالى بمنزلة خير من ألف شهر فأكرم به من شهر فضيل ، وما أجلها من فريضة دينية أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا معشر المسلمين قاطبة بهذا الشهر الكريم ...
|
رمضانيات
أكرم به من شهر فضيل
أخبار متعلقة