مقدمةبناءً على رغبة العديد من القراء الكرام الذين تواصلوا مع الصحيفة وطلبوا إعادة نشر مقالتي الزميل فيصل الصوفي المنشورتين في عموده اليومي (غضون) يوم الخميس الماضي في العدد رقم (14699 ) ويوم السبت في العدد رقم(14701 ) .ونظراً لأهمية الموضوع الذي تناوله الزميل فيصل الصوفي تعيد الصحيفة نشر المقالين بعد دمجهما في صيغة واحدة وتعميماً للفائدة.محمد المهدي الذي قالت صحيفة إيلاف إنه (( شيخ السلفيين في اليمن)) تملكه الغضب جراء الضربات المتلاحقة التي توجهها الدولة لتنظيم (القاعدة)، وقد نشرت له الصحيفة نفسها يوم الثلاثاء الماضي فتوى بعنوان (( أجمع العرب والعجم واتباعهم على حرب أهل السنة والقاعدة ولو كانوا في بيوتهم قاعدين)) ولكن ما تحت العنوان لا علاقة له بالعرب والعجم ، بل باليمنيين الذين يحاربون تنظيم القاعدة ، وتحديداً من سماهم المهدي بالعلمانيين ، وهو لم يذكر الرئيس ولا قيادات الأمن القومي وقوى مكافحة الإرهاب بالاسم إلا أنهم مقصودون ، واكتفى فقط بذكر أسماء ثلاثة من العلمانيين أتباع الغرب الذين يحاربون القاعدة ويطالبون (( الدولة بوضع حد لنشاط المدارس الدينية الخارجة عن القانون ، والتي يديرها السلفيون وإن سالموا الدولة )) كما قال وهم : عبد الباري طاهر وفيصل الصوفي وأحمد الحبيشي.والمهدي محق في الربط بين السلفيين وتنظيم القاعدة الإرهابي لأن الاثنين هما في الحقيقة شيء واحد، فالسلفيون ينظرون ويحشون أدمغة تلاميذهم بالأفكار المفخخة وتنظيم القاعدة ينقل الإرهاب من منطقة الفكر إلى منطقة الحركة بوصفه الجناح العسكري للسلفية الوهابية ، ويستقبل انتحاريين تم تجهيزهم عقائدياً في المدارس السلفية . لكن (الشيخ) محمد المهدي تجنى على الدولة وعلينا بقوله إن الدولة التي عرض لها ولم يذكرها بالاسم تحارب كل ما له صلة بأهل السنة ،إلا إذا كان المقصود اختزال الاسلام في أهل السنة ، واختزال أهل السنة في تنظيم القاعدة.محمد المهدي يرى أن الحرب ضد الإرهاب أو تنظيم القاعدة هي حرب بين الأمة ويجب أطفاؤها وإخمادها ، بينما الحرب هي بين العالم كله و الأمة بأسرها وبين تنظيم القاعدة الذي بدأ الحرب على الجميع ويهدد بالمزيد كل يوم ، ولم يقل المهدي وأصحابه كلمة حق واحدة في العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة حتى الآن ولم يعلقوا تعليقاً قصيراً على بيانات هذا التنظيم الإرهابي ومنها البيان الأخير الذي هدد فيه بعمليات إرهابية وكفر رئيس الجمهورية ووصف الحكومة بالخائنة العميلة، ووصف الشركات النفطية بأنها قواعد متقدمة لليهود والصليبيين ويجب تدميرها ، ووصف السياح بأنهم جواسيس وناشرو فسوق يجب قتلهم .ومحمد المهدي يقول صراحة إن الحرب على تنظيم القاعدة لا تجوز ، وإن عناصر تنظيم القاعدة مساكين (( قاعدين)) أو ساكنين في البيوت والكهوف وتحت الثرى والأنفاق ، بينما العلمانيون ( يقصد الدولة) هم من يذهبون إليهم ليقضوا عليهم تنفيذاً لرغبة أمريكا وأوروبا ! إن المهدي يضحي بالأمان والمصداقية في سبيل الدفاع عن تنظيم القاعدة ، وهو الذي يعرف أن الإرهابيين يتحركون على الأرض اليمنية ويتقاطرون إليها من الخارج ويضربون هنا وهناك .. ونود أن نسأل المهدي: من قتل السياح وفجر السفارات وذبح الضباط في مأرب ونفذ عمليات انتحارية أودت بأرواح رجال أمن في سيئون وغيرها من العمليات الإرهابية وهي كثيرة وضحاياها كثر؟في اليوم نفسه الذي نشر محمد المهدي فتواه التي دافع بها عن تنظيم القاعدة أفتى رجل الدين السعودي المشهور عبد المحسن العبيكان ـــ وهو سلفي أيضاً ـــ بحرمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة ، وقال بالحرف: (( من ينتمي لهذه الفئة ينتمي لفئة خارجة على مذهب أهل الحق)) .. وقال العبيكان ذلك في حين يعرف فيه المهدي أن تنظيم القاعدة في السعودية قد أخمدت شروره هناك ، بينما هو يدافع عن تنظيم القاعدة هنا في اليمن حيث قتل ودمر ولا يزال يهدد بالمزيد .. فما ضر المهدي وأصحابه لو قالوا مثلما قال صاحبهم أو على الأقل يتوقفون عن الدفاع الحار عن الإرهابيين؟ [c1]من وسع ( مؤخرة ) العسيري؟[/c]في فتوى شيخ السلفيين محمد المهدي التي عنوانها (( أجمع العرب والعجم وأتباعهم على حرب أهل السنة والقاعدة ولو كانوا في بيوتهم قاعدين )) قال إن العلمانيين مثل عبد الباري طاهر، وفيصل الصوفي ، وأحمد الحبيشي وغيرهم من العلمانيين هدفهم القضاء على تنظيم القاعدة اتباعاً لرغبة أمريكا وأوروبا ، والمقصود بهؤلاء الأخيرين هي الدولة التي نفذت الضربات الأخيرة ضد الإرهابيين.. هؤلاء كما قال المهدي يرون أنه ليس كل قتال إرهاباً وأن الإرهاب هو كل ما له صلة بأهل السنة فقط وهمهم القضاء على أي تحرك سني يعيد للأمة قوتها وحكمها بشريعة ربها ، ويحاربون المساجد والعلم الشرعي ويعملون على تغيير المناهج والتمرد على الشريعة... ووسعوا الحرب على كل فضيلة . ولأن محمد المهدي كان في فتواه بسبيل الدفاع عن تنظيم القاعدة الإرهابي ، فنحن نتفهم شروده عن الحق لأن الدفاع عن تنظيم إرهابي يعد مهمة عسيرة ومحنة تقتضي التضحية بالفضيلة . وقد ضحى بها الشيخ المهدي من دون مبالاة. الإرهاب يا شيخ هو كل ما له صلة بقتل بريء من أجل الضغط على طرف ثالث.. الإرهابيون في تنظيم القاعدة لا يعرفون السياح وليس لديهم معهم أي مشكلة وهم يعرفون أنهم أبرياء ، ومع ذلك يقتلونهم للإضرار بطرف آخر هو الدولة .. هذا هو الإرهاب ، فهل معاقبة مرتكب هذا الإرهاب بنظركم حرب على أهل السنة ؟ وهل المطلوب أن يترك الإرهابيون لمجرد أنهم سنيون سلفيون وهابيون فإذا عوقبوا قلتم أن ذلك حرب على أهل السنة ؟.. صحيح أن السلفية الوهابية سنية ، ولكنها وريثة أسوأ ما في المذاهب السنية، فهي سبب الإرهاب وكل المصائب التي تحيق بمجتمعاتنا ..فهي من جهة استئصالية فمعاركها موجهة ضد الآخر الإسلامي ، وهي أيضاً مرجعية فقهية للإرهابيين .. فكل أعمالهم الإرهابية تنفذ استناداً إلى منتجات ذلك الفقه ، ولا عجب أن تجد كل الإرهابيين من الذين تخرجوا أو درسوا في مراكز السلفية الوهابية .. فهم في تلك المراكز يتخرجون وهابيين في العقيدة والسلوك .. ومن العجيب أيضاً أن حكومتنا في الوقت الذي تسعى فيه إلى تخليص المجتمع من شرور تنظيم القاعدة، تسمح للوهابية الطارئة والوافدة على بلادنا بإنشاء مراكز تعليمية والسيطرة على مساجد ، ونشر القمامات الفكرية ، وهذه الوسائل كلها تقوم باعداد وتجهيز بشر جاهزين للاستقطاب في التنظيم الإرهابي ، ومن ثم تحويلهم إلى أحزمة ناسفة و مفجرين وانتحاريين وأعداء لدولتهم ووطنهم. قلت يا شيخ محمد المهدي (( إن أتباع الغرب العلمانيين والحداثيين وسعوا الحرب على كل فضيلة)) ولأني أحد المقصودين بهذا الاتهام ، أسألك هل من الفضيلة الدفاع عن تنظيم إرهابي وإدانة السلطة لأنها تعمل على حماية مواطنيها ومصالحها من خطر الإرهاب؟ .. من الذي صنع الفتن الدينية في مجتمعنا ، السلفيون أم العلمانيون ؟ .. السلفيون يسمون اليمن (( مجرد حفنة تراب تسمى وطناً غير جدير بالانتماء إليه ويجب تدميره، بينما نقول نحن هذا وطننا الغالي ويجب أن نعتز به وأن نعزز لدى أجيالنا ثقافة ومشاعر الانتماء الوطني والولاء للوطن. نحن نقول إن الهدف أوالغاية النبيلة لا تنفصل عن الوسيلة الشريفة والنبيلة والمشروعة، بينما السلفيون يفتون للإرهابيين بجواز الاتجار بالمخدرات ، ويزعمون ان الإرهاب ضرب من الشهادة، والشهادة تجب ما قبلها من معاص ومنكرات .ياشيخ محمد المهدي ..لقد وصل الأمر بتنظيم القاعدة أنهم في سبيل الوصول إلى الأمير محمد بن نايف واغتياله حشوا نصف كيلو جرام متفجرات في مؤخرة ارهابي انتحاري ضال اسمه العسيري حيث تطاير جسده الى اشلاء بعد ان فشل في مهمته الارهابية .. فمن الذي وسع (( دبر)) العسيري ليتسع لهذه الكمية الكبيرة من المتفجرات؟
|
مقالات
شيخ السلفيين في اليمن يدافع عن إرهاب (القاعدة)
أخبار متعلقة