باراك أوباما
وأشنطن/ متابعات: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن من الحكمة أن يقبل الاتحاد الأوروبي تركيا في عضويته، مشيرا إلى أن رفض الاتحاد قبول أنقرة سيدفعها للبحث عن تحالفات خارج الغرب. واعتبر أوباما في حديث لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية أن الإحجام عن قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي عامل وراء التغييرات التي حدثت في سياستها الخارجية التي كانت تولي وجهها للغرب تقليديا. وأضاف أن «الوتيرة البطيئة أو الإحجام الأوروبي» عن قبول تركيا «سيلعب دوراً لا محالة في نظرة الشعب التركي لأوروبا» لأنهم «إذا لم يشعروا بأنهم جزء من العائلة الأوروبية فمن الطبيعي أن ينتهي بهم المطاف إلى البحث عن تحالفات أو انتماءات في أماكن أخرى». وسعيا منه لتدارك التداعيات المحتملة لهذه التصريحات في أوروبا، استدرك أوباما بالتأكيد على أن عدم قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي حتى الآن «قد لا يكون السبب الوحيد أو الرئيسي وراء بعض التغيرات في التوجه والتي تمت ملاحظتها في السلوك التركي في الآونة الأخيرة». وأكد أوباما أهمية إقامة علاقات قوية مع تركيا باعتبارها دولة إستراتيجية بين الشرق والغرب، منبهاً إلى أنها عضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) واقتصادها يتوسع بشكل قوي، فضلا عن كونها دولة ديمقراطية ذات أغلبية مسلمة يجعلها «نموذجاً له أهمية كبيرة للدول المسلمة الأخرى بالمنطقة». وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حذر الشهر الماضي من أن رفض الاتحاد الأوروبي ضم تركيا في عضويته يمكن أن يدفعها بعيدا عن الغرب. وقال غيتس «إذا كان هناك أي شيء يوحي بفكرة أن تركيا تتحرك باتجاه الشرق، فهذا ليس بالأمر الهين لأنها دفعت إلى ذلك من قبل البعض في أوروبا الذين يرفضون منح تركيا نوعا من الصلة العضوية بالغرب التي تسعى إليها». يُذكر أن تركيا خاضت مفاوضات للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا عام 2005 لكن العملية معرضة لخطر التوقف نتيجة الأزمة بشأن جزيرة قبرص المقسمة. وتحسنت علاقات تركيا بشكل ملحوظ مع جيرانها مثل إيران حيث توسطت مع البرازيل باتفاق لتبادل اليورانيوم رفضه الغرب، كما تحسنت علاقتها بسوريا ودول أخرى بالمنطقة، بينما تمر علاقتها بإسرائيل بمنعطف خطير بعد مقتل تسعة نشطاء أتراك بهجوم إسرائيلي على سفن مساعدات كانت متجهة إلى غزة. وتؤكد الحكومة التركية أن التزام بلادها تجاه الغرب لم يتراجع، وأن المنتقدين يخلطون بشكل خاطئ بين جهود بناء العلاقات وفتح أسواق جديدة لاقتصادها النامي وبين تغيير التوجه.