`الرياض: يأتى الحجاج فى موسم الحج من كل صوب وحدب بأعداد غفيرة وأجناس مختلفة وجنسيات متباينة ولغات عدة وهو ما يقابله صعوبات جمة فى الإلمام بكل المعلومات عن الحجاج والاحتفاظ بها بطريقة سهلة الاسترجاع. ولأننا فى عصر يعتمد من الألف إلى الياء على استخدام التكنولوجيا فى تذليل كافة الصعاب فى جميع مجالات الحياة فكان من الأولى أن يتم توظيفها لمثل هذا الحدث العظيم من أجل راحة وأمان أكثر للحجاج. لذلك سعت السعودية جاهدة إلى التوصل إلى طريقة ملائمة للتعرف على الحجاج دون الحاجة لحمل الأوراق وغيرها من وسائل التعرف الذي تمثل صعوبة للحجاج خاصة فى لبس الإحرام. وبالفعل نحج فريق عمل من مركز الحاسبات والاتصالات وقسم الهندسة الكهربائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فى تطوير نظام للتعرف على الحجاج باستخدام الرقاقات الذكية (RFID)، بحيث يتم وضعها ضمن ساعة يد عادية. ويتم تثبيت الساعة، التي تحتوي على الشريحة، على اليد بشكل دائم لضمان عدم إضاعتها أو نسيانها ويتم قطعها لدى مغادرة الحاج للمناطق المقدسة لتتم إعادة برمجتها للاستخدام مع حجاج آخرين في أعوام قادمة. ويتم تخزين جميع المعلومات المتعلقة بالحاج مثل معلومات جواز السفر ورخصة الحج وعنوان المطوف وأرقام الهاتف بالإضافة إلى معلومات طبية هامة في حالات الإسعاف ضمن الشريحة. وقد أشار قائد فريق التطوير الدكتور محمد أحمد مهندس الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة الملك فى تصريحات أوردتها صحيفة الرياض إلى أن هذا النظام يعفي الحاج من حمل وثائق هامة قابلة للضياع وخصوصاً وهو بلباس الإحرام في الأماكن المقدسة. وهذا النظام يساعد الحاج على التعريف بنفسه عن طريق قراءة المعلومات الموجودة في الشريحة دون الحاجة للكلام معه مما يزيل حواجز اللغات المختلفة والعديدة للحجاج، ويتم قراءة الشريحة بواسطة قارئات خفيفة ومحمولة يدوياً بواسطة رجال أمن الحجاج أو الإسعاف بشكل آلي وسريع وآمن. ومن أجل ضمان خصوصية المعلومات فمن الممكن تشفير المعلومات المخزنة بحيث يمكن قراءتها من قبل الأشخاص المخولين بذلك فقط ويجعل إمكانية تزوير أو تغيير المعلومات مستحيلاً. وأضاف مهندس أن انخفاض ثمن الشرائح الإلكترونية في السنوات الأخيرة جعل الرقاقات الإلكترونية البديل الأمثل في نظم التعريف الآلية وأكثر أنواع نظم التعريف الآلية المستخدمة حالياً هي البطاقات الذكية التي تعتمد على التلامس مع القارئ للتواصل ولهذا السبب يطلق على هذه التقنية “التعريف بترددات الراديوية” (Radio Frequency Identification) RFID. ويمكن صياغة الرقاقة على شكل ساعة يد ذات حزام بلاستيكي بقفل خاص بحيث لا يمكن نزع الرقاقة بعد تثبيتها إلا بقطع الحزام، وذلك يضمن عدم استبدالها أو ضياعها. ويمكن أن تصرف الرقاقة لحجاج الداخل عند تقديهم لرخصة الحج، أما حجاج الخارج فيمكن أن تصرف عند المداخل الحدودية بعد تخزينها بالمعلومات. وأوضح الدكتور محمد مهندس أن تطبيقات هذا النظام تتضمن ما يلي: 1- تطبيقات أمنية: إذ يمكن اعتبار الرقاقة بمثابة رخصة حج ويمكن لقارئ الرقاقة التأكد من الرخصة بشكل آلي وفي جزء من الثانية، مما يتضمن عدم خلق نقاط اختناق عند الحواجز الأمنية، ويسهل حركة دخول الحجاج إلى المشاعر. 2- تطبيقات إحصائية: إذ يمكن باستخدام قارئات عند مدخل الحرم، إحصاء الحجاج الداخلين والخارجين بشكل آلي وهم في حركة عادية دون شعور منهم 3- تطبيقات طبية: يمكن للمؤسسات الطبية قراءة معلومات الحاج ذات الصلة من الرقاقة، وهذا يوفر الجهد والوقت، مما يساعد على تقديم العناية الصحية المناسبة لوضعه ويتخطى حاجز اللغة في التفاهم. 4- تطبيقات مالية: بعد اختبار النظام لسنوات، يمكن تطويره بإدخال نظام المحفظة الإلكترونية في الرقاقة، بحيث يتمكن الحاج من “شحن” الرقاقة بمبالغ معينة سلفاً، ثم يستهلكها في شراء حاجياته، دون ضرورة حمل نقود، وتعرضه لضياعها أو سرقتها. يذكر أن موسم الحج يشهد سنوياً مشكلة تتعلق ببقاء جثث العشرات من الحجاج الذين يموتون بشكل طبيعي أو بأحد الحوادث دون إمكانية التعرف على أصحابها ولكن مع هذه الشريحة سيكون من السهل التعرف عليهم.