موقع الانفجار في مينجورا يوم أمس .
مينجورا (باكستان) /14 أكتوبر/رويترز : قالت الشرطة الباكستانية إن مفجرا انتحاريا من حركة طالبان استهدف قوات الأمن في وادي سوات يوم أمس السبت فقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وذلك في إطار هجوم طالبان المستمر ضد الحكومة بعد واحدة من اكبر الحملات الامنية الكبرى في سنوات.وجاء الهجوم الذي وقع قرب موقع تفتيش امني في وادي سوات واسفر ايضا عن اصابة 35 شخصا بعد يوم واحد من هجوم انتحاري على الجيش ادى الى مقتل 45 شخصا على الاقل في مدينة لاهور بشرق باكستان.وأضاف طارق عزام وهو متحدث باسم طالبان لرويترز عبر الهاتف من مكان غير معلوم «شن رجالنا هذه الهجمات وسيتم تنفيذ المزيد منها في أنحاء البلاد لان باكستان كلها أصبحت مستعمرة للولايات المتحدة» .وأضاف قاضي غلام فاروق قائد شرطة مدينة مينجورا ان منفذ الهجوم الاخير كان في عربة ريكشو.وقتل جنديان وثلاثة من رجال الشرطة وخمسة مدنيين.وقال شاهد «عندما وصلت الى هناك شاهدت مركبة تحترق. مات خمسة اشخاص على الاقل بينهم بعض النساء حرقا» .وأغلقت الشرطة الطريق المؤدي الى قاعة المحكمة الرئيسية في مينجورا بالكتل الاسمنتية وأكياس الرمل والاسلاك الشائكة. وتسبب الانفجار في قلب عربتي ريكشو واحتراق سيارة.وانتشر زجاج نوافذ في مبان قريبة بمينجورا البلدة الرئيسية في وادي سوات.وفي ابريل نيسان من العام الماضي شن الجيش هجوما كبيرا على طالبان الباكستانية في وادي سوات وطرد المقاتلين الاسلاميين بعد اشهر من الاشتباكات.لكن المتشددين استأنفوا الهجمات بعد هدوء نسبي في اعمال العنف متحدين بذلك تأكيدات الحكومة بان الهجوم الذي شنته في وزيرستان الجنوبية معقل المتشددين وجه ضربة كبرى لطالبان الباكستانية المدعومة من القاعدة.وهاجمت طالبان الباكستانية العديد من الاهداف من بينها مباراة لكرة الطائرة ومقر للجيش في بلدة روالبندي القريبة من العاصمة اسلام أباد.وعززت السلطات الباكستانية الامن في المنطقة يوم أمس السبت. ورأى شاهد من رويترز موكبا من عشر سيارات على الاقل بالقرب من روالبندي يوجد في كل منها ما بين أربعة وستة جنود.وينتشر وجود أمني مكثف أيضا في مفترقات للطرق. وقالت الشرطة ان الاجراءات اتخذت على سبيل الاحتياط بعد الهجوم على لاهور.وأحيانا تختفي طالبان بعد الهجمات ثم تعود للهجوم مجددا بعد هجمات الحكومة على معاقلها.وأضاف محمود شاه المحلل الدفاعي «لقد تكبدوا هزيمة ساحقة في سوات وأجزاء اخرى من المناطق القبلية. لكن هناك ما يمكنك وصفه بالجماعات الفردية في شتى انحاء البلاد.»وفيما يؤكد حالة الذعر في باكستان كتبت احدى الصحف في صدر صفحاتها تقول «لاهور تحت حصار العنف».ويرجح ان تقلق احدث موجات العنف الولايات المتحدة بطرق عدة. فستثير من جهة تساؤلات جديدة بشأن الاستقرار في باكستان الدولة المسلحة نوويا.وقد تكون واشنطن قلقة من ان تجبر الهجمات باكستان على التركيز بدرجة اكبر على قتال طالبان الباكستانية بدلا من تعقب المتشددين الافغان الذين يعبرون الحدود لمهاجمة القوات الامريكية في افغانستان وهي الاولوية الاولى للبيت الابيض في وقت يحاول فيه ارساء الاستقرار في البلاد قبيل بداية انسحاب القوات الامريكية في 2011.وكان الانفجار الذي وقع في مينجورا عاصمة وادي سوات سادس انفجار خلال الايام السبعة الماضية ما يزيد من الضغوط على الرئيس اصف علي زرداري في فترة حساسة. ويشهد اقتصاد باكستان حالة من الركود وصرف العنف المستثمرين الاجانب عن ضخ اموالهم في البلاد.كما يواجه زرداري الذي لا يتمتع بشعبية مطالب بتسليم سلطاته الرئيسية مثل حق حل البرلمان واختيار قائد الجيش الى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني.وخلافا لزرداري لم يستعد جيلاني الجيش الباكستاني القوي. ويعني ذلك انه ربما تكون لديه فرصة افضل لارساء الاستقرار في باكستان حليفة الولايات المتحدة وصاحبة التاريخ الطويل من الاضطراب السياسي.ووسط حالة الاضطراب السياسي يرجح ان يعيد هجوم يوم أمس تركيز الانتباه على الامن في سوات الوادي السياحي السابق الذي يقع على بعد 120 كيلومترا شمال غربي اسلام اباد.وقالت الشرطة ان من يشتبه بأنه مفجر انتحاري قتل ستة اشخاص في هجوم على قافلة لقوات الامن في سوق بمينجورا في 22 فبراير شباط.