فرحة أطفالنا بالعيد يعكر صفوها ضجيج الألعاب النارية
رصد/محمد فؤاد:في هذه الأيام المباركة ومع حلول أول أيام عيد الفطر تكثر الألعاب النارية (المفرقعات)خاصة بين صغار السن الذين يجهلون أخطارها يبتهج الأطفال بقدوم العيد فيسعى الآباء إلى إدخال الفرحة إلى قلوب أبنائهم، ويعطونهم مساحة أوسع من الحرية للعب مع أقرانهم من الأطفال الآخرين لذا قمنا بعملية رصد سريعة ودقيقة للعدد من المسببات والأماكن التي من الممكن أن تتواجد فيها مثل هذه القنابل الموقوتة والمؤدية بحياة الكثير من فلذات أكبادنا في مثل هذه المناسبة السعيدة التي للأسف تتحول إلى تعيسة عند وقوع الكارثة فإليكم لب القضية في التالي: [c1]مكونات الألعاب النارية[/c] إن الألعاب النارية هي عبارة عن مزيج من الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم مع إضافة الالمنيوم في بعض الأحيان لتأخذ المفرقعات شكل النجوم عند انفجارها بالهواء .وتصل درجة حرارة الشرارة الصغيرة من الألعاب النارية إلى 2000 درجة على مقياس celcius . أي إن درجة حرارة الألعاب النارية تزيد ﺒحوالى 20 مرة عن درجة حرارة غليان المياه .لذلك من المحتمل أن تسبب المفرقعات النارية أضرارا جسدية بالغة كالإصابة بالحروق والتشوهات المختلفة، كما تحدث أضرارا في الممتلكات من جراء ما تسببه من حرائق عند سوء استخدامها. ويعتبر الوجه واليدان من أكثر المناطق في جسد الأطفال تعرضا للإصابة بالحروق بسبب اللعب بالمفرقعات .كما قد يغفل بعض الآباء مخاطر استخدام تلك المواد، عن أبنائهم وتشير العديد من الدراسات العلمية إلى المخاطر الناجمة عن تداول الصغار لهذا النوع من المواد الخطرة التي تتنوع أشكالها وأنواعها .[c1]لكي لا يتحول الفرح إلى فاجعة [/c]صوت الألعاب النارية يعتبر من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات يعدان سببا رئيسيا للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة. كما ان الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث يصاب جفن العين بحروق وتمزق أو دخول أجسام غريبة في العين وقد يؤدي الى الفقدان الكلي للعين.كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب قد تؤدي إلى التسبب بأضرار جسيمة في الجهاز التنفسي للطفل . [c1]الآثار الجانبية للألعاب النارية[/c]اقلاق راحة المواطنين، اثارة الضجيج والفوضى في الأحياء السكنية، ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك آثارا نفسية سلبية عليهم. [c1]من المسؤول؟[/c]على الرغم من تحذيرات الدفاع المدني من خطورة استخدامها خاصة تلك الألعاب النارية التي تتطاير أجزاؤها الحارقة، وقوانين منع بيعها والحملات الأمنية لمحلات البيع إلا أنها تنتشر بكثافة في الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة وفي العديد من المواقع، وتجد رواجاً كبيراً من قبل المشترين، ووقوع المزيد من الإصابات البالغة الخطورة والضحايا ،...، البعض يتساءل كيف يتم دخول تلك الكميات الهائلة إلى الأسواق !؟ واللعب بالألعاب النارية والمفرقعات من أبرز تلك الممارسات الخطرة. وقد يشجع بعض الآباء أبناءهم على استخدامها. فيقوم الوالدان بشراء تلك المواد “المتفجرة” لأبنائهم معللين ذلك بأن فرحة ليالي رمضان والعيد لا تكتمل دون القيام بتلك “الطقوس”. كما قد يغفل بعض الآباء، مخاطر استخدام تلك المواد، عن أبنائهم وتشير العديد من الدراسات العلمية إلى المخاطر الناجمة عن تداول الصغار لهذا النوع من المواد الخطرة، التي تتنوع أشكالها وأنواعها.كما أن العديد منها لا يحقق معايير السلامة فيما يتعلق بالمواد المكونة لها.أما أفراح العيد عند أطفالنا (في هذه الأيام) فقد انصبغت بصبغة جديدة واهتمامات غير طفولية، تبدأ القائمة (بنوع التسريحة، وماركة الملابس ومكان صنع الحذاء، ومدى تطابق الكماليات والاكسسوارات .....)! كما أصبح طعم أيام العيد في نوع الشوكلاتة التي تقدم بأغلفتها الملونة وأشكالها المنوعة وآنيتها المزخرفة! ولا ادري لماذا أصبحت أعيادنا مصبوغة بالتعالي والتباهي والتفاخر وأصبحنا نرى سعادة مصطنعة وابتسامة متكلفة ومجاملة باهتة حتى بين الأطفال.. ثم أليس من الغريب أن اهتمامات أطفالنا لم تصبح (اهتمامات طفولية) بالفعل؟؟ فلم تصبح اهتماماتهم بالشريطة المخملية التي تزين ضفائر شعرهن أو تلك الملابس الزاهية المنقوشة أو ذلك الحذاء اللامع الجديد. ولم يُصبح لحلوى العيد أو اللوزية أو الحلقوم أو حتى الذهاب مع الأهل لحضور صلاة العيد في المصلى أي اهتمام أو فرحة؟! إن هذا التغيير في الاهتمامات بين جيل اليوم وجيل الأمس القريب جعلني أفكر فيما استجد على حياة أطفالنا، فجعلت منهم أطفالاً في أعمارهم لكنهم كبار في اهتماماتهم، فما عادوا يستمتعون بطفولتهم كما كنا نفعل ؟؟ أهو المجتمع، أم التربية الأسرية وتطلعاتها المستقبلية في تربية الجيل أم بسبب أثر الصداقات في المدرسة وفي الحي، أم أن هذه المظاهر والاهتمامات الحديثة لأطفالنا هي متطلبات حقيقية بالنسبة إلى جيل اليوم؟!أم أن الجواب أن أطفالنا يتمتعون باللبس الجديد والحلوى والاجتماعات الأسرية كل أسبوع بشكل دوري فما عاد للعيد ميزة في اللباس أو الحلوى أو الاجتماعات؟! [c1]وكل عام والجميع بخير.[/c]