المشهداني يرفض خطة المالكي الأمنية دون الرجوع للبرلمان
بغداد / وكالات :دعت هيئة علماء المسلمين أمس الاحد قيادات الجيش العراقي السابق للعمل على إعادة تنظيم وحدات الجيش وانتظار الفرصة "لتحرير العراقيين".وقالت الهيئة التي يعتبرها كثيرون المرجع الديني للعرب السنة في العراق في بيان بمناسبة عيد الجيش العراقي الذي يوافق السادس من يناير إن ذكرى تأسيس الجيش "تمر بعد اربع سنوات من تآمر الاحتلال عليه من خلال حل مؤسساته وتسريح منتسبيه... والعراق ينحدر الى واقع مؤلم تلعب الدول بمقدراته ويذل الاحتلال شعبه."
واضاف البيان "نحن على يقين ان العراق لن يستعيد عافيته ولن ينال من جديد حريته وكرامته حتى تعود هذه المؤسسة المهمة الى مكانها الطبيعي."وقال البيان إن الامال معقودة على قوات الجيش العراقي القديم "ان تعيد تنظيم نفسها وتتهيأ لاهتبال الفرصة المناسبة لتحرير العراقيين من الاحتلال وعملائه واستراداد حقوقهم."وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد جدد يوم السبت في كلمة بمناسبة عيد الجيش الدعوة لضباط الجيش السابق ومنتسبيه للعودة الى الجيش الجديد.
وقال المالكي ان الجيش العراقي سيقوم باستيعاب الضباط من الرتب العالية وفقا لخبراتهم واختصاصاتهم وسيتم صرف رواتب تقاعدية للذين لن يتم استيعابهم.واستثنى المالكي الضباط الذين "تلطخت ايديهم بدماء العراقيين." في غضون ذلك قال مسؤول عراقي رفيع أمس الأحد إن ثلاثة لواءات عراقية من الشمال الكردي والجنوب الشيعي ستستقدم للمشاركة في الحملة الامنية في بغداد وهي حملة تعتبر مهمة للآمال المعولة على تجنب الحرب الاهلية.وقال سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي إن القوات الاضافية تأتي في اطار خطة تهدف لتولي قوات عراقية السيطرة على بغداد من الداخل فيما تسيطر قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة على المناطق المحيطة بالعاصمة.وأعلن المالكي عن الخطة يوم السبت متعهدا بسحق الجماعات المسلحة غير المشروعة "بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو السياسي" مشيرا الى أنه قد يكون مستعدا للتصدي للميليشات الموالية للشيعة الذين ينتمي اليهم. ويمثل هذا مطلبا رئيسيا من واشنطن والاقلية السنية التي ينتمي اليها صدام حسين وكانت لها الهيمنة في السابق.وجاء هذا الاعلان في حين يجري الرئيس بوش تغييرات كبيرة للقادة العسكريين والدبلوماسيين في العراق ويستعد لكشف النقاب عن استراتيجية جديدة في الاسبوع الحالي. ويقول مسؤولون ان هذه الاستراتيجية قد تشمل اقتراحا بارسال 20 ألف جندي أمريكي اضافي الى بغداد.إلى ذلك قال رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني إن الدستور العراقي لا يبيح لرئيس الحكومة نوري المالكي اعتماد خطط أمنية دون الرجوع إلى البرلمان، بعد انتهاء العمل بقانون الطوارئ الذي يخوله صلاحيات تنفيذية غير اعتيادية.ويأتي هذا التصريح ردا على إعلان المالكي عن إطلاق وشيك لخطة أمنية جديدة تهدف إلى تأمين بغداد، وتعهده بالصرامة مع كل الجماعات غير المشروعة بغض النظر عن انتمائها الطائفي أو السياسي.على الصعيد الميداني أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 15 شخصا بينهم جنديان في هجمات متفرقة في العراق، منهم تسعة سقطوا في بغداد.وأفادت المصادر الأمنية بأن أربعة عراقيين قتلوا وأصيب خمسة آخرون إثر سقوط عدد من قذائف الهاون على شركة خاصة لصيانة السيارات في منطقة الكرادة جنوبي بغداد.وقال مصدر في وزارة الداخلية إن مسلحين اغتالوا مساعد مدير مستشفى اليرموك غربي بغداد الطبيب أنمار أحمد في منطقة الإسكان، وهو ما أكده مصدر طبي في المستشفى.وفي منطقة زيونة أدى انفجار عبوة ناسفة لدى مرور موكب أحد المدراء العامين في وزارة التربية حميد الشمري إلى مقتل اثنين من حراسه وإصابة اثنين آخرين.كما قتل شخصان امرأة وطفل وأصيب 13 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي وسط مدينة الحلة جنوب بغداد.وفي مدينة الكوت جنوب بغداد قتل جندي عراقي في انفجار عبوة ناسفة في منطقة بدرة، فيما عثرت الشرطة على جثتين مجهولتي الهوية في نهر دجلة.وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أن قواتها تمكنت خلال الساعات الـ24 الماضية من قتل اثنين من "الإرهابيين" في الموصل واعتقال اثنين آخرين في قطاع الرمادي. على صعيد آخر تستعد الأغلبية الديمقراطية الجديدة في الكونغرس الأميركي لأول مواجهة كبرى مع الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن سياسته بعدما رأت أن الحرب في العراق "معقدة" وطالبت بإنهائها.وجاء هذا الطلب قبل أيام من إعلان إستراتيجية بوش الجديدة لسياسته في العراق والتي يعتقد أنها ستشمل خطة لتعزيز تواجد القوات الأميركية في مدينة بغداد.كما أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده خلال الايام الثلاثة الماضية في عمليات قتالية غربي بغداد ومحافظة الأنبار, في وقت أعلن فيه الجيش العراقي قتل ثلاثين مسلحا واعتقال ثمانية بينهم سودانيون باشتباك في شارع حيفا وسط بغداد أمس.كما أعلن الجيش الأميركي اعتقال 84 مشتبها فيه باليوسفية جنوب بغداد حقق معهم ولم يتحفظ إلا على 13 متهما بالإعداد لهجمات بعبوات ناسفة، ودمر منشآت لتصنيعها.