وزير الدفاع الاميركي الجديد يصل الى بغداد في زيارة مفاجئة
نيويورك/بغداد/وكالات: قال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كان يؤيد اعلان جدول زمني لسحب القوات من العراق لكنه تراجع تحت تأثير عملية "غسيل مخ" من الرئيس الامريكي جورج بوش.وأبلغ الهاشمي مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أنه عندما تحدث الي بلير قبل حوالي ثلاثة أشهر فان رئيس الوزراء البريطاني أبدى تأييدا لندائه لان تحدد الولايات المتحدة وبريطانيا موعدا للانسحاب.واضاف قائلا "كنت قد أقنعته لتوي... وهو وعد انه سيذهب لمناقشة الموضوع مع الرئيس بوش لكن في نهاية اليوم ومما يبعث على الاسف فان رئيسكم قام بنوع من غسيل المخ للسيد بلير."لكن الهاشمي قال ايضا ان أي انسحاب للقوات يجب ان يكون مشروطا بأن يدرب الامريكيون قوات الامن العراقية.وزار بلير بغداد يوم الاحد الماضي ودافع يوم الثلاثاء عن تحالف بلاده الوثيق مع الولايات المتحدة ردا على تقرير لمركز ابحاث بريطاني مرموق خلص الي أن تلك العلاقة ألحقت ضررا بمصداقية بريطانيا في الشرق الاوسط.وفي تعليقات أدلى بعد كلمته امام معهد الشؤون الخارجية قال الهاشمي ان بلير كان أبدى استعدادا لدراسة اعلان انسحاب للقوات.واضاف قائلا "هو وعدني بنقل هذه الرسالة الى السيد بوش وقال (انني ساؤيد ذلك)."وقال الهاشمي ان اعلان جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية والبريطانية والقوات الاجنبية الاخرى من العراق سيساعد في جمع الفرقاء من السنة الشيعة.واضاف قائلا "المشكلة هي الجدول الزمني للانسحاب. اذا اعلنت ذلك غدا فان المشكلة ستخف حدتها.""القوات الامريكية والادارة الامريكية يجب ان يلتزموا بجدول زمني لانسحاب مشروط من العراق. هذا مهم جدا."لكن الهاشمي اضاف ان الولايات المتحدة قدمت تعهدات بدعم العراق ولذلك فان أي انسحاب للقوات يجب ان يكون مشروطا بتدريب قوات الامن العراقية.وألقى باللوم في التوترات الطائفية في العراق على "التدخل الاجنبي".وأوصت مجموعة دراسة العراق المؤلفة من مسؤولين امريكيين سابقين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي هذا الشهر بأن يسحب بوش معظم القوات الامريكية من العمليات القتالية في العراق بحلول اوائل 2008 وأن يركز بدلا من ذلك على تدريب القوات العراقية.وزاد التقرير الضغوط على بوش لايجاد وسيلة للخروج من حرب بدأت بغزو قادته الولايات المتحدة في مارس 2003 وقتل فيها أكثر من 2900 جندي امريكي وعشرات الالوف من العراقيين.في سياق اخر وصل وزير الدفاع الاميركي بيل غيتس الى بغداد أمس الاربعاء في زيارة لم يعلن عنها مسبقا لاجراء مشاورات مع القادة العسكريين الاميركيين والمسؤولين العراقيين بعد يومين على ادائه اليمين.وقال غيتس الذي وصل منتصف النهار الى بغداد وسط تكتم شديد متحدثا للصحافيين ان "الهدف (من الزيارة) هو الخروج والاصغاء الى القادة والتحدث الى العراقيين والاطلاع على ما يمكن ان اطلع عليه".وتولى غيتس (63 عاما) مهامه رسميا على رأس وزارة الدفاع خلفا لدونالد رامسفلد الذي استقال اثر هزيمة الجمهوريين في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي التي اعتبرت تعبيرا عن استياء الناخبين الاميركيين من الوضع المتأزم في العراق. وكان حذر خلال حفل ادائه اليمين الاثنين من ان الفشل في العراق سيؤدي الى "كارثة". واضاف "كلنا نرغب في العثور على طريقة لاعادة ابناء وبنات الاميركيين الى بلادهم مرة اخرى (...) لكن وكما اوضح الرئيس لا يمكننا ان نخفق في الشرق الاوسط".واوضح ان "الاخفاق في العراق في هذا المنعطف سيكون الكارثة التي ستلاحق شعبنا وتضعف مصداقيتنا وتعرض الاميركيين للخطر على مدى عقود قادمة".ويدور جدل حاليا حول ضرورة نشر ثلاثين الف عنصر اميركي اضافي في العراق لاعطاء زخم جديد لوقف العنف الطائفي مع تسليم مسؤولية الامن للقوات العراقية.وتراجع عدد القوات الاميركية في العراق في الاسبوع الماضي الى 129 الفا وكان عددها يبلغ في الاوقات العادية قرابة 140 الفا.على صعيد اخر سلمت القوات التي تقودها الولايات المتحدة المسؤولية الامنية في محافظة النجف للسلطة العراقية أمس الاربعاء في خطوة وصفتها بانها خطوة هامة للامام لتعزيز الحكومة العراقية.وفرضت السلطات العراقية حظرا على السيارات في مدينة النجف المقدسة معقل معظم رجال الدين الشيعة في الوقت الذي جرت فيه مراسم التسليم في استاد لكرة القدم وسط إجراءات امنية مشددة.وخلال حفل التسليم قام خمسة جنود عراقيين باستعراض أمام المنصة الرئيسية قطعوا خلاله رؤوس ضفادع بينما وقف جندي سادس ممسكا بأرنب حي وشق بطنه وأكل قلبه اظهارا للشجاعة قبل ان يمرره لزملائه. وقال موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي للجنود ورجال الشرطة المشاركين في الحفل ان عليهم العمل من أجل حل الميليشيات وجعل السلاح في ايدي الحكومة فقط.ومحافظة النجف هي ثالث محافظة عراقية تسلم لقوات الامن العراقية. واستمرار الهدوء فيها هو اختبار مصيري للحكومة العراقية وايضا لامال واشنطن في تسليم باقي المحافظات للسلطة العراقية وسحب القوات الامريكية من العراق.ميدانياً هزت سلسلة انفجارات العاصمة العراقية صباح أمس، وقالت الشرطة إن هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش في حي الجادرية، ما أسفر عن مقتل نحو 15 شخصا على الأقل بينهم عدد من الشرطة وإصابة نحو 30 آخرين بجروح. فيما قتل أربعة عراقيين وأصيب سبعة آخرون في حي الكسرة بالأعظمية بانفجار سيارة مفخخة.وأفادت أنباء بأن دوي أكثر من ستة انفجارات سمع في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد ولم تعرف طبيعة الانفجارات داخل المنطقة الخضراء ولا حجم الأضرار الناجمة عنها. وتضم هذه المنطقة مكاتب الحكومة العراقية والسفارتين الأميركية والبريطانية ومساكن معظم المسؤولين.واكتشفت الشرطة العراقية عشرات الجثث، أمس الاول وسط الغموض المحيط بعمليات الخطف الجماعي التي وقعت في بغداد مؤخرا. وقالت الشرطة إنها عثرت على جثث 15 ضابطا من الجيش السابق اختطفتهم مليشيات مسلحة، شمال غرب بغداد.وأضافت الشرطة أن المليشيات دهمت قرابة 20 من ضباط الجيش السابق برتب رفيعة على الشارع المحيط بمنطقة الكاظمية أثناء توجههم لاستلام رواتبهم من أحد المصارف في المنطقة.كما قال مصدر طبي عراقي إن مستشفى اليرموك جنوب بغداد تلقى أمس الاول 45 جثة عليها آثار تعذيب وقتل أصحابها بالرصاص في مناطق متفرقة من العاصمة.وأضاف المصدر أن هناك لجنة تقوم كل أربعة أيام بدفن أعداد من الجثث لا يأتي ذووهم لاستلامها. من جهة أخرى عثرت الشرطة على 12 جثة بينهم امرأتان في مناطق متفرقة من مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد.