لا يخفى على أحد الوضع الذي وصل إليه الكثير من المستشفيات الحكومية من سوء خدمات وانعدام الرعاية الصحية والعلاجية والتمريضية، وحالة اللامبالاة من قبل القائمين على هذه المستشفيات، ولا يخفى أيضاً ما يعانيه الناس من جور وابتزاز من قبل المستشفيات والعيادات الخاصة بسبب الغلاء الفاحش.وفي الحقيقة أصبح الأمر لا يحتمل فليس بمقدور الغالبية العظمى من الناس العلاج في المستشفيات الخاصة، ولا يمكن السكوت عما وصلت إليه الأوضاع المزرية في المستشفيات الحكومية التي لا تقدم شيئاً للمرضى سوى المعاينة والإقامة في أقسامها التي أحياناً تزيد المريض مرضاً، فللأسف عند زيارتك لأحد المستشفيات الحكومية لغرض العلاج لا تجد لمسة الحنان والدفء من ملائكة الرحمة هنا، ولا تشعر أنك في مكان ستجد فيه ما يعينك على ما تشعر به من ألم، فالطبيب يتحدث معك وكأنه مجبر على ذلك فيباشرك بروشتة طويلة قبل أن تنتهي من شكواك، ويحدد لك مكان شراء الدواء، أو أجراء الفحص، أو الكشافة لمصلحة خاصة، هذا إن لم يحدد لك موعداً لزيارته في عيادته الخاصة.. والممرضون لا يعيرونك اهتماماً إلا إذا كنت معروفاً لديهم، أو أحسنت التعامل معهم بالطرق الأخرى، وكل شيء في تلك المستشفيات عليك شراؤه من الصيدليات الخاصة، حتى قسم الحوادث عند وصول الحالة إليه سرعان ما يباشرك من فيه بقائمة من المتطلبات للإسعافات الأولية من خيوط وأربطة وما إلى ذلك..وهذا يتطلب تدخل الجهات المعنية لإعادة الاعتبار لهذه المستشفيات لتقدم خدمات طبية للمواطنين البسطاء والفقراء، وبأسعار معقولة أو بسعر الكلفة كالأدوية مثلاً، بحيث يتم توفير كل الأدوية الموجودة في الصيدليات الخاصة بالمستشفيات وبيعها على المرضى بأسعار كلفتها وتجنيب الناس عبء الصيدليات الخاصة، إلى جانب فرض نظام صارم على الأطباء والممرضين وكل العاملين للعمل بإخلاص باعتبارهم موظفين أولاً وكذلك لأن حياة الناس أمانة في أعناقهم ، وعليهم أن يتقوا الله في ما هم مؤتمنون عليه، وان يجتهدوا ويخدموا المرضى ويهتموا بهم ويتعاملوا معهم كما يتعاملون في المستشفيات والعيادات الخاصة.وهكذا يمكن أن تعاد ثقة الناس بالمستشفيات الحكومية، ويستفيد المواطنون من الإمكانيات والاعتمادات التي ترصد لها ونخفف عنهم معاناتهم.
أخبار متعلقة